* معايشة الأمر الواقع أفضل من المكابرة والقفز فوق الحقائق وتحوير الألوان الأبيض إلى أسود وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح. * فالهلال والمريخ اليوم في مهمة افريقية صعبة، وبعيدا عن لغة الالوان فاعتقد اننا نعيش الآن اسبوع الوطن، امس بدأ الخرطوم الوطني مشواره في الكونفدرالية وكلنا أمل ان يكون قد خرج بنتيجة ايجابية تجعله على بعد خطوات محسوبة من الدور الأول لبطولة الكونفدرالية برغم اتفاقنا جميعا على صعوبة المهمة وشراسة باور ديناموز الزيمبابوي. * وفي ام درمان عين تتجه الى ملعب الهلال الذي سيحتضن مباراة الازرق وضيفه كي ام كي ام الزنزباري في ذهاب تمهيدي دوري ابطال افريقيا والعين الأخرى في تنزانيا حيث يحل المريخ ضيفا على عزام التنزاني في ذات الدور من رابطة عصبة ابطال افريقيا. * نظريا تبدو مهمة الهلال سهلة جدا وكثيرون يعتقدون ان فوزه مضمون بنسبة 100% ولكن في كرة القدم ليس هنالك مباراة مضمونة، بعيدا عن مستوى الهلال الحالي الذي لا يمكن ان نراهن عليه بل ان الجمهور سيكثر من الدعاء اليوم حتى تخرج هذه المباراة بسلام، وما قدمه الفريق من مستوى غير مرض في مبارياته الاربع في الممتاز يجعل خوف وقلق الجماهير منطقيا. * في تنزانيا سيجد المريخ نفسه امام خصم طموح يريد ان يسابق الزمن حتى يصبح من مشاهير الاندية الافريقية فعزام الذي ظهر حديثا في سماء الكرة التنزانية قبل الافريقية اصبح قوة ضاربة لا يستهان به وسيشكل عقبة كبيرة في طريق المريخ الذي يعرف لاعبوه ان المهمة ليست سهلة وسيلعب اليوم من اجل الخروج بنتيجة ايجابية بعيدا عن الربح او الخسارة. * والفرق بين الهلال والمريخ هو ان الهلال ما زال في مرحلة تجريب وبناء وان المدرب لم يرس على بر حتى الآن بشأن التشكيل النهائي وان الاصابات التي ضربت الفريق جعلت المدرب يلجأ للتجريب والتوليف والمغامرة وهذه اشياء قد تصيب او تخيب عكس المريخ الذي وصل مدربه غارزيتو الى التشكيل الذي سيلعب به مباراة اليوم واختبره في مباراة هلال الفاشر وعلى ضوئه اختار القائمة التي سيعتمد عليها. * واهم من يظن ان الهلال سيحقق الفوز بسهولة وان الفريق الزنزباري الذي يضم 4 لاعبين يلعبون للمنتخب التنزاني سيعمل للخروج باقل الخسارة وتأجيل حسم بطاقة الصعود الى لقاء الاياب في ارضه وبين جماهيره وامام لاعبي الهلال مسؤولية كبيرة ومهمة شاقة لانهاء مغامرات هذا الفريق الشاب في مهدها. * يرى كثير من المدربين ان الهلال الافريقي سيكون مختلفا عن الهلال المحلي وهذا ما يتمناه جمهور الهلال لان الفريق اذا ادى اليوم بنفس المستوى الذي ادى به مباريات الدوري الممتاز فان الرماد كال حماد وان الفريق سيودع دوري ابطال افريقيا من الدوري التمهيدي وتبقى ميته وخراب ديار. * لاعبو الهلال قبل غيرهم يدركون ان عودة الامور الى وضعها الطبيعي تحت اقدامهم فقط، وان الفوز بنتيجة 3 اهداف على بطل زنزبار ستؤمن عبورهم الى دور ال32 ولكن في نفس الوقت على جمهور الهلال ان يدرك ان دورهم اليوم ينبغي ان يكون اكبر من التنظير واطلاق صافرات الاستهجان عندما ينخفض اداء اللاعبين وعليهم ان يكونوا رجلا واحدا يشجعون ويهتفون للهلال حتى يتحقق الانتصار وقبل الختام كل الدعوات لانديتنا السودانية بالتوفيق في مشوارها الافريقي.