موسم رياضي ساخن جدا ينتظر الساحة الرياضية السودانية في الفترة المقبلة .. والسخونة المتوقعة ليست في حدة التنافس الذي لا نتوقع خلاله حدوث أي معجزة تطيح بفريقي الهلال والمريخ معا من قمة الترتيب النهائي في الدوري .. رغما عن تفاؤلنا بالنادي الأهلي شندي الذي اعد نفسه جيدا لهذا الموسم ..! السخونة المقصودة هنا سوف تكون خارج الملعب وما يحدث حاليا من تحالفات بين ناديي الهلال والمريخ ومحاولة قيادتها لتحالف ( فرعي ) لضرب الإتحاد العام ما هو إلا دليل على أن الموسم الجديد لن تمضي تفاصيله واحداثه ( بأخوي وأخوك ) وسوف يشهد الطريق إلى نهاية الموسم العديد من المنحدرات والمطبات .. و.. والإنسحابات ..!!
حرب البيانات التي بدأت مؤخرا عندما أصدرت عشرة أندية من الدرجة الممتازة بقيادة ناديا المريخ والهلال بيانا ترفض فيه خطوات الإتحاد العام التسويقية المتمثلة في الرعاية والنقل التلفزيوني .. ثم البيان الذي أصدره الإتحاد العام ( كاونتر أتاك ) وشكك من خلاله في مصداقية بيان العشرة وأعلنت من خلاله عن أن غالبية الاندية الموقعة على البيان قد اعلنت تبرؤها منه..الأمر الذي يشير إلى أن هنالك إنقسام كبير داخل هذه الأندية .. وعلى ما يبدو أن مناديب الأندية التي وافقت على التوقيع في زيل بيان العشرة لم تفعل ذلك إستنادا على تفويض وموافقة المنظومات الإدارية في انديتها.. ومن هنا استطاع للإتحاد العام نسف هذا التحالف والقضاء عليه بسرعة كبيرة جدا .. ولكن هذا لا يعني ان لا يبدأ ناديا الهلال والمريخ في تكوين تحالف جديد أقوى .. ما يعني بحث الإتحاد العام هو الآخر عن نقطة الضعف الجديدة لضرب التحالف الجديد .. وما بين كل ( أتاك ) و ( كاونتر أتاك ) سوف يضيع الموسم في الرجلين ..!!
السؤال الذي ظل دار بخاطري وانا أطالع بيان العشرة الأخير وتوقيعات مناديب أندية من اندية الممتاز التي وقفت مساندة لناديي المريخ والهلال في هذا المسعى في الوقت الذي كان ناديا القمة قد طالبا سابقا بضرورة تميزهما في قسمة عوائد الرعاية والنقل التلفزيوني وحصولها على النصيب الأكبر .. فهل رضيت هذه الأندية ان تكون مخلبا تستخدمه القمة للضغط على الإتحاد العام لتنفيذ أجندتها الخاصة وهي لم تراع سلفا للاندية التي تحالفت وبصمت بالعشرة على بيان العشرة الرافض لشروط رعاية الدوري الممتاز ..!؟
إلى متى سوف تظل أندية الممتاز تلعب دور الكومبارس في كل موسم .. والكومبارس للذين لا يعلمون هم أولئك الذين يظهرون في الأفلام يأكلون في المطاعم أو يمشون في الشوارع دون أن يكون لهم أي تأثير في أحداث الفيلم .. فدور هذا الكومبارس محصور فقط في إضفاء الجو العام للشخصيات الرئيسية في الأفلام .. وهذا هو بالتحديد ما تقوم به أندية الممتاز داخل وخارج الملعب .. قبل بداية الموسم وأثناء الموسم .. وبعد نهايته .. فمتى تعلم هذه الأندية أنها كيانات قائمة بذاتها وأنه حلال ( بلال ) عليها أن تتطلع لكي تكون أفضل ..!!
حتى في بيان العشرة الأخير لعبت غالبية الاندية دور الكومبارس وكان تواجدها فقط من أجل إضفاء الجو العام الطبيعي لمشهد أبطاله الهلال والمريخ .. وهما المستفيد الأكبر والأوحد لو أن ما فحوى البيان تم تنفيذه .. ألم يطالبا سابقا بضرورة حصولهما على النصيب الأكبر من عائد التلفزة والرعاية على حساب ما كانت تحصل عليه بقية الأندية سابقا ..!؟
نؤيد بشدة ذلك الإتفاق الأخير بين ناديي القمة الهلال والمريخ إن كان الغرض منه بتر العصبية والتعصب والروح العدائية التي سادت الساحة الرياضية طويلا جدا .. ولكننا لا نؤيد أن تكون من ضمن أجندة هذا الإتفاق إضعاف أندية الممتاز الأخرى .. وكلنا يلحظ ان المريخ والهلال قد إتفقا على ذلك ضمنيا خلال سعيهما لنيل الجزء الأكبر من كعكة النقل والرعاية ..!! ولعلم أندية القمة فإن إضعاف أندية الممتاز ( وهي أصلا ضعيفة ) يعني ضعف المنافسة ( وهي ميتة من الضعفة ) وبالتالي ضعف الهلال والمريخ ..!!
كنا نمني النفس أن يعمل المريخ والهلال بوصفهما أكبر الأندية جماهيرية على الوقوف إلى جانب بقية أندية الممتاز ودعمها بدلا من إستغلال روح ( الكومبارس ) فيها لأجل تحقيق مكاسب تقتصر فائدتها فقط لصالح الهلال والمريخ .. وهي فوائد مادية فقط .. فالفائدة الفنية تنتفي حينما تصبح بقية اندية الممتاز بلا حول ولا قوة ..!!