في إعقاب الفشل الذريع الذي ظل مصاحباً للنقل التلفزيوني لمباريات الدوري الممتاز في جانبي التعليق والنقل ,ولأن عشاق كرة القدم ظلوا يجأرون بالشكوى جراء هذا الفشل والتردي الذي ظل متكرراً خلال نقل المباريات من جانب قناة(النيلين الرياضية الفضائية) والحاصلة على حق بث مباريات الدوري الممتاز كان لابد لنا ومن باب لا ينبئك مثل خبير من الجلوس إلى الهرم والإعلامي القامة الأستاذ كمال حامد محمد أحمد والذي كان شاهداً على صرخة ميلاد قناة النيلين ,بل هو من أطلق عليها الإسم في بواكير العام 2006م ,والأستاذ كمال حامد إعلامي معروف على الصعيدين الداخلي والعربي فقد قضى سحابة عمره وزهرة شبابه في العمل الإعلامي حتى تبوأ أرفع المناصب متنقلاً من نجاح إلى آخر ليصبح مفخرة للسودان ..بدأ الأستاذ كمال حامد مسيرته الإعلامية مراسلاً للصحف السودانية من مدينة الحديد والنار عطبرة في شمالي السودان منذ العام 1966م وكان كذلك عقب تخرجه في معهد التربية بخت الرضا بمدينة الدويم وفي العام 1969م عمل محرراً بقسم الأخبار بتلفزيون السودان إضافةً لعمله كمعلم بمدارس المرحلة الثانوية العامة ,وفي العام 1975م إنتقل للمملكة العربية السعودية للعمل في صحيفة عكاظ لينتقل لصحيفة الشرق الأوسط ومشرفاً رياضياً على مطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والتسويق ,ثم مديراً لتحرير صحيفة الرياضية السعودية ومديراً لمكتب الخرطوم لمطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والتسويق ,وأميناً عاماً لنقابة الصحفيين السودانيين ,ومديرا لمكتب الحياة اللندنية بالخرطوم ,ثم مراسلاً لهيئة الإذاعة البريطانية من الخرطوم ,عضو الإتحاد العربي لكرة القدم ,عضو مجلس إدارة التلفزيون السوداني,مستشار البرامج الرياضية بالتلفزيون السوداني,مدير إدارة البرامج الرياضية بالتلفزيون السوداني,مؤسس ومدير لقناة النيلين الرياضية ,رئيس اللجنة الدائمة للرياضيين بإتحاد الإذاعات العربية, رئيس الفريق العربي الموحد لتغطية دورات الألعاب الأولمبية أثينا 2004م,سيدني 2000م,بكين 2008م ولندن 2012م,مستشار تحرير صحيفة الإنتباهة 2007 ومشرف على النسخة التي تطبع وتوزع بالمملكة العربية السعودية يومياً ولا يزال. قلبنا مع أستاذنا كمال حامد في العديد من الملفات وفي المساحة التالية نترككم مع الحلقة الأولى من إفاداته التأريخية: هلا حدثتنا عن قناة النيلين الرياضية وكيفية ظهورها للوجود وهل لبت طموحاتكم كأصحاب للفكرة؟ 00 قناة النيلين هي فكرة الباشمهندس الطيب مصطفى وقد أعلنها في العام 1995م وتفاكرنا حولها وقد كان طموحنا وقتها أن نؤسس قناة رياضية بدلاً عن إدارة رياضية بالتلفزيون ولكن لم تر الفكرة النور وتنزل إلى أرض الواقع في ذلك الوقت نظراً لهموم العمل في التلفزيون ومشاكله الأخرى التي كان لها الأولوية حينها ,بيد أن الفكرة ظلت معشعشةً في رؤوسنا .
رب ضارة نافعة وفي العام 2006م حدث الخلاف الشهير بيني والأخ عوض جادين والذي أصدر قراراً وقتها بألا يعمل شخص في إدارتين مختلفتين وأنا كنت أعمل في الإدارة إضافةً لعملي الإعلامي وكانت هذه هي نقطة الخلاف بيننا لأنني كنت متمسكاً بالعمل في الإدارتين معاً وقمت بالتفرغ بالكامل لتأسيس القناة الرياضية وأنا من أطلق عليها إسم (قناة النيلين للرياضة والمنوعات ) , حيث دخلنا في شراكة مع تلفزيون الخرطوم وكان مديره وقتها الأستاذ سيد هارون وفي ذلك الوقت تسلمنا إدارة القناة مع الأستاذ يس إبراهيم الذي كان مسؤولاً عن المنوعات فيما كنت أنا مسؤولاً عن الرياضة لتنطلق القناة بتاريخ السابع من يوليو من العام 2007م وقمنا بتغطية دورة الألعاب الأولمبية ببكين في العام 2008م ,وكانت القناة تبث أرضياً الأمر الذي جعلها غير مرغوبة ولم تحقق النجاح المطلوب لذلك توقفت عن البث في العام 2009م وكان التوقف من أجل الترتيب لبثها فضائياً وتم ذلك بالفعل في العام 2010م.
هكذا دخلنا في شراكة مع الشركة الكويتية أذكر أنه وخلال العام 2011م أبلغني الأستاذ محمد حاتم سليمان مدير التلفزيون وقتها بأن هنالك شركة كويتية ترغب في الشراكة في قناة النيلين ولكن وبعد وصول ممثلي الشركة الكويتية لم أجد كويتياً واحداً أو (عقالاً ) بل كانوا كلهم سودانيين كما أن عقد الشراكة لم يكن منصفاً وحتى إيرادات الإعلانات لم تكن تدخل خزينة القناة, الأمر الذي جعلني أرفض وبشدة هذه الشراكة لأنني شممت رائحة فساد مالي فقمت بتقديم شكوى للمجلس الوطني ومن جانبه وافقني الأستاذ الفاضل حاج سليمان رئيس اللجنة القانونية بالمجلس الوطني الرأي وقال أن عقد الشراكة معيب..وبعدها رفعت قضية للمحكمة ضد الفساد.. إستمرت القضية لعامين كاملين ولكن القضاء السوداني أنصفني وكسبت القضية ونلت حقوقي كاملةً بما فيها الفصل التعسفي. ولكن عدم إستعانتهم بالخبراء في مجال العمل الرياضي التلفزيوني من أمثال المرحوم سيف الدين علي وحافظ خوجلي وغيرهم إضافة لقرار تحويل القناة من القمر نايلسات إلى القمر عربسات وهو قمر ضعيف وغير مشاهد ,كل هذا تسبب في إنهيارها تماماً وبعد أن فضت الشراكة مع الشركة الكويتية آلت القناة للتلفزيون وبالطبع فإن إمكانات التلفزيون ضعيفة ومعداته غير مواكبة إضافةً للفشل الإداري.
هلا أوضحت لنا الأسباب التي أدت لفشل القناة بعد أيلولتها للتلفزيون؟ 00 تلفزيون السودان به كوادر مشهود لها بالكفاءة إضافةً لخبراتهم التراكمية الثرة ,وتلفزيون السودان واحد من أقدم التلفزيونات في محيطنا العربي والأفريقي ولكن سوء الإدارة قد ألقى بظلاله السالبة على هذه الكوادر ففقدت الحماس للعمل جراء الظلم لتنخفض روحهم المعنوية وبالواضح جاء ذلك كنتيجة حتمية للتعيينات السياسية في المناصب الإدارية العليا من أمثال محمد حاتم سليمان وترك أبناء (الجهاز) وأقصد العاملين في التلفزيون والذين تدرجوا بين ردهاته .وقد وضح هذا الإنخفاض في درجة البث والمشاكل الفنية التي ظلت تصاحب هذه العملية إضافةً لتوقف التدريب للعاملين ومع ذلك نرجو وبعد تعيين أبناء التلفزيون الزبير ويس إبراهيم في عودة الأمور إلى نصابها الصحيح.
بنيت بمساعدة أبنائي منصة للكاميرا بإستاد الخرطوم وكمثال للروح المعنوية العالية التي كانت سائدة في أوساط العاملين بالتلفزيون ولا توجد حالياً فقد قمت ببناء منصة لتوضع عليها الكاميرا بإستاد الخرطوم في أحد أيام الجمع عندما كنت مسؤولاً عن برنامج الرياضة وذلك بمساعدة أبنائي وأحد أقاربي من الذين يعملون في مجال البناء وكان ذلك بمبادرة شخصية دون أن يطلب مني أحد ذلك ,فهل تصدقوا أن نثرية الفني الذي يقوم بنقل مباراة في منافسة الدوري الممتاز من مدينة كادوقلي مثلاً لا تتعدى الثلاثين جنيهاً في اليوم وعلى ذلك قس .. فمن أين تأتي الروح المعنوية . كما أن الأجهزة الحديثة مخصصة للعمل السياسي ولا يسمح بإستخدامها لنقل الفعاليات الرياضية فلذلك كان هذا الفشل في البث .
هكذا تم الإستغناء عن خدمات الأستاذ السمؤال خلف الله والسبب الرئيسي في إعفاء الأستاذ السمؤال خلف الله القريش من منصبه كمدير للتلفزيون هو سعيه لحل مثل هذه الإشكاليات التي تعوق العمل وتمنعه الإنطلاق نحو افاق أرحب ,فقد بدأ السمؤال في تحسس هذه المشاكل من متأخرات رواتب وخلافه وقام بمتابعة أحد الشيكات ورفض تحويله لمصلحة الإتحاد الرياضي السوداني لكرة القدم من واقع حرصه على حقوق العاملين بالتلفزيون ليتم إعفاؤه من منصبه.
هل ترى نوراً في آخر الجسر؟ للأسف لا أرى املاً في إصلاح الحال طالما أن العقليات المتحكمة في الفعل الإداري تتحكم فيها الغيرة التي تقود إلى الحسد والذي يقود بدوره إلى الحقد ومن ثم الغل ,,فبالله عليكم كيف تسموا مسح كل التسجيلات التي قمت بها لتلفزيون السودان وبها حلقات توثيقية نادرة من أساطين ورموز رياضية من أمثال زكي صالح وعمر عبدالتام ..فقط لأن كما حامد هو من قام بتقديمها.