* منذ ان عرفنا كرة القدم عرفنا ان هناك نادي واحد يستحق ان تعشقه وتنتمي له وتشجعه .. لم تكن هناك ثورة اتصالات ولا كانت هناك قنوات فضائية تنقل لك كل هذا الكم من المباريات في الدوريات المختلفة .. لا اقول اننا كنا منغلقين ولكن بالتأكيد لم يكن هوى الهلال ينافسه احد .. هكذا نشأنا وتطبعنا وبالتالي فمن الصعب ان ننحاز الى نادي بعد هذا العمر او نشجع اندية اخرى .. هذا من باب العاطفة اما من باب العقل فإنني قد اخترت ان استمتع بالكرة العالمية بدون الضغط الرهيب الموجود في الكرة السودانية والذي اعتقد انه من اكبر اخطاء التربية الرياضية لدينا .. فنحن نعشق ونشجع ونتعصب بشكل يفقدنا حلاوة كرة القدم نفسها .. يلا ما علينا !! * جلست مرتاحا لأتابع كلاسيكو الارض مثلي مثل غيري من عشاق كرة القدم في عالم المستديرة في هذه المستديرة !
* جلست فقط لاستمتع .. لا يهمني من يفوز ولا من يخسر .. انا يهمني فقط ان يفوز الهلال وفي السنوات الاخيرة اخاف على نجم النجوم في عالم الكرة الصفراء (فيدرر) والغريب ان فيدرر كانت له مباراة في نصف نهائي بطولة (بازل) مسقط رأسه في سويسرا ومن حسن الحظ ان المجموعة الحاسمة كانت بين شوطي المباراة فتابعتها وفاز فيدرر ليصل للنهائي .. * كلاسيكو الكرة الاسبانية تفوقت فيه هذه المرة السرعة والقوة تفوقا واضحا على المهارة واذا اردنا ان نضيف عنصرا ثالثا فاننا نقول ان التكتيك تفوق ايضا لصالح (انشيلوتي ) المدرب الايطالي الذي هزم برشلونه على طريقة الاسبكتي الحار ! * شطة في الدفاع وليمون في الوسط وموية متدفقة في الهجوم في ختام وجبة سريعة !! * سرعة غير طبيعية وتركيز عالي من كل الفرقة البيضاء مع تميز في الهجمة للثلاثي مارسيلو وبن زيما ورونالدو الذين كانوا في قمة التفاهم والعطاء .. * انشيلوتي دافع بكل اللاعبين مستغلا بناء الهجمة عند (برشلونه) الذي يهاجم كمجموعة ويكثر من النقلات امام المرمى فقام انشيلوتي بعمل ساتر مع تركيز كبير على الجهة اليسرى لفريقه التي يلعب فيها اللاعب المدافع الذكي مارسيلو وبمجرد قطع الكرة في الدفاع فان مارسيلو وكأنه ساحر يكون في وسط الملعب من الناحية اليسرى وينطلق رونالدو بجانبه وبن زيما بالقرب من رونالدو قبل ان يستعيد لاعبو برشلونه تمركزهم خصوصا في الشوط الثاني الذي ظهر فيه فارق اللياقة لذلك فان ريال مدريد كاد يلحق ببرشلونة هزيمة تاريخية تشبه انتصارات برشلونة عليه في المواسم الماضية ! * نعم كانت المهارة متوفرة في برشلونة بكميات .. فعدد اللاعبين الموهبين واصحاب المهارات العالية في برشلونه كانوا اكثر بقيادة ميسي ونيمار وانيستا وتشافي وسواريز ولكن الايقاع البطئ والاصرار على التمرير الكثير امام المنطقة بجانب انخفاض اللياقة جعل برشلونه حملا وديعا في الشوط الثاني خصوصا وان خط دفاع بقيادة بيكيه كان في حالة يرثى لها .. * تقدم برشلونه مبكرا بهدف نيمار وكان المنطق يقول ان برشلونه في طريقه لتحقيق فوز سهل على الريال في ارضه ووسط جمهوره ولكن الواقع كان يقول بان ريال مدريد لديه اصرار غريب على الفوز وان هجماته اكثر سرعة وخطورة كما ان حالة بيكيه كانت تنذر مبكرا بالخطر حتى اهدى الريال ضربة جزاء على طريقة سيدي بي !! * فوز للريال استحقه عن جدارة لتتفوق الفكرة الايطالية بوضوح في هذه المباراة ببناء ترسانة الدفاع اولا ثم الاعتماد على الهجمة المرتدة والتمرير السريع واللعب الجماعي حيث ظهر ريال مدريد بعد غيبة بشكل عام غابت فيه اي ميزات استثنائية للاعب فقد كان الجميع يعمل في تناغم ولا تحس بتميز شخص على الآخر إلا من خلال العمل الجماعي للجهة اليسرى اكثر من اليمنى .. * هو درس اشبه بدرس مباراة الهلال والمريخ الاخيرة حيث تعالى لاعبو الهلال على الكرة واعجبهم هدفهم المبكر ومهاراتهم العالية فكانت الهزيمة هي النتيجة الطبيعية بغض النظر عن اخطاء التحكيم التي حدثت في لقاء الامس ايضا !! كرة القدم من اهم دروسها ان لا تتعالى عليها من ناحية وان لا تطمئن لها من ناحية اخرى فاسمها المجنونة ولا امان من الجنون !! * ويبقى السؤال هل يلعب النقر باسلوب انشيلوتي ام يختار التمرير القصير لبرشلونه ام يقوم بعمل خلطة سحرية؟ * مبروك للريال هذا الانتصار المستحق رغم اننا فقدنا الكرة الممتعة بالفهم العادي ولكن بالتأكيد فان الريال قد امتعنا باكثر من طريقة .. ظلم اللاعب السوداني ! * أعتقد ان اللاعب السوداني هو الاكثر ظلما في مجال المقارنات بين الحياة في السودان والحياة في اوربا .. فلا احد يقارن على استمرار بين السودان الدولة والاقتصاد والسياسة والديمقراطية والحرية والتأمين الاجتماعي والحياة الاجتماعية والاهتمام بالانسان نفسه ولكن المقارنة تبقى باستمرار بين اللاعب الاوربي او اللاعب في الدوري الاوربي والذي يعيش حياة لا مقارنة فيها بينه وبين اللاعب السوداني حتى تتم مقارنته والشئ العجيب ان اللاعب السوداني تتم مقارنته بافضل ما يقدم اللاعب في الدوري الاوربي بينما يتجاهل الكثيرون حتى اخطاء لاعب مثل بيكيه فلا يذكرون ذلك ويقولون لك (شفت بن زيما جاب القوون كيف ما زي لعيبتنا ) هو في شنو زي عشان اللاعبين يكونوا زي !!