يمثل التحكيم أحد الأعمدة الرئيسة للمرتكزات الستة لمنشط كرة القدم بجانب اللاعب الذي يعتبر رأس الرمح للمرتكزات لأنه بدون اللاعبين لن تقام أي مباراة بالإضافة للإداري والمدرب والجمهور والإعلام الذي لايمكن تجاوزه. ظل تحكيم كرة القدم في السودان ولسنوات خلت وحتى الان يعاني مايعاني من هجوم عنيف وانتقادات عبر وسائل الإعلام المختلفة عن طريق الإداريين والمدربين ومن الجماهير وحتى اللاعبين وأيضاً من بعض الإعلاميين خاصة المتعصبين لفريقي القمة الهلال والمريخ. نجد أنه وفي كل موسم رياضي وقبل قيام مباريات القمة في بطولتي سوداني للممتاز ونهائي كأس السودان تنشط وسائط الإعلام المختلفة ومن بينها الصحافة الالكترونية، حيث نقرأ ونسمع لتصريحات مسموعة ومرئية لقيادات الناديين الكبيرين والتي ترفض التحكيم الوطني وتطالب بالتحكيم الأجنبي، وكذلك التي تطالب وتهدد بابعاد الحكم الفلاني وتطالب باسناد المباراة لحكم معين. وفي الموسم الماضي 2014م طالب الهلال والمريخ باسناد مباراة الإياب لختام بطولة سوداني للممتاز التي أقيمت مؤخراً باستاد الهلال بأمدرمان لطاقم تحكيم أجنبي بينما تمسكت لجنة التحكيم المركزية بالتحكيم الوطني وتم اختيار الحكم الدولي الفاضل أبوشنب والذي استطاع قيادة المباراة إلى بر الأمان رغم الأخطاء التي حدثت ولم تؤثر على نتيجة المباراة. يرى بعض الخبراء في مجال التحكيم أن معظم أخطاء الحكام دائماً ما تكون في تطبيق بعض مواد القانون خاصة المادة (11) التسلل والمادة (12) الأخطاء وسوء السلوك والتي تتقاطع مع المادة (14) ركلة الجزاء حيث تشمل المادة (12) الانذارات والطرد واحتساب الركلات الحرة المباشرة وغير المباشرة واحتساب ركلة الجزاء في حالة ارتكاب أحد المدافعين لواحد من الأخطاء العشرة داخل منطقة الجزاء، ويعللون تلك الأخطاء المتكررة والمتواصلة لاختلاف في آراء الحكام، حيث يكون من رأي بعضهم أن المخالفة تستحق الانذار أو الطرد أو ركلة الجزاء بينما يكون رأي البعض الآخر أن الحالة لا تستحق الانذار أو الطرد أو ركلة الجزاء بينما يرى البعض من الخبراء أن الأخطاء في لعبة كرة القدم ستظل موجودة سواءً من اللاعبين أو المدربين أو حتى الحكام، مشيرين إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أكد وظل يؤكد بأن الحكم المتميز هو الذي يدير المباراة بأقل الأخطاء، وبدوره قال الحكم الدولي المتقاعد صلاح أحمد محمد صالح سكرتير لجنة التحكيم المركزية والمراقب بالكاف: إن التحكيم في موسم 2014 كان أفضل من موسم 2013م على الرغم من البيئة غير الملائمة التي قد تؤثر بشكل رئيس ومباشر في أداء الحكام خاصة قبل قيام مباريات القمة بين الهلال والمريخ، حيث ظللنا نتابع باستمرار مايرد في معظم وسائل الإعلام من تهديد ووعيد بالإضافة للمطالبة بابعاد التحكيم الوطني واسناد المباريات لطاقم تحكيم أجنبي، ولذلك كان ردنا لهؤلاء تجديد الثقة في التحكيم الوطني الذي كان عند حسن الظن به وبالتحديد في مباراة القمة الأخيرة في ختام بطولة سوداني للممتاز لموسم 2014م وقد كان محصلة تمسكنا بالتحكيم الوطني نجاح حكمنا الدولي الفاضل أبوشنب والطاقم المعاون له في اخراج المباراة إلى بر الأمان، وأضاف سكرتير مركزية التحكيم في تصريحات صحفية: إن موسم 2015م سيكون أفضل من موسم 2014م وذلك بعد تقييم تجربة الموسم الماضي بالتأمين على الايجابيات ومعالجة السلبيات وتصحيح الأخطاء.