تخيلوا ان رئيس البعثة السودانية التي جاءت الى الدوحة للمشاركة في دورة الالعاب العربية قال في المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل الحضور الى قطر بانهم سيدفعون مبلغ ثلاثة الاف دولار لكل لاعب سوف يحرز ميدالية ذهبية , وهتف له الحضور تهليلا وتكبيرا وتعالت الاصوات هنا وهناك تشيد بهذا المسئول . وبعد حضور الوفد الى الدوحة اكتشف اعضاء البعثة ان رئيسهم كان يضحك عليهم لان اللجنة الاولمبية القطرية قررت قبل انطلاق الدورة وبمبادرة من سمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني رئيس اللجنة الاولمبية القطرية جاء قرار منح أي لاعب يحرز ميدالية ذهبية في جميع الدول مبلغ 5 الاف دولار ومثلها لاتحاده الوطني .
وبكل بساطة اخذ رئيس الوفد السوداني هذه المبادرة واستقطع مبلغ الفي دولار من الجائزة قبل ان يفوز بها أي من لاعبينا بل ونسب هذا المبلغ منذ وقت مبكر الى اللجنة الاولمبية السودانية رغم ان اللجنة الاولمبية القطرية هي التي ستدفع المبالغ .
تصريحات رئيس بعثتنا اصبحت مادة دسمة حتى للصحافة القطرية وبالامس جريدة استاد الدوحة اشارت الى هذه الخطرفات التي خرجت على لسان هذا المدعو في صفحتها الاخيرة , لنصبح بالفعل اضحوكة في دورة الالعاب العربية والسبب هؤلاء الفشلة في قيادتنا الرياضية .
التصريحات المضحكة ايضا امتدت الى رئيس اللجنة الاولمبية هاشم هارون والذي خرج ايضا ليقلل من سوء النتائج والخسائر التي لحقت بلاعبينا ومنتخباتنا عندما تسأل عن عدم اشادة الاعلام بفوز منتخبنا لكرة القدم على نظيره الليبي .
ونحن هنا نسأل رئيس اللجنة الاولمبية السودانية , اليس لديك أي ذرة خجل من هذا الحديث المضحك والذي يدل على السطحية وعدم الموضوعية والبعد عن المشكلة الاساسية , الم يكن علي هارون ورفاقه الاعتراف بالفشل والاستقالة بعد النتائج الكارثية في دورة الالعاب العربية الحالية .
هل يعلم هارون ان المنتخب الليبي لايخوض لاعبوه مباريات منذ اكثر من ستة اشهر بسبب توقف الدوري المحلي , وهل يعرف رئيس اللجنة الاولمبية ان هذه النتائج الهزيلة لم تسبقنا عليها الا جزر القمر وموريتانيا , وهل يعرف هاشم هارون ان جيبوتي والصومال سجلتا ميداليات في سجل الدورة العربية قبل السودان الذي يتغنى اهله بالماضي والتاريخ المجيد .
التراجع المريع في الالعاب الرياضية بين دورتي مصر في 2007 والحالية في قطر فعلا يدعونا للتساؤل لان الدورة الماضية شهدت حصول السودان على 11 ميدالية ذهبية وهو رقم كبير ومميز ولكن جاء الوقت الحالي الذي يقود فيه هارون اللجنة الاولمبية الى هذه النتائج الكارثية .
ظروف السودان وغياب الدولة عن دعم الرياضة يفترض ان يدعو اللجنة الاولمبية ووزارة الشباب للتركيز على العابا معينة في المشاركة مثل العاب القوى والتي يفترض ان تاخذ النصيب الاكبر من الدعم خاصة وانها حققت النتائج الافضل للسودان في السنوات الماضية .
ودون ذلك مايحدث هو اساءة كبيرة للرياضة السودانية لان هنالك بعض المنتخبات حضرت الى الدوحة واكاد اجزم ان لاعبيها لم يتدربوا ليوم واحد في السودان مثل الكرة الطائرة الشاطئية والتي كانت نتائجها فاضحة .
ماحدث في الالعاب العربية لابد ان يجد الوقفة من اجل رسم مستقبل جديد للرياضة السودانية بعيدا عن المجاملات والعبث باسم الوطن في مثل هذه التظاهرات الكبيرة ويكفينا ماحدث من مهازل ..
