لم يجد التونسي نبيل الكوكي، المدير الفني للهلال، خياراً غير اللجوء على إعادة توظيف بعض اللاعبين حتى يتغلب على النقص العددي الذي يعاني منه الفريق في خط المقدمة، وبالرغم من عودة المهاجم الشاب محمد عبدالرحمن وظهوره الجيد في مباراة الفريق الودية الأخيرة مع وادي النيل، فان مشاركته تبقى مغامرة محفوفة بالمخاطر، خاصة وان اللاعب ظل بعيداً عن جو المباريات منذ مايو الماضي بعد أن تعرض لكسر في الكاحل (الأنكل) وبجانب غياب البوركيني بوبكر كيبي المصاب، وعدم جاهزية البرازيلي جوليام بونفيم، وجد الكوكي ضالته في اللاعب الشاب أطهر الطاهر ليكون ساعد أيمن لزميله مدثر كاريكا الذي سيعود هو الآخر لخانته الأساسية كرأس حربة أساسي، بعد إستبعاد المهاجم صلاح الجزولي من المشاركة كأساسي غداً لضعف مردوده في المباريات السابقة. 1 اطهر الطاهر الذي بدأ في الهلال من المراحل السنية، حتى وصل مرحلة المشاركة مع الفريق الرديف، يعتبر أكثر لاعب خبرة من بين إقرانه إلى جانب زميله وليد علاء الدين، حيث لعب لمنتخبي الشباب والأولمبي مباريات دولية على مستوى عال، وأظهر مقدرات عالية امام أثيوبيا وجنوب أفريقيا في تصفيات أمم أفريقيا المؤهلة لكل الألعاب بالكونغو برازفيل، بجانب مشاركته في مباراتي أولمبينا ضد تونس في التصفيات المؤهلة لاولمبياد ريو 2016 بالبرازيل، ولم يكتف بذلك بل لعب أطهر الطاهر هذا الموسم مع الهلال في دوري أبطال أفريقيا، أمام كي ام كي ام والرصاصات الملاوي وسانغا باليندي، والمغرب التطواني، مما منحه خبرة كبيرة جعلت الرهان عليه قائماً في مباراة مازيمبي غداً، خاصة وان القوة البدنية والسرعة تجعلان أطهر مؤهل لإجتياز هذا الإختبار الصعب. 2 وجد الجهاز الفني للهلال نفسه أمام خيارات عديدة، لاختيار الطريقة الأنسب لمواجهة مازيمبي الكونغولي، فأختبار طريقة (4/3/2/1)، وهذه الطريقة جعلت الكوكي يلجأ لخيار أطهر الطاهر الذي سيلعب كلاعب وسط أيمن بجانب زميله محمد احمد بشة، خلف المهاجم مدثر كاريكا، وأصبح أطهر بمثابة (المهدي المنتظر)، لإعادة القوة والهيبة والنجاعة لهجوم الهلال الذي سجل ثلاثة أهداف فقط في أربع مباريات خاضها، بمرحلة المجموعتين، بعد أن تعادل سلبياً في الجولة الأولى مع مازيمبي بلوممباشي، وفاز على سموحة بهدفين نظيفين في ام درمان في الجولة الثانية، وتعادل مع المغرب التطواني (1/1) في الجولة الثالثة، ومن ثم خسر من نفس الفريق بهدف في الجولة الرابعة، وفي المباريات الأربع صام هجوم الهلال عن التهديف في الوقت الذي سجل فيه لاعبو الوسط الأهداف الثلاثة (نزار والشغيل واندرزينهو). 3 مشاركة أطهر كلاعب وسط مهاجم تبدو أقرب للمغامرة من قبل التونسي نبيل الكوكي المدير الفني للهلال، إلا أن الكابتن محمد محي الدين الديبة نجم الهلال السابق، ومدرب المنتخب الأولمبي الحالي والذي أشرف على تدريب أطهر الطاهر في المنتخبات السنية، يرى أن أطهر قادر على القيام بالمهمة، بشرط أن يلعب كلاعب وسط أيمن أمام السنغالي سليمانو سيسيه الذي يلعب في الطرف الأيمن وقال الديبة أن طريق الهلال للفوز على مازيمبي هو واحد، ويتمثل في إغلاق المساحات في وجه أطراف بطل الكونغو الذي يعتبر أفضل فريق في مرحلة المجموعتين وله تكتيك مختلف عن كل الفرق، يعتمد على السرعة واللعب بالإطراف، واذا لعب أطهر أمام سيسيه فانه سيحقق النجاح، ويكسب الرهان مؤكداً ان وجود بشة كرأس حربة صريح هو القرار الذي يجب ان يتخذه مدرب الهلال، وأكد الديبة أن عودة الشغيل للعب بجوار مساوي ووضع أطهر أمام سيسيه وبشة في الهجوم سيقود الهلال للفوز وقال أن أطهر صاحب أمكانات بدنية وفنية عالية وقادر على منح الفريق الأضافة المطلوبة في الهجوم خاصة وانه جيد في الانطلاق عبر الطرف الأيمن ويجيد عكس الكرات بصورة متقنة. 4 ما بين إنتظار الجماهير ورهان الكوكي وثقة الديبة، يبقى أطهر الطاهر واحد من اللاعبين الذين يقع على عاتقهم قيادة الفريق إلى هزيمة مازيمبي وصدارة المجموعة الأولى والتأهل إلى نصف نهائي أبطال أفريقيا، فاللاعب الشاب صاحب ال21 عاماً يملك ما هو أكثر مما قدمه مع الفريق في وقت سابق، وبما أنه أصبح محل ثقة ورهان فان الجميع يتوقع له أن يكون الراجل الحاسم لهذه الجولة الحاسمة.