* كان إحساس المباريات الودية هو (الطاغي) في مباراتي الهلال السابقتين .. ابتداءً من أداء المباراتين عصراً، فالشعب السوداني تعوَّد على تناول قهوة الفرجة على الهلال مساء ! ومروراً باسم الفريق الذي يواجهه الهلال فنحن لا تثيرنا المباريات مع أندية صغيرة حتى ولو كانت رسمية دعك من ودية .. ثم شكل الملعب !! * في مباراة أمس الأول جاء الجمهور الأزرق للملعب في وقت يشابه مباريات الهلال في ملعبه بأمدرمان، حيث تحرك معظم الناس بعد أداء صلاة المغرب أو صلوها في الملعب .. وكان شكل الملعب موحياً بملعب الهلال، حيث جلست الجماهير على المدرجات في مواجهة المقصورة وكان الحضور الجماهيري جيداً والتشجيع موجوداً والقفشات مع حلاوة وجود أبناء عمومتنا (الحمر) الذين حضروا ليشمتوا بعد أن قيموا كعادتهم أداء الهلال في المباراتين السابقتين (خطأ) فقالوا إن الفريق الذي ينتصر بشق الأنفس على أندية الدرجة الأولى في الإمارات سوف يشفي غليلنا بهزيمة تأريخية من العربي الكويتي ! * إحساس المباريات الرسمية كان واضحاً حتى في دخول الفريقين لأرض الملعب وطريقة الإحماء ليستمتع الجمهور بمباراة قوية ومثيرة ولنكون دقيقين بشوط قوي ومثير وجميل هو الشوط الأول دون أن نظلم الشوط الثاني الذي ظلمه لاعبو العربي الكويتي بعد محاولات إضاعة الوقت خوفاً من هزيمة تاريخية دون أن يدروا بأن الهلال تعود على امتاع جماهيره أكثر من الانتقام بالأهداف من الفرق التي تعانده .. ولو استعانوا بخبرة (الشمات) الذين حضروا للملعب لأخبروهم بذلك !! * إحساس المباريات الرسمية الدولية كان واضحاً عند لاعبي الهلال الذين نزلوا للملعب وكأنهم يؤدون إحدى المباريات الافريقية بملعبهم فقاتلوا خلف كل كرة وسيطروا على وسط الملعب بتألق واضح للنجم الكبير نصر الدين الشغيل مع انطلاقات نجم المعسكر حتى الان كاريكا وأدى نزار بشكل جيد متبادلاً الأدوار الهجومية مع سيدي بيه الذي بدأ المباراة بمزاج عالٍ فقدم فواصل من الطرب قبل أن يحوِّل الحفلة لاحقاً إلى حلقة مشاكل على طريقة الحفلات السودانية أحياناً ! * امتع لاعبو الهلال أنفسهم قبل الجمهور في الربع ساعة الأولى من المباراة واجبروا العربي الكويتي على الدفاع واللعب القوي ولكن الفرسان الزرق كانوا أكثر اصراراً على زيارة الشباك فتقدم سيدي بيه ليضع كرة جميلة على الجانب الأيمن لسيسي المنطلق لتصل الكرة لكاريكا يحرز الهدف الأول للهلال وتصيح الجماهير ويتخيل الجميع أنفسهم قد عادوا لحضن أمدرمان الدافئ !! * حاول العربي الكويتي أن يقول: أنا هنا ولكن حاله لم يكن أفضل من حال المنتخب الكويتي أمام استراليا، فالفارق كان كبيراً بين الناديين كما حال المنتخبين وهذه المرة كان سيدي بيه على موعد مع هدف جميل أيضاً بعد أن تناقل لاعبو الهلال الكرة بسرعة ورشاقة حتى وصلوا لدفاع العربي فنجح سيدي بيه في لعب الكرة بسهولة وذكاء هدف ثاني للهلال هتفت معه الجماهير لعشقها الأكبر الأزرق الأبيض الجميل وتذكرت جمال النيل ولكن الهلال دوماً لديه الكثير فكان أن قدم كاريكا لوحة المباراة ليحرز هدفاً سيبقى في ذاكرة حارس المرمى أكثر من ذاكرة الجمهور الذي استمتع به .. فحارس العربي لن ينسى طريقة لعب الكرة ولا ركضه ورائها ولا سقوطه بعد ذلك في مشهد كوميدي!! هدف حلو حلو حلو انتهى عليه الشوط الأول وربما انتهت عليه المباراة . * أبرز ملاحظات هذا الشوط الجدية الكاملة في الأداء .. المساندة الهجومية من طرفي الملعب بوتاكو وسيسي .. * التألق الواضح لكاريكا حتى في أداء الأدوار الدفاعية .. عدم التفاهم الواضح في عمق الدفاع بين اتير ومساوي .. * محاولات (كيبي) لتقديم الأفضل واعتقد أن لمساته تبشر بأن هذا الفتى لديه الكثير ليقدمه للهلال .. * لا أدري ماذا قال مدرب العربي للاعبيه بين الشوطين ولكن أداؤهم في الشوط الثاني كان يوحي بأنهم يريدون قتل المباراة والاكتفاء بالهزيمة الثلاثية .. أضاعوا الوقت .. احتجوا مع الحكم .. مالو للعب العنيف .. ولكن نجوم الهلال لم يجاروهم في ذلك وركزوا على الكرة إلى حد كبير عدا تصرف غير مبرر من اتير توماس عندما قفز على ساق أحد لاعبي العربي وكاد أن يكسره لولا عناية رب العالمين .. كان اتير يستحق الطرد .. * شارك نيلسون منذ بداية الشوط الثاني وأخذ وقتاً طويلاً قبل أن يدخل لأجواء المباراة ويبدع كعادته ويبدو أنه لم يتعود على المشاركة في الشوط الثاني فقد حقق رقماً مميزاً وهو يشارك في كامل مباريات الهلال منذ توقيعه منذ بدايتها وحتى نهايتها .. كما شارك أثناء الشوط أطهر الطاهر ومعتصم وعمر كارديف وقدموا مستويات متميزة خصوصاً أطهر وكارديف ولم يتح الوقت لفيصل موسى لتقديم الكثير.. * سيدي بيه ظهر بصورة مغايرة ويبدو أن لياقته لم تكتمل أو أن طبيعته هكذا .. فقد كان اللاعب الوحيد في الهلال الذي يقف متفرجاً عن قطع الكرة والغريب أن معظم الكرات قطعت منه .. كما أنه يلعب الكرة ويطارد زميله بشكل غريب .. * بوتاكو أدى بشكل أفضل من المباريات السابقة وكان جيداً في التسليم والتسلم ولكن الجانب الدفاعي مازالت به علامة استفهام ؟ * سيسي يجيد فتح الخانة ويسهل على زملائه ويتحرك بشكل جيد لاستلام الكرة ولكن لديه (قفلات) تثير الخوف ولديه أخطاء قاتلة كنا نتمنى أن يتخلص منها بعد موسم لعب فيه أساسياً في الهلال ولكن واه من لكن ! * المباراة بها الكثير من النقاط التي يمكن أن نعود لها .. فمساحة العمود لا تسمح بأكثر من ذلك .. فقط أحب أن أوجه الشكر لكل الذين قابلوني بترحاب في مدرجات ملعب المباراة .