* كان بإمكان الهلال أن يحسم تأهله إلى دور ال23 من دوري أبطال أفريقيا من مباراة الإياب والذهاب إلى زنزبار من أجل السياحة وتغيير الأجواء ولكن رماته تعاملوا برعونة غريبة أمام مرمى كي أم كي أم أمس الأول وفوتوا على أنفسهم فرصة تحقيق أكبر انتصار، مع تقديرنا الكامل لمجهودهم في المباراة وحرصهم على الانتصار وحسم التأهل مبكراً لكن في كل الأحوال يبقى طعم الفوز حلواً عند جمهور الهلال. * ظهر الهلال في الشوط الأول منظماً وأظهر جزءاً من شخصيته المعروفة وسيطر على منطقة الوسط تماماً ولم يمنح الزنزباريين أي فرصة لالتقاط الأنفاس ولكن ضعف تركيز نزار حامد وكيبي ومدثر كاريكا أمام المرمى حرم الفريق من انتصار تاريخي وهذا يرجع إلى رغبة اللاعبين في تأكيد أفضليتهم مما ولَّد نوعاً من الأنانية وكل لاعب يريد أن يكون هو صاحب الهدف الأول لذلك أضاعوا أهدافاً لا تضيع والمرمى خالٍ من حارسه. * نجح الفريق في تحقيق الفوز وهذا المهم والفوز بهدفين نظيفين يعتبر من نتائج كرة القدم المثالية لأن الحظوظ تبقى قائمة حتى إذا خسر الفريق بهدف مقابل ثلاثة وبالرغم من أنه ليس هناك مقارنة بين الهلال والفريق الزنزباري ولكن الحذر واجب ومن كان يتوقع أن ينتصر عزام التنزاني على المريخ بهدفين نظيفين ويجعله على بعد خطوة من وداع دوري أبطال أفريقيا. * كانت نقطة ضعف الهلال أمس الأول في مدربه البلجيكي باتريك اوسيمس الذي أصر على اللعب بثلاثة محاور أمام فريق يقود بعد كل ربع ساعة هجمة ميتة، بل أن الفريق لم يصنع أي فرصة حقيقية عدا التهديفة التي أرسلها المهاجم في الشوط الأول عندما لمح ماكسيم خارج مرماه ولكن المدرب أبقى على نيلسون ونزار والشغيل حتى الدقيقة 80 من عمر المباراة قبل أن يخرج نزار ويدخل سيدي بيه وكان التبديل أقرب إلى تفسير الماء بالماء لأن الجمهور توقع دخول الجزولي وليس سيدي بيه. * لا نجزم بتأهل الهلال إلى دور ال32 ولكن نقول إن منافسه ليس بالفريق الصعب ويمكن أن يفوز عليه في زنزبار بشرط أن يتخلى باتريك عن جبنه الواضح وتركيزه غير المبرر على الدفاع، فهذا الفريق لا يحتاج إلى حرص دفاع مبالغ فيه، بل قليل من الاحترام مع إشهار سلاح الهجوم الضارب هنا أو في أرضه. * أكدت المباراة أن اللاعب الشاب أطهر الطاهر هو نجم الفريق الأول بدون منازع والأكثر فعالية في أداء الفريق، بل كان أحد مفاتيح الفوز على كي أم كي أم، واعتقد أن مشاركته في الطرف الأيمن حرمت الهلال من مجهوده في الوسط، وإذا شارك اللاعب في الوسط سيفيد الفريق أكثر وأتمنى أن يعود فداسي وبوتاكو في المباريات القادمة لشغل الطرف الأيسر حتى يعود سيسيه لطرفه الأيمن ويتقدم أطهر نحو الوسط. * اعتقد أن عدم اهتزاز شباك الهلال في 5 مباريات على التوالي لا يعني بأي حال من الأحوال قوة خط الدفاع الذي كان مهتزاً وأجد نفسي مقتنعاً بحديث المدرب محمد الطيب الذي قال في تصريحات صحفية: إن تميز دفاع الهلال يرجع إلى تميز الثنائي نصر الدين الشغيل والغاني نيلسون في خط الوسط وهذا واضح جداً فإن هجمات الخصم بالرغم من قلتها تأتي من هفوات المدافعين وليس بصناعة حقيقية بالصورة المتعارفة عليها. * انتصر الهلال بهدفين نظيفين وأصبح على بعد خطوة من التأهل إلى دور ال32 في الوقت الذي أصبح فيه المريخ مصيره مثل مصير كي أم كي أم ومهدداً بالخروج من التمهيدي للمرة الثانية على التوالي بعد أن خسر أمس الأول أمام عزام التنزاني بهدفين دون رد.. حوالينا وما علينا.. ويبقى الهلال وهو الهلال وما دونه لا مكان له من الإعراب.