* لم يكن أكثر المتشائمين من جماهير الهلال كان يتوقع خسارة الفريق من أهلي طرابلس في مباراة أمس بدوري أبطال أفريقيا من واقع الظروف التي سبقت المقابلة والسفر المبكر ومعرفة العشري بالكرة الليبية، ولكن أمس تعرض للهزيمة، ليس بسبب الخسارة الخفيفة ولكن من واقع المستوى المتواضع الذي قدمه الهلال في المباراة وظهر على هيئة فريق لا حول له ولا قوة، ومنح أهلي طرابلس انتصاراً مستحقاً وكان من الممكن أن تكون الخسارة أكبر. * أي تبرير مرفوض، لأن المستوى الذي قدمه الهلال أمس لا يعبِّر عن مستوى فريق يرفع أهله شعار الفوز ببطولة الأبطال، وكان الأهلي على رغم من ضعفه المعروف أكثر تنظيماً في الملعب، وكان له شكل واضح أي في هيئة فريق كرة قدم محترف أما الهلال كان في وادٍ والكرة في وادٍ. * الخسارة واحدة من أوجه كرة القدم ومتوقعة مهما كان مستوى المنافس ولكن الهلال لم يخسر النتيجة فقط، بل خسر الأداء والكبرياء وكأن لاعبيه تم تجميعهم قبل المباراة بدقائق.. لا انسجام ولا انضباط تكتيكي ولا حركة واضحة، بل كان اللاعبين يتحركون في الملعب وكأنهم يبحثون عن شئ ضائع، مما أدى إلى ضياع الهلال في مباراة أمس. * لن نلوم الجهاز الفني ولا أبيكو الذي تسبب في هدف الأهلي ولا نزار ولا بوي ولا موكورو ولا كاريكا ولا أبو عاقلة ولا بشة ولا سيسيه على هذا التواضع الكبير، لأن الظرف الحالي تخطى مرحلة اللوم، وأتمنى أن يدرك السيد أشرف سيد أحمد الكاردينال أن بناء فريق البطولات يحتاج إلى صبر بعد أن فشلت نظرية صرف المال في بناء الفريق الذي يحلم به كل هلالي. * أكبر دليل على تواضع الهلال أمس أن أحمد الفيتوري حارس مرمى أهلي طرابلس لم يختبر طوال ال9 دقيقة ولم يفتح الله على اللاعبين بأي تهديفة في الخشبات الثلاث لذلك كان أقرب لضيف الشرف.. غابت روح الهلال تماماً بسبب الظروف المحيطة بالفريق والضغط الذي يعاني منه لاعبين، والازعاج المتواصل من بعض المحسوبين على النادي وفي النهاية كانت هذه الخسارة المتوقعة. * ندرك تماماً أن الهلال قادر على التعويض في أم درمان، ولكن إذا لعب بهذا المستوى سيكون مصيره الوداع المبكر وكل الذي أتمناه أن لا يخرج علينا أحد (سحرة فرعون)، بحديثهم المحفوظ أن الكاردينال لم يقصر مع أن التقصير يتحمله كل أهل الهلال من أصغر مشجع إلى الرئيس. * لا يمكن لفريق في قامة ومكانة الهلال يقع لاعبيه في هذه الأخطاء الكارثية ويهدون الفرص على طبق من ذهب إلى الفريق المنافس، بل أن اللاعبين تباروا في التمريرات الخاطئة، بصورة أثارت الشفقة وأظهروا كل عيون اللاعب السوداني ولم نحس بموكورو حتى خرج مستبدلاً وكذا الحال لأبيكو، وحتى ماكسيم لم يكن ولكنه كان أفضل السيئين. * فشل طارق العشري في إدارة المباراة بالصورة المطلوبة وأن الفريق كان في حاجة للتعديل منذ الشوط الأول وليس في الدقيقة 80، خاصة بعد أن فشلت طريقة اللعب التي بدأ بها المباراة ولا أعرف السر في اعتماده على مهاجم واحد أمس وهو يلعب أمام فريق مستواه أكثر من عادي، وفي الوقت الذي توقعنا فيه دعم الهجوم بلاعب آخر فاجأنا بسحب كاريكا والدفع بوليد الشعلة وكأنه أراد أن يقول لنا إنه يريد المحافظة على نتيجة الخسارة بهدف. * الخسارة من أهلي طرابلس بهدف أصبحت أمراً واقعاً للهلال وعلى الجهاز الفني أن يضع في اعتباره أن الفريق الليبي سيأتي لأم درمان من أجل التأهل إلى دور ال16 وليس الخروج بأي نتيجة وإذا لعب الفريق بذات الغرور الذي أدى به مباراة أمس سيعود إلى 11 عاماً للوراء ويودع البطولة وعندها لن يجد الرئيس ضحية غير المدرب... والسلام.