وقَّع مجلس إدارة نادي الهلال ممثلاً في رئيسه السيد أشرف الكاردينال عقداً مع شركة الثريا للاتصالات لرعاية الفريق لثلاث سنوات مقابل 3 ميلون دولار، أكبر عقد رعاية في تاريخ الأندية السودانية، وكان هذا العقد بمثابة الخبر السعيد لأنصار الهلال الذين اعتبروا هذه الرعاية الكبيرة فتحاً جديداً للنادي وخطوة صحيحة لتخليص النادي من جيوب الأفراد، وبعد هذا العقد الكبير ستستقبل خزينة الهلال ما يعادل 8 مليار جنيه سوداني سنوياً لتخفيض سقف الصرف، والمساهمة مع الإدارة في تنفيذ بعض المشاريع التي وعد المجلس بإنزالها لأرض الواقع، وأكد الكاردينال في تصريحات صحفية أن التحالف بين الهلال وشركة الثريا الإماراتية للاتصالات الإمارات التي وصفها بأنها شركة عملاقة، سيساعد الفريق على مواجهة تحديات جديدة لنادٍ يتوق دوماً لتحقيق الانتصارات، مبيناً أن الشركة تعد الشريك الأمثل للهلال في المستقبل. وبالفعل أصبح الاتفاق ساري المفعول بعد أن قامت شركة الثريا بتجهيز زي الهلال للموسم الجديد في الوقت الذي نزع فيه الأزرق شعار شركة سامسونج بعد أن ارتداه في الثلاثة مواسم السابقة. فورموست تنال قصب السبق ويبقى عقد رعاية الثريا للهلال هو الأكبر في تاريخ النادي ولكنه ليس الأول في تاريخ الهلال الذي ظل يجذب على الدوام الرعاة الذين يفضلون الإعلان عبر شعاره، بسبب مشاركاته المستمرة ووصوله للمحطات الأخيرة من دوري أبطال أفريقيا والكونفدرالية، ودخلت شركة (فورموست) المتتخصصة في الألبان تاريخ الهلال من أوسع الأبواب حيث كانت أول شركة ترعى الهلال وكان ذلك في موسم 1987، بعد أن أغراها المستوى اللافت الذي قدمه الأزرق في بطولة الأندية الأفريقية وصوله للنهائي ونال الميدالية الفضية بعد أن فاز الأهلي المصري باللقب، وبعدها بدأت رحلة الهلال مع الشركات الراغبة في الإعلان على قميصه من أجل الزيوع والانتشار. بيبسي كولا تدخل السباق شعبية الهلال الجارفة والحضور الكبير الذي تحظى به مبارياته في الاستاد ومتابعته عبر شاشة التلفزيون، هذا الوضع أجبر شركة (بيبسي كولا) على تجريب حظها ووضع شعارها العالمي على قميص النادي، وحذت بيبسي قطاع السودان حذو الشركة الأم في العالم التي ترعى الأنشطة الرياضية وتدفع ملايين الدولارات للأندية، وكان تعاقد الهلال مع شركة بيبسي في عهد زعيم أمة الهلال الراحل الطيب عبدالله، ولا زال الناس يتذكرون مباراة الهلال والترجي التونسي الشهيرة التي قرر فيها البابا عليه رحمة الله إقامة المباراة في الثانية بعد الظهر رافضاً كل التحذيرات، وانتصر لقراره وفي ذلك الوقت تصدت شركة بيبسي الراعي الرسمي للهلال بتسليم شيك ضمان لمجلس الهلال بشأن تذاكر الحكام إلا أن المجلس تصدى للمهمة وقام بحل مشكلة التذاكر بعد أن وفر المكوِّن المالي لها. حليب الهلال ثالث الشركات لم تتوقف رغبة الشركات في تسويق منتجاتها عبر شعار الهلال، وانضمت شركة (حليب الهلال) التي أسسها قطب الهلال الراحل التجاني محمد إبراهيم بدخول سوق الدعاية والإعلان، وقامت برعاية الهلال لموسمين دون أن يفصح النادي أو الشركة عن قيمة العقد إلا أن الروايات المتداولة أشارت إلى أن الهلال نال مبلغاً كبيراً من شركة (حليب الهلال) واستثمرها في حل بعض المشاكل المالية التي كانت تواجه النادي في ذلك الوقت. محمود سعيد للعطور.. عقد قصير تعتبر شركة محمود سعيد السعودية للعطور هي أول شركة أجنبية تقوم برعاية فريق الهلال، إلا أن عقد رعايتها كان أقصر عقد رعاية في تاريخ النادي وذلك عندما قامت برعاية الفريق خلال البطولة العربية للأندية التي أقيمت بالعاصمة السعودية الرياض 1995، بعد أن جهزت الزي الذي شارك به الفريق في البطولة إلى جانب مبلغ مالي لم يفصح عنه النادي إلا أن مصدر عالي الثقة وكان شاهد عيان على عقد الرعاية أن المقابل المالي لم يكن كبيراً ولكنه مقبولاً قياساً بفترة العقد القصيرة، وأن الهلال لم يخسر شيئاً، بل كسب احتراماً وعلاقات طيبة. أريبا وام تي ان رعاية حقيقية ظهرت شركة (أريبا) للاتصالات على السطح راعٍ أول للرياضة في السودان، حيث قامت الشركة الوليد برعاية الهلال والمريخ سوياً في موسم 2006 مقابل 500 مليون في الموسم الواحد، واعتبرها المراقبون ورجال المال والاقتصاد رعاية حقيقية قياساً على سوق الدعاية والإعلان في السودان، واستمرت علاقة الهلال وأريبا لموسمين، قبل أن تنفض بخلاف في قيمة العرض بين الطرفين ومن ثم عادت الشركة بمسماه القديم (ام تي ان) وقامت برعاية الهلال مقابل 700 مليون في الموسم، إلا أن ذلك لم يدم طويلاً بسبب رؤية إدارة النادي التي كانت ترى أن العرض المالي لا يتناسب مع اسم وتاريخ الهلال ويصل الطرفان إلى طلاق بائن لا رجعة فيه. نازو تحتكر الإعلان في الأزرق وتقدم ساسمونج بعد أن انفض سامر العلاقة بين الهلال و(ام تي ان)، ظل الهلال بدون راع لعام كامل، إلا أن الحال تبدل بعد فوز مجموعة الأمين البرير برئاسة نادي الهلال في النصف الثاني من موسم 2011، وعلى الفور بدأ البرير رحلة البحث عن رعاة ووقع عقدًا مع شركة نازو للدعاية والإعلان التي احتكرت حقوق الرعاية في النادي، واتفقت مع شركة سامسونج لرعاية الهلال لخمس سنوات مقابل مليون و250 ألف دولار، وسط فرحة كبيرة من أنصار النادي، ولكن بعد موسم من توقيع العقد اعترف المجلس أن هذا العقد ضئيل جديد وظلم في حق الهلال وحاول النادي الفكاك منه دون جدوى، قبل أن يرحل ومن ثم جاءت لجنة التسيير برئاسة المهندس الحاج عطا المنان وحاولت فسخ العقد وكلفت لجنة قانونية بهذا الملف إلا أن انتهاء تكليف مجلس التسيير حال دون ذلك حتى جاء مجلس الكاردينال الحالي الذي حاول فسخ العقد ،ولكنه وجد معارضة من شركة نازو التي تمسكت ببنود العقد، ولم يجد الكاردينال خياراً غير المضى قدماً في البحث عن راع جديد ووجد ضالته في شركة الثريا التي دفعت 3 مليون دولار مقابل ثلاث سنوات في الوقت الذي منح فيه مجلس الهلال شركة نازو حق اللجوء إلى القضاء للفصل في القضية بعد أن فسخ الهلال العقد من طرف واحد.