الفوز الغالي الذي حققه أبطال السودان الاشاوس على نيجيريا بهدف بكري المدينة مؤخرًا باستاد الخرطوم في الجولة الثالثة لتصفيات الامم الافريقية المؤهلة لنهائيات المغرب 2015م جاء في وقته المناسب بعد جملة الانتقادات الحادة التي تعرض لها قادة الاتحاد العام لكرة القدم برئاسة د. معتصم جعفر والجهاز الفني بقيادة المدرب مازدا واللاعبين قبل تلك المباراة التاريخية باعتبار أن الهدف الذي تم احرازه في الشباك النيجيرية جاء بعد سنين طويلة خلت. فترة الاعداد القصيرة للمباراة كانت البيئة فيها غير مهيأة لتحقيق الفوز أو التعادل مع نيجيريا ولكن بعزم الابطال الاشاوس ووقوف الجماهير الوفية خلفهم وكذلك زيارة وفد المكتب التنفيذي لأمانة الشباب الاتحادية بالمؤتمر الوطني ومناشدة ومؤازرة رابطة مشجعي المنتخبات الوطنية والدعم المادي الذي أعلنته بعض الجهات قبل المباراة لتحفيز الأبطال وجهازهم الفني وتحفيز صحيفة قوون لأول لاعب يحرز هدفاً في المنتخب النيجيري، كلها كانت عوامل لفوز السودان بالاضافة لاحترام اللاعبين للخصم الذي جاء للمباراة ضامناً نتيجتها. الفوز والتفوق على منتخب نيجيريا بطل الامم الافريقية السابقة ليس سهلاً أو عادياً، بل يعتبر انجازًا كبيرًا قياساً بالفوارق الكبيرة في الامكانات الفنية على سبيل المثال خاصة وأن المنتخب النيجيري يضم أبرز النجوم في الدوريات الاوربية لذلك يجب الاستفادة من هذا الفوز في تصحيح الأخطاء ومعالجة السلبيات للاستفادة منها خلال المرحلة القادمة. إن الدور الكبير والوطني الذي قامت به الجماهير الرياضية الوفية في مباراة نيجيريا كان له الأثر المعنوي والدور الكبير في الفوز الغالي الذي تحقق لذلك فإن بقية مرتكزات الرياضة الأخرى مطالبة بالوقوف والمساندة والمؤازرة لهؤلاء اللاعبين وخاصة الزملاء الإعلاميين فإنهم مطالبون بالنقد البناء الهادف والنصح والارشاد والتوجيه بعيدًا عن الاساءات والتجريح للاعبين وجهازهم الفني وعليهم أيضاً تقديم الحلول والمعالجات. مباراة السودان ونيجيريا المرتقبة غدٍ أمام نيجيريا بأبوجا في الجولة الرابعة للتصفيات ليست بالسهلة، لأن المنتخب النيجيري الذي خسر خارج أرضه يريد الفوز داخل أرضه كما فعل ذلك نظيره السوداني باستاد الخرطوم بالإضافة للدافع الآخر للخصم الذي لديه مباراتين في أرضه والثالثة خارج أرضه، وكذلك فإن حظوظه في المنافسة لازالت موجودة . عليه يجب التعامل مع نتيجة هذه المباراة بعقلانية لأنها لاتخرج من ثلاثة احتمالات الفوز أو التعادل أو الخسارة لذلك يجب أن لانحمِّل اللاعبين فوق طاقتهم وأن نتقبل أي نتيجة بصدر رحب لأن كرة القدم مدوَّرة يوم ليك ويوم عليك. كشف المدرب الوطني محمد عبدالله مازدا المدير الفني للمنتخب الوطني عقب الفوز على منتخب نيجيريا مابداخله من جراحات على حد تعبيره موجهاً نقده الحاد لبعض الإعلاميين في مختلف الأجهزة الإعلامية ولبعض زملائه المدربين مطالباً هؤلاء التعامل بكل صدق ووطنية. الحديث الذي أدلى به المدرب مازدا لوسائل الإعلام لم يعجب البعض وخاصة المدرب الفاتح النقر الذي شن نقدًا عنيفاً على زميله بسبب عدم المنهجية في إعداد منتخبنا الوطني. المرحلة القادمة بعد الفوز على نيجيريا سواءً تأهلنا إلى نهائيات الامم الافريقية بالمغرب 2015م أم لم نتأهل تتطلب تكاتف وتعاون الجميع مع منتخبنا الوطني بدعمه مادياً ومعنوياً خلال المشاركات الخارجية القادمة حتى تحقق الآمال والطموحات. ختاماً كل الدعوات الصالحات الطيبات المباركات بالنصر المؤزر لأبطال السودان الأشاوس في المباريات المتبقية في التصفيات الافريقية وبالله التوفيق.