* تفتقد كرة القدم السودانية للتخطيط الاستراتيجي على مستوى الدولة او الاندية ولكنها ترتكز على قاعدة صلبة من التاريخ الضارب في الاعماق والعدد الكبير من الممارسين بالاضافة للاهتمام الجماهيري والاعلامي والاستمرارية لذلك فان كرة القدم السودانية تمرض ولا تموت .. لا تحرز البطولات كثيرا ولكنها تبقى في المشهد .. تتراجع ولكنها تنتفض فجأة لتكون في الواجهة مع الكبار وبارقام قياسية تجعلنا احيانا في المقدمة كما هو الحال حاليا فالسودان البلد الوحيد الممثل بناديين في دوري المجموعتين لدوري ابطال افريقيا وشباب المنتخب الاولمبي يتفوق علي دولة تتفوق علينا في كل شئ وصل للنهائيات الافريقية بالكنغو .. * مبروك للكرة السودانية ابتداء من هذا الجمهور الذي جعلها تنبض بالحياة رغم كل مرضها وشقائها وفوضتها وصعوبة حياتها . الجمهور السوداني هو كلمة (السر) في بقاء الكرة السودانية محتفظة بألقها وقدرتها على ان تقول (نعم ممكن) (نعم نستطيع) * هذا الجمهور هو الذي يصنع المعجزات من المدرجات .. ينفخ الروح في الازرق العاتي فيجعله الرقم الثابت في دوري المجموعات في غياب الاهلي والترجي وينفخ الروح في الاحمر فيجعله قادرا على الصمود في وجه ابناء تونس .. * لا ننكر اننا من خلال طمع كروي كنا نتمنى ان نتأهل لدوري المجموعات لوحدنا ولكن عندما جلسنا لنشاهد مباراة المريخ والترجي انتزع منا المريخ حقه بالتشجيع ودعمه .. كانت الحقيقة اقوى من عصبية هلال مريخ لذلك فرحنا لتأهل المريخ لانه كان الاجدر والافضل والاكثر اصرارا علي التأهل .. لقد انتزع المريخ نصرا كبيرا لنفسه وللكرة السودانية وهو ينتزع بطاقة التأهل من نادي له اسمه ومكانته في القارة السمراء وان ظهر بمستوى ضعيف ولكنه في النهاية الترجي . ترجي تونس الذي يسيطر اعلامها على (بي ان سبورت) ويستفز السودانيين .. هي لحظة الوطن جعلتنا نفرح للمريخ وننظر لبعيد لانجاز الوصول الذي تكرر مرة اخرى ليكون السودان بفريقين في دوري المجموعات في اكبر بطولة في القارة السمراء .. * كان تأهل المريخ استثناء لاسباب كثيرة اهمها ان المريخ لم يكن مرشحا منذ القرعة في الوصول لدور ال16 دعك من دور المجموعات .. ولان المريخ اصلا لم يتعود على الوصول لدوري المجموعات ولكنه وصل واستحق التهاني ومعه استحق اتحاد كرة القدم السوداني التهاني ايضا فقد انتقدناه كثيرا ومن حقه في هذه الفرحة ان يكون في المقدمة لانه الراعي الرسمي لكرة القدم في السودان وتحية خاصة لرئيس الاتحاد الدكتور معتصم جعفر . * وفي امدرمان كان الهلال كالعادة على موعد من التأهل ليتكرر مشهد تعودنا عليه لنؤكد باننا نسير على الدرب ومن سار على الدرب وصل . رأس مساوي التي عبرت بنا لاول مرة في تاريخنا لمجموعات الكبار عبرت بنا مرة اخرى منذ هدفه التاريخي في لقاء الذهاب ليؤكد ذلك بالقدم في مباراة الاياب .. * لقاء خاض الهلال بعدد كبير من اللاعبين الوطنيين وهو اتجاه يجد الدعم من قاعدة كبيرة من الرياضيين .. * درس يقدمه لنا نجوم الهلال ونجوم الكرة السودانية بشكل عام .. ففداسي نجم المباراة بدون منازع .. لاعب عاااادي جدا في سماء الكرة السودانية . مدافع احتياطي يلعب عندما يكون بوي مصابا ولكنه لاعب سوداني اصيل .. جاد وخفيف وسريع وحماسي .. دافع ببسالة ذكرتنا بعلي عبد الفضيل وجري بسرعة ذكرتنا اسماعيل احمد اسماعيل وهو يحرز ذهبية الاولمبياد وعكس بمهارة وكأنه تنقا .. فداسي ليس نجم شباك ولا محترف اجنبي ينال بالدولار ولكنه فارس وجمل شيل آخر في الهلال .. * فداسي درس يجب ان نستوعبه كلنا ويستوعبه معنا مجلس الهلال الذي سجل في خانته (بوتاكو) * ووليد علاء الدين شاب صغير ونحيل . نقول انه يحتاج للكثير ليدعم موهبته الكبيرة ببنية جسمانية اقوى ولياقة اعلى ولكنه ابننا وابن السودان والمنتخب الاولمبي .. * ومحمد عبد الرحمن دقائق قليلة وتأثير كبير وهدية لبشه بذكاء ونكران ذات .. محمد عبد الرحمن ايضا درس لنا ولمجلس الهلال الذي سجل (كيبي) صاحب المجهود القليل .. * لسنا ضد اللاعبين الاجانب بل نحن مع الفكرة ولكن في اطار محدود .. ثلاثة لاعبين فقط لا غير .. بامكانيات عالية وقدرة على البقاء في التشكيلة الاساسية عدا ذلك فاننا نضيع في المواهب السودانية قبل الدولار الحار ! * تأهلنا لدوري المجموعات لاننا اسياد هذه الارض الطيبة ويجب ان نكون ممثليها مع الكبار دوما .. * نشكر كل من ساهم في هذا المجهود الجبار ليبقى الهلال مع الكبار .. شكرا للكاردينال فهذا حقه .. وشكرا لمجلسه .. وشكرا للمدرب والقطاع الرياضي وشكرا قبل ذلك لكل جندي مجهول يعمل باخلاص من اجل الهلال لا يريد جزاء ولا شكورا .. * هي الكرة السودانية تفرح باكبر حزبين لها .. نفرح ونتباهى بين الافارقة وننتظر ان ينصفنا ابناء عمومتنا العرب الذين يتحدثون عن (الترجي) ولا يذكرون تفوق المريخ .. ويتحدثون عن خروج الاهلي ولا يذكرون تأهل الهلال .. ولكننا نبقى ونفتخر .. * الانتماء للهلال شرف يجعلك ترفع رأسك وتفتخر .. انا هلالي انا سوداني .. مبروك للسودان .. والحمد لله ولنا عودة للتحليل الفني ..