يعتبر حديث جورج بيرنارد شو واحداً من الأحاديث المفضلة عندي حيث يقول:”الرجل العقلاني يكيف نفسه على العالم ,والرجل غير العقلاني يحاول جاهداً تكييف العالم على نفسه.وكل التقدم والتطور يعتمد على الرجل غير العقلاني فالتقدم يحدث بالسير عكس العادي و المألوف”. أتاح لي عملي في بلاط صاحبة الجلالة وتحديداً مجال الصحافة الرياضية فرصة الإلتقاء والحديث للعديد من رؤساء الأندية والاتحادات والإستماع إليهم ومحاولة معرفة الطريقة التي يفكرون بها لتنفيذ برامجهم والوصول إلى أهدافهم . ودون ذكر للأسماء فقد وجدتهم جميعاً يمتلكون رؤى وأفكار ويتحملون مسئولية التكليف بكل جد واجتهاد لإسعاد جماهير أنديتهم في حالة رؤساء الأندية والاتحادات على الرغم من الانتقادات التي يتعرضون لها بين الفينة والأخرى ,وهذه الانتقادات حتمية ولا يمكن تجنبها لأنهم بشر والبشر معرضون لإرتكاب الأخطاء ,كما أنهم يعملون في مجال العمل العام. بيد أنهم جميعاً يتسمون بالعقلانية والمنطق واتخاذه وسيلة للوصول وتحقيق أهدافهم التي قاموا برسمها مسبقاً وتكاد تكون طريقة تفكيرهم متطابقة أو فلنقل متشابهة إلى حد كبير. ولكن السيد أشرف سيد أحمد الحسين (الكاردينال) هو الوحيد الذي يفكر بطريقة مختلفة من بين الذين التقيتهم واستمعت إليهم ,فالرجل مثله مثلهم ابن بلد أصيل . بيد أن الكاردينال يمتلك أفكاراً جديدة ,وغير تقليدية وغير عادية وغير مألوفة في استقطاب الدعم وتفعيل الدور الذي يمكن أن تلعبه الرعاية والاستفادة من جماهيرية نادي الهلال الكبيرة إضافةً لطموحاته الكبيرة. عندما أعلن الكاردينال عن إدخاله لمبلغ ثلاثة ملايين دولار لخزينة نادي الهلال خلال ستين يوماً فقط حسبه الكثيرون ضرباً من ضروب الخيال أو جرعة تخديرية زائدة من تلك النوعية التي لا يفيق منها المريض أبداً .. أبداً. بدأ الكاردينال في تنفيذ وعده بكل جرأة وشجاعة متولياً أمر التفاوض بنفسه مع الشركة الإماراتية التي لم يفصح عن اسمها حتى الان وإلى الان الأمور تبشر بخير . وعد الكاردينال بالتجديد للاعبي الهلال مطلقي السراح جميعهم ولن يترك منهم أحداً يغادر القلعة الزرقاء,كما وعد بإنشاء الجوهرة الزرقاء التي تسر الناظرين. وعد الكاردينال الشعب الهلالي بالتعاقد مع محترفين أجانب من أصحاب الوزن الثقيل وبجهاز فني أجنبي على أعلى مستوى. هذه الوعود الكبيرة والتي تحسبها الغالبية العظمى مجرد دغدغة لمشاعر الجماهير أو كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ..ولكنها في واقع الأمر توضح وبجلاء الطريقة المختلفة وغير المألوفة التي يفكر بها السيد أشرف سيد أحمد الحسين (الكاردينال). عود إلى بدء نردد مع جورج بيرنارد شو :”الرجل العقلاني يكيف نفسه على العالم من حوله ,والرجل غير العقلاني يحاول جاهداً تكييف العالم على نفسه.وكل التقدم والتطور يعتمد على الرجل غير العقلاني فالتقدم يحدث بالسير عكس العادي و المألوف”. وعطفاً على حديث بيرنارد شو فإن الهلال والكرة السودانية موعودة بنقلة نوعية كبيرة في ظل الأفكار الجديدة التي يحملها السيد أشرف الكاردينال. الأيام وحدها كفيلة بتوضيح وكشف مدى صحة الوعود التي أطلقها السيد أشرف سيدأحمد الحسين الكاردينال واحدةً تلو الأخرى وقطار الموسم يسير نحو محطته الختامية، فإذا نجح الكاردينال في عقد الرعاية أولاً فمن حقه على الجميع الإشادة به وبطريقته في التفكير ومن حق جماهير الهلال أن ترتفع بسقف طموحاتها في الموسم التنافسي الأفريقي القادم. وبالأمس قام الكاردينال وفي لفتة إنسانية بارعة بإقالة عثرتي النجمين الكبيرين معتز إبراهيم كبير ومحمد علي الجاك(شواطين). الكاردينال يسير بخطًى واثقة لدخول قلوب جماهير الهلال من أوسع الأبواب ليثبت أن الهلال في أيد أمينة وأن حواء الهلال ودود ولود وأن أبناء الهلال يسدون قرص الشمس. لا يسعنا إلا أن نشكر إنابةً عن شعب الهلال كل من قدم في يوم من الأيام جهده وماله مقتطعاً من زمن أسرته وقوت عياله دعماً لمسيرة الهلال القاصدة .. شكراً لكم جميعاً مع تمنياتنا للأحياء منهم بدوام الصحة والعافية وللأموات المغفرة والقبول الحسن.