إختيار السفير قاقارين لمرافقة بعثة الهلال للكنغو ضربة معلم أفادت الفرقة الزرقاء لقاء السحاب بين الحكيم والكاردينال خطوة في الطريق الصحيح وإرتفاع لقيم الرياضة السامية حاوره: عاصم وراق - عدسة: أبوبكر شرش جلست (قوون) مع أحد طيورنا المهاجرة وأحد الذين عبروا البحر الأحمر قبل ثلاثة عقود ليستقر به المقام في رياض الخير عاصمة المملكة العربية السعودية بعد أن عطر ملاعبنا بفنه الكروي الأصيل لاعباً وقائداً لمريخ كوستي الذي دافع عن شعاره لمدة عشرين عاماً وصل خلالها لتمثيل ولاية النيل الأبيض لاعباً في منتخبها ليتم إختياره للمنتخب الوطني السوداني عطفاً على تألقه اللافت وقتها ،وبعد أن علق حذاءه وأعتزل اللعبة هاجر للمملكة العربية السعودية وظل مدرباً لمنتخب الجالية السودانية حتى صار علامةً وشامةً من شامات الوطن في العاصمة السعودية .. إنه الكابتن جلال سيد أحمد الشهير ب ( جلال كوستي). تحدث إلينا الكابتن جلال كوستي حديث العارفين عن كل ما يدور في الساحة الرياضية السودانية مما يدل على متابعته اللصيقة للأحداث ,تحدث عن لقاء الترجي والمريخ والهلال وسانغا باليندي الكنغولي ،كما تحدث عن اللقاء الأخير الذي جمع السيد أشرف سيدأحمد حسين الكاردينال رئيس مجلس إدارة نادي الهلال بالسيد طه علي البشير الرئيس الأسبق للنادي بمنزل قطب الهلال الفخيم الدكتور أحمد عبدالله دولة وفوائد هذا التقارب بين الرجلين الكبيرين كما تحدث عن علاقته بكابتن الهلال الأسبق السفير الدكتور علي قاقارين والموقف الطريف الذي حدث له في إستاد كوستي خلال أحد اللقاءات التي جمعت الهلال بمريخ كوستي في ذلك الزمان الجميل. فمعاً عزيزي القاريء لنغوص في أعماق اللاعب والمدرب جلال كوستي: أولاً هلا حدثتنا عن جلال كوستي؟ إسمي جلال محمد سيدأحمد وإشتهرت خلال فترتي في الملاعب التي إمتدت لعشرين عاماً بلقب (جلال كوستي) وقد دافعت عن ألوان شعار نادي المريخ كوستي حتى وصلت لقيادة لاعبيه وإنضممت لمنتخب مديرية النيل الأبيض كما كان يطلق عليها في ذلك الوقت وقد تم إختياري للفريق القومي السوداني في الموسمين 1972م و1973م. من هم اللاعبين الذين زاملتهم بالفريق القومي؟ زاملت عمالقة اللاعبين الذين مروا على الكرة السودانية ولا أزال أفخر بذلك وهم وعلى سبيل المثال وليس الحصر علي قاقارين ، محمد حسين كسلا ، محمد عبدالفتاح زغبير ، عوض كوكا، نجم الدين حسن، سمير صالح ، جيمس ، بشارة عبد النضيف، عزالدين عثمان الدحيش ، عبدالكافي أبو القاسم (كافينول)، حسب الرسول عمر (حسبو الصغير) . من وجه نظرك من هو الأحرف والأمهر من اللاعبين في جيلكم؟ بكل تأكيد هما كمال عبدالوهاب وعزالدين الدحيش فمهارات هذا الثنائي متعددة ولا يقلان من الناحية الفنية عن ما نشاهده اليوم في الدوريات الأوربية الكبيرة. هل لا تزال متواصلاً مع قدامى اللاعبين؟ بالطبع فجيلنا إجتماعي وتجمعنا علاقات وصلت إلى الأسر وقد قابلت الكابتن علي قاقارين قبل أيام خلال حضورنا زواج إبنة زميلنا ولاعب بري الأسبق عبدالكافي أبو القاسم وإجتررنا ذكريات الزمن الجميل. هلا حدثتنا عن بعض تلك الذكريات؟ هنالك قصة طريفة حدثت لنا مع الكابتن علي قاقارين خلال أحد اللقاءات التي جمعت الهلال بمريخ كوستي ولا يزال الجمهور الرياضي في كوستي يذكرها ويسألني عنها كلما عدت إلى كوستي في عطلاتي السنوية .. لقد كنت ألعب إستوبراً لمريخ كوستي وقائداً للاعبين في تلك المباراة وكان لاعب الطرف الأيمن غبوش ذو طابع عنيف في الأداء وفي لعبة مشتركة أصاب لاعب الهلال عبده مصطفى الذي كان عائداً للتو من ألمانيا بعد رحلة علاجية جراء إصابة تعرض لها فدخل رجل الإسعاف وإسمه شيخ إدريس النجمي وهو هلالي معروف في كوستي وأثناء علاجه لعبده مصطفى تحدث بلهجة غاضبة وحادة لزميلنا غبوش الذي ما كان منه إلا و(نطحه) برأسه ليستلقي على الأرض لتدخل عربة إسعاف أخرى لعلاجه وفي الأثناء تحدث معي الكابتن علي قاقارين بوصفي قائداً للاعبي مريخ كوستي بأن أتحدث لزميلي غبوش وأنصحه بتغيير طريقة لعبه العنيفة ولما كان غبوش بعيداً بعض الشيء ولم يستمع لما دار من حوار بيني والكابتن علي قاقارين جاء وسألني عماذا يريد ذلك اللاعب الطويل فقلت له إنه علي قاقارين وكنت أعرف أنه هلالابي على الرغم من لعبه في مريخ كوستي ولكنه لم يلتق بقاقارين من قبل ولا يعرفه فقال لي هل هذا قاقارين فأجبته بنعم فما كان منه إلا أن توجه للكابتن قاقارين معتذراً وقال له أنني إذا لعبت بطريقة عنيفة مع كل اللاعبين فلن أمارس العنف معك لأنني أحترمك بشدة فما كان منا إلا أن ضحكنا. وماذا عن إختيار قاقارين لمرافقة الهلال للكنغو؟ هذه ضربة معلم تحسب لمجلس إدارة نادي الهلال وقد أفادت الفرقة الزرقاء وجعلتها تعود بنتيجة طيبة عززت من موقف الهلال كثيراً في الترقي لدوري المجموعات مع كبار القارة الأفريقية، وهو إختيار صادف أهله تماماً فالكابتن علي قاقارين رجل مهذب ومحترم ويمتلك كاريزما القيادة ويجيد اللغة الفرنسية ويكفي أنه عمل سفيراً للسودان بالكنغو لمدة خمس سنوات وهو فوق هذا وذاك لاعباً فذاً ويعرف أسرار كرة القدم وخباياها وسوف يخدم الهلال كثيراً في الكنغو،وبالمناسبة فقد إلتقيته كما أسلفت في زواج إبنة زميلنا عبدالكافي وعقدنا توأمة بين قدامى اللاعبين بالعاصمة السعودية الرياض وقدامى اللاعبين بالسودان مما سيعود بالخير للطرفين في المستقبل القريب بإذن الله. على ذكر رابطة قدامى اللاعبين بالرياض هلا حدثتنا عنها؟ رابطة قدامى اللاعبين والإداريين السودانيين بالرياض هي منظمة خيرية الغرض منها الوقوف مع قدامى اللاعبين والإداريين المقيمين بالرياض في السراء والضراء والتكافل الإجتماعي وهي بقيادة الربان الماهر وإبن عطبرة البار الكابتن عوض أبو الريش وأنا أميناً لمالها وأمينها العام هو الأخ جعفر التيجاني. ماذا عن المريخ والرابطة كوستي بجيليهما الحاليين؟ أقول أن هذين الفريقين قد رفعا رؤوسنا عاليةً وهذا هو المكان الطبيعي الذي يليق بأندية كوستي تلكم المدينة العريقة والتي طالما رفدت الكرة السودانية بلاعبين أفذاذ أذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر عمر أحمد حسين ، زيكو ، سمير القريد، حسن عبدالله دحدوح، مصطفى نصار، مصطفى بريمة ، عبدالله أبو عكاز، الهادي سليمان (المعلم)، أحمد ود السكة، أنور سيدأحمد والبني. وماذا عن الكرة السودانية هذه الأيام؟ هنا يطيب لي أن أشيد بالجلسة التي جمعت رئيس نادي الهلال السيد أشرف الكاردينال بالرئيس الأسبق السيد طه علي البشير والصلح الذي حدث بينهما وأقول أن هذه الخطوة التي منحت فريق الكرة دفعة معنوية هائلة قبل لقاء الأحد أما سانغا باليندي مما إنعكس داخل الملعب بنتيجة إيجابية أسعدت الشعب السوداني بأكمله وكرة القدم هي دعوة للتسامح والتآخي والتصافي وليس دعوة للفرقة والشتات.كما أنني أتمنى أن يحافظ المريخ على تقدمه الذي حققه أمام الترجي التونسي وأن يجتهد اللاعبون حتى يعودوا ببطاقة التأهل من ملعب رادس.ولا يسعني إلا أن أشيد بنهج نادي الهلال وهو يعتمد على اللاعبين الشباب من أمثال أطهر الطاهر ووليد علاء الدين ومحمد عبدالرحمن فهؤلاء هم مستقبل الكرة السودانية وأرجو أن يمنح الجهاز الفني للهلال فرصة أكبر لوليد علاء الدين فهو صانع ألعاب موهوب. كلمة أخيرة أشكر صحيفة (قوون) صحيفة الجماهير الرياضية الأولى وأشيد بتغطياتها المتميزة وبعدها عن المهاترات ولكنني أهمس في إذن إدارتها بأن تبحث إمكانية توزيع الصحيفة بالمملكة العربية السعودية التي تضم كمية كبيرة من الرياضيين والذين ظلوا ولسنوات يطالبون بتوزيع الصحيفة بالمملكة العربية السعودية ولكن مطالبهم لم تجد الآذان الصاغية وهأنذا أكرر المطالبة وأرجو أن تضع أسرة الصحيفة مقترحي هذا موضع التنفيذ.
