يخوض منتخبنا الوطني وجنوب السودان في تمام الساعة الواحدة ظهر اليوم بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مباراة تاريخية متجددة ضمن مباريات دور الثمانية ببطولة كأس التحدي لمنتخبات شرق ووسط أفريقيا لكرة القدم "سيكافا" في نسختها ال38. وسبق للمنتخبين أن خاضا أول مباراة تاريخية بينهما في كرة القدم بعد أن أصبح جنوب السودان دولة ذات سيادة في عام 2011 عقب إجراء استفتاء أفضى إلى انفصاله عن السودان، لتكون مدينة "بحر دار الإثيوبية شاهداً على على أول مباراة بينهما يوم الأربعاء الماضي ضمن المجموعة الثالثة ببطولة سيكافا للمنتخبات. وانتهت المباراة بالتعادل السلبي، وشهدت ملحمة من العواطف الجياشة بين اللاعبين ومدراء المنتخبين وتم توثيقها بلقطات تذكارية نادرة، ولاقت روح اللاعبين خلال المباراة وقبلها وبعدها إشادة واسعة من مسؤولي سيكافا الذين عبروا بأنه مهما حدثت نتيجة فإنها لا تعدوا مباراة تنافسية في كرة القدم. وتختلف مباراة اليوم هذه المرة في كونها لا يمكن تعويضها مثل مرحلة المجموعات فهي مباراة واحدة والفائز بنتيجتها هو من سيعبر إلى الدور قبل النهائي، وهو مطلب ملح لمنتخب جنوب السودان الذي يصعد لأول مرة في هذه المرحلة منذ بدء مشاركته ببطولة سيكافا لأول مرة في عام 2012 بأوغندا، بينما سبق للسودان أن فاز بلقب البطولة عدة مرات في أعوام 1980 و2006 و2007, وخاض النهائي عدة مرات كما في آخر نسخة نظمتها كينيا في عام 2013. ويتطلع المنتخب الوطني الذي عدل مساره بصعوبة في البطولة من خلال نتائجه بالمجموعة الثالثة والتي شهدت خسارته من ملاوي ثم تعادله مع جنوب السودان وفوزه برباعية على جيبوتي, إلى المزيد من التواجد بمحطات البطولة الحالية المتبقية وذلك لصقل الجيل الجديد من لاعبيه للاستمرار في عملية البناء بعد فشل منتخب "صقور الجديان" في التأهل لمرحلة المجموعات الأفريقية المؤهلة لمونديال روسيا 2018. وخاض المنتخب الوطني تدريبات ناجحة منذ عودته من بحر دار وأختتم ظهرأمس تدريباته بملعب التأمينات. ويفقد منتخبنا الوطني في مباراته المتجددة مع جنوب السودان جوكر الوسط والدفاع سعيد السعودي الذي غادر العاصمة الإثيوبية اديس أبابا يوم السبت إلى المملكة العربية السعودية لتكملة إجراءات تعاقده مع أحد الأندية السعودية, بينما سوف تكون جميع عناصر الفريق متوفرة بقيادة قائدي المنتخب صانع الألعاب مهند الطاهر وحارس المرمى أكرم الهادي سليم، وفي الدفاع يتوفر كل من عبد اللطيف بويا وبكري بشير، في الوسط مجاهد فاروق وفارس عبد الله وأطهر الطاهر وعاطف خالد، أما في الهجوم فيملك الفريق الثنائي محمد كوكو وولاء الدين موسى. أما منتخب جنوب السودان الذي تصدر المجموعة الثالثة بجدارة برصيد 7 نقاط حصدها من فوزيه على جيبوتي وملاوي وتعادله مع السودان، فإنه أيضاً استعد للمباراة بشكل جيد وخاض عدة تدريبات ناجحة تحت إشراف مدربه بلال فيليكس ويتسلح المنتخب بلاعبين متمرسين بالخبرة الكبيرة من خلال لعبهم بالدوري السودان ومشاركاتهم مع أندية سودانية بالبطولات الأفريقية أو تواجدهم بالدوري السوداني الممتاز القوي. ويأتي على رأسهم حارس مرمى الهلال المتألق في موسم 2014 جمعة جينارو، وقلب دفاع الهلال أيضاً أتير توماس، لكن العلامة البارزة بالمنتخب هو قائد المنتخب وقلب دفاعه داك جون جوك الذي يلعب بفريق بلوز لوس انجلوس الأميريكية وهو فريق يلعب بالدوري الأمريكي والذي يعتبر من أفضل مدافعي البطولة وزكريا ناسيو مدافع مريخ كوستي، وإلى جانب ذلك يملك الفريق في خط وسطه الثنائي دومينيك أوبوي من الخرطوم الوطني, والمهاجم المخضرم جيمس جوزيف لاعب كتور جوبا ومهاجم النسور السوداني أشويل أكويّ. وضربت الرافعات الأوغندية بقيادة مدرب الهلال الأسبق الصربي سيرادوفيتش ميلوتان ميشو موعداً مع المنتخب الأثيوبي أصحاب الأرض ليلتقيان يوم الخميس المقبل في الدور نصف النهائي لبطولة التحدي لمنتخبات وسط وشرق أفريقيا (سيكافا) والتي تجري فعالياتها هذه الأيام بأثيوبيا. تمكنت الرافعات الأوغندية من إقصاء منتخب ملاوي (ضيف البطولة) بالفوز عليه بهدفين نظيفين في المباراة التي استضافها إستاد أديس أبابا عصر أمس ,حيث تمكن المهاجم فاروق ميا من افتتاح التسجيل للمنتخب الأوغندي عند الدقيقة الخامسة لانطلاقة المباراة مستفيداً من عكسية زميله جوزيف أوشيا المحسنة وهو الهدف الثالث للمهاجم الصاعد فاروق ميا في البطولة,وبعد مرور دقيقتين فقط من زمن شوط المباراة الثاني ضاعف سيزار أوكوتي النتيجة لصالح المنتخب الأوغندي بإحرازه للهدف الثاني الذي أمن الفوز لأبناء المدرب الصربي ميشو. هذا وقد أظهر خط الدفاع الأوغندي المكون من ريتشارد كاساجا,أوشيا ومرشد جوكو قوةً كبيرة خلال المباراة فارضين رقابةً صارمة على مهاجمي المنتخب الملاوي شوماخر كوالي وشيكوبو موسويا . ومن جانبه احتاج المنتخب الأثيوبي (أصحاب الأرض) لركلات الحظ الترجيحية ليتخطى المنتخب التنزاني بعد تعادل المنتخبان بهدف لكل في الزمن الرسمي,أحرز المهاجم التنزاني جون بوكو هدف التقدم لمنتخب بلاده في الدقيقة 25 لانطلاقة المباراة ولكن أصحاب الأرض تمكنوا من إدراك التعادل من علامة الجزاء في منتصف شوط المباراة الثاني بواسطة قاتوش بانوم. وعندما احتكم المنتخبان لركلات الحظ الترجيحية فشل التنزانيان جوناس ماكودي وشوماري كابومبي في تحويل ركلتيهما إلى أهداف حيث تمكن حارس مرمى المنتخب الأثيوبي مامو من صدهما ليهدي الانتصار لمنتخب بلاده.