* توقفت هنا .. أطلت النظر والإنتظار .. قد تكون الفكرة بنظرة سريعة هي نفس الفكرة .. الإنتقال من صحيفة لصحيفة جديدة ..بل قد يكون الأمر هنا أكثر من عادي حيث أنني أتيت للجوهرة من (قوون) وهأنذا أعود إلي قوون ولكن الموقف بالنسبة لي مختلف جداً هذه المرة .. فلأول مرة أحس بأنني أرحل وأترك جزء مني في داخل هذا المكتب بين حروف هذا (الكي بورد) علي حواف هذه (الطربيزة) * اليوم أكمل عاماً في (الجوهرة) 365 يوما عشتها بكل جوانحي .. بالفرح والحزن النبيل .. بالنقاش والإبتسامات والعبوس .. بالكلمة الطيبة والأخوة الصادقة والزمالة الحقه .. حقيقة أشعر بإنجذاب غير عادي لمجتمع هذه الصحيفة .. عشنا وكأننا نعيش علي أغصان أغنية البلابل (عشة صغيرة .. نفرشها ليك بحرير إيدينا .. نعرشها ليك برموش عيننا) * الجوهرة مولود جديد في عالم الصحافة الرياضية أضاء بسرعة وإنطلق كما الصاروخ وتدافع كما الموج الازرق .. صحيفة تشعر بين صفحاتها بالهدوء والرزانة والأدب والمهنية ولا تخاف من الغوص فيها .. فعلي جوانبها الأمان رغم حدة المواضيع أحيانا وصراحتها .. * تعودت أن أنتقل من صحيفة لأخري بكل أدب وإحترام وتقدير ولكن هذه المرة عشت تجربة مع أهل الجوهرة غريبة بعض الشئ .. فقد قررت أن أنتقل رئيساً لتحرير صحيفة قوون المنافس القوي والشرس والوحيد لصحيفة الجوهرة .. كان هذا القرار قبل شهر تقريباً من الآن .. جلست مع المدير العام الأخ مأمون حسين .. أخبرته بكل تفاصيل إنتقالي لقوون .. وفي المقابل أخبرت الاخوة الاعزاء في (قوون) بقيادة الأخ طه علي البشير بأنني لن انتقل لقوون قبل أن أكمل العام في الصحيفة في نهاية شهر مايو .. ظللت أعمل في صحيفة الجوهرة بين إخوة أعزاء هم يعلمون بأنني منتقل بعد أيام قليلة لصحيفة منافسه .. لم نتحسس نهائياً أو يدخل الشك بيننا . بل بالعكس كان ذلك دافعاً لي لمزيد من العمل والإخلاص والتأكيد علي أن الانسان يجب أن يكون صادقاً حتي لحظاته الأخيرة في المكان الذي يعمل فيه .. وفي المقابل فان الأعزاء في الجوهرة لم يشعرونني ولو لحظة بأنني أرحل عنهم كانوا يتعاملون معي وكأنني سوف أبقي أبداً في هذه الجوهرة .. أسسنا لتجربة جديدة في التعاون والاحترام والثقة بين الزملاء .. كنا نتبادل القفشات والنكات في إنتقالي لقوون .. وهأنذا أكتب عمودي الأخير ما بين فرح وحزن وإرتباك وثقة ومحبة للبقاء هنا وشوق لخوض تجربة جديدة فأنا احب التجارب ولا أهاب الصعاب .. الصحفي يجب أن يكون مقتحماً قوياً مقاتلاً وصادقاً قبل كل شئ .. بكل الصدق والحب والمودة والزمالة والعشرة الطيبة التي عشناها سوياً .. بكل تفاصيل حياتنا اليومية .. لكل فرد في هذه الصحيفة الطيبة أتقدم بالشكر الجزيل إبتداء من مدخل الصحيفة وحتي آخر ركن من أركان بيت ضمنا بترحاب .. شكراً لكم لصدقكم ومحبتكم وتعاونكم .. ومن قلبي أتمني لكم دوام التقدم والإزدهار ومرحباً بكم في عالم جديد من التنافس الشريف والإحترام .. أخوكم .. خالد عزالدين هارون ...