* الخسارة القاسية التي تعرض لها منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم (صقور الجديان) بهدف مقابل هدفين أمام المنتخب الملاوي في المباراة التي جرت الأسبوع الماضي بمدينة بحر دار الإثيوبية ضمن مباريات المجموعة الثالثة لبطولة التحدي لمنتخبات وسط وشرق أفريقيا (سيكافا) تعتبر السادسة خلال الثلاثة أشهر الأخيرة وهو رقم قياسي ويفسر التراجع الكبير لمنتخبنا الوطني في تصنيف الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا), تدحرج منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في تصنيف الفيفا للشهر الماضي إلى الموقع 128 عالمياً وال 39 أفريقياً في هبوط كبير أعتبره الموقع الرسمي للإتحاد الدولي لكرة القدم الهبوط الأكبر في التصنيف بين منتخبات العالم حيث تراجع منتخبنا 44 مركزاً وقد حل منتخب دولة جنوب السودان الوليدة في المركز 134 عالمياً وال 41 أفريقياً ,فيما قفزت منتخبات تشاد,فلسطين والفلبين قفزات كبيرة أعتبرها الفيفا القفزات الأفضل بين منتخبات العالم. * خاض منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في الفترة من الخامس من سبتمبر الماضي وحتى يوم الثالث والعشرين من نوفمبر من العام الجاري 2015م ست مباريات خسر نتائجها بالكامل ,حيث واجه منتخب الجابون في الخامس من سبتمبر وخسر برباعية دون مقابل ,وبتاريخ السابع عشر من أكتوبر واجه منتخبنا نظيره الأوغندي بكمبالا وخسر بهدفين نظيفين ,ليعود المنتخب الأوغندي ويكرر الفوز على منتخبنا على ملعب إستاد الخرطوم بتاريخ الخامس والعشرين من أكتوبر بهدفين نظيفين أيضاً ,وبتاريخ الحادي عشر من نوفمبر واجه منتخبنا الوطني نظيره الزامبي ضمن التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم وخسر بهدف في المباراة التي إستضافها ملعب إستاد المدينة الرياضية بمدينة كريمة ,ثم عاد المنتخب الزامبي ليكرر الفوز على منتخبنا في ذات التصفيات في لقاء الذهاب بزامبيا بهدفين نظيفين ومباراته أمام المنتخب الملاوي كانت المباراة السادسة وهي التي إستضافتها مدينة بحر دار الإثيوبية ضمن مباريات المجموعة الثالثة لبطولة التحدي لمنتخبات وسط وشرق أفريقيا (سيكافا) ,حيث واصل منتخبنا الوطني سلسلة نتائجه المحبطة. * وتقول الإحصاءات أن منتخبنا قد تعرض للخسارة (9) مرات في آخر (13) مباراة يخوضها مقابل تحقيقه للفوز في ثلاث مباريات فقط وتعادل في واحدة أمام منتخب دولة جنوب السودان وهذه الحصيلة تعتبر ضعيفة وتدق ناقوس الخطر.وأمس حقق الفوز على منتخب جيبوتي الضعيف بأربعة أهداف ليتأهل للدور التالي من المنافسة كأفضل الثوالث. الأمر يتطلب وقفة لتصحيح الأوضاع * ظل الإعلام الرياضي وكل الحادبين على الرياضة السودانية يحبرون ويبيضون سود الصحائف منذ إنتخاب المجلس الحالي لإدارة الإتحاد الرياضي السوداني لكرة القدم بقيادة الدكتور معتصم جعفر والأستاذ مجدي شمس الدين والأستاذ أسامه عطا المنان وخسارة الخبير الكروي الدكتور كمال حامد شداد بأن العملية الإنتخابية لم تكن مبرأة من العيوب والثقوب إن شئت الدقة وأن كرة القدم السودانية ستفقد الكثير بفقدها للخبير شداد. * لقد تابعنا العملية الإنتخابية وما صاحبها من إستقطاب وهذا المشهد ظل يحدث ويتكرر حتى في إنتخابات الأندية ليفقد الكثيرون إيمانهم بالديمقراطية التي دائماً ما تشهد عمليات يمكن وصفها بالفساد الرياضي. * إنسحب الخبير الدكتور كمال شداد عن مشهد كرة القدم السودانية في هدوء بعد إعلان نتيجة الإنتخابات ولكنه كان يرى هذه النهايات التي وصلنا إليها بحكم خبرته الطويلة في المجال الرياضي عامةً وكرة القدم خاصة. * لن أطرح السؤال ما هو الخطأ في كرة القدم السودانية لأن هذا سؤال بسيط بل وفي منتهى البساطة ولكنني سأطرح السؤال:ماهو الشيء الذي يسير بطريقة ليست خاطئة في كرة القدم السودانية؟ * لقد كانت خسارتنا أمام المنتخب الملاوي يوم الثالث والعشرين من نوفمبر من العام 2015م علامة فارقة في كرة القدم السودانية فقد أصبنا بالإحباط والدهشة بل والصدمة والمنتخب الملاوي يجندل صقور الجديان هناك في مدينة بحر دار في أضعف المنافسات الأفريقية وفي المباراة التي تلتها تواصلت النتائج المحبطة وتعادلنا بدون أهداف أمام منتخب دولة جنوب السودان الوليدة.. * كل من له علاقة بكرة القدم السودانية من إتحاد ولاعبين وجمهور وأجهزة فنية وإعلام رياضي عليه أن يدفن رأسه من العار ويمكننا أيضاً أن نلقي باللائمة على وزير الشباب والرياضة وكل من له علاقة بكرة القدم السودانية فمتى يتعلموا أن القيادة أساسها المسؤولية وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. * ظلت نتائج المنتخبات الوطنية هي المعيار الأساسي لتقييم مستويات كرة القدم في جميع دول العالم ,وكل الدول التي تتعرض لمثل التدهور والإنهيار الذي تعرض له منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم تعمد إلى الجلوس أمام ( البروجيكتور) أو العارض العلوي لدراسة وتحليل نقاط الضعف لتجنبها ونقاط القوة لتعزيزها إضافة لفرص تحقيق النجاح والعودة لطريق الإنتصارات مع دراسة مهددات النجاح . * دقت النتائج الأخيرة ناقوس الخطر مما يتطلب من القائمين على الأمور في مجال الرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص دراسة الأسباب التي أدت إلى هذا الإنهيار المريع حتى نستطيع تعديل الصورة المقلوبة .