اخرجتنا اثيوبيا من تصفيات كاس افريقيا ووصلت على حسابنا , ما اصعبها من كلمات , فقد حدثت الكارثة الثانية التي كنا نتخوف منها , وقدم منتخبنا مهزلة وكان عبارة عن ( مسخرة ) بالامس في العاصمة اديس عندما خسر امام الاحباش بهدفين دون رد وفشل في الوصول الى نهائيات جنوب افريقيا . دفع منتخبنا ثمن التفريط في لقاء الذهاب وهلل المغيبون لتلك النتيجة التي قلنا انها كارثية ولذلك جاء العقاب بالامس في اديس من منتخب اثيوبيا الذي ضرب صقورنا في مقتل واجبرهم على الهبوط الاضطراري في هضبة الحبشة . فشل صقور الجديان في تحقيق اسهل عبور الى النهائيات الافريقية بعد ان اعفينا من الادوار السابقة لاننا كنا مشاركين في النهائيات الماضية بغينيا الاستوائية والغابون , فشلنا امام منتخب متواضع ليس مصنفا من فرق النخبة التي اعتادت على الوجود في البطولات الافريقية . لحق منتخبنا بالفراعنة الذين ودعوا امام افريقيا الوسطى , وهاهو المشهد يتكرر معنا لنودع امام اثيوبيا التي ساهمنا في صناعة مجد لها بالامس بادائنا الهزيل وتخبطنا في ملعب اللقاء بالامس الذي كان فيه جميع لاعبينا عبارة عن اشباح فقط . كان الخروج طبيعيا لان كرتنا تدار بعشوائية في غياب الاحترافية والتخطيط والمنهج الواضح والذي كان سائدا في ادارة المنتخب طوال الفترة السابقة والتي كنا نصل فيها للنهائيات بجهود ذاتية .. المنتخب الاثيوبي ادخلنا في تجربة مريرة وصعبة منذ الانطلاقة بعد ان وضع منتخبنا تحت الضغط المتواصل , ومقابل ذلك نجد ان فريقنا تفرغ للمدافعة عن مرمى المعز محجوب ولكن للاسف كان الدفاع بمنتهى العشوائية في غياب التنظيم على مستوى الخطوط الثلاثة . فراغات كبيرة ومساحات على مستوى الدفاع واداء هجومي عقيم وعشوائي للغاية معظم اوقات المباراة , فشعرنا ان منتخبنا بالفعل لا لون ولاطعم له في الفترة الحالية وكان الهم الاول والاساسي للمدرب مازدا الصعود حتى لو اضطر للدفاع بجميع لاعبيه . احسسنا اننا نلعب امام منتخب بوليفيا وليس اثيوبيا في ظل تواضع مستوانا واستسلام لاعبينا للضغط الاثيوبي المتواصل الذي جعلنا نضع ايدينا في قلوبنا .. الهدف الاول للفريق الاثيوبي كان تاكيدا على العيوب المزمنة التي يعاني منها لاعبونا ودفاع منتخبنا الذي كان عبارة عن شوارع مفتوحة امام مهاجمي الفريق المنافس . والهدف الثاني كان مخجلا في حق لاعبين يفترض ان يصنفوا بالكبار لانهم يلعبون في اندية القمة , فعندما نشاهد لاعبنا وهو يحاول التقاط الكرة برأسه بهذه الطريقة يجب ان نعترف ان كرتنا مجرد فقاعات صابون .. من جديد في مباراة الامس ارتدى منتخبنا ملابس هدايا روابط الخليج , وتخلت ادارة المنتخب سريعا عن الملابس التي خاض بها المنتخب نهائيات كاس افريقيا في بداية العام الحالي والتي كانت وفق المقاييس . اليس مخجلا ان يعتمد منتخبنا الوطني على هبات ( المغتربين ) الذين يتبرعون بارسال الملابس له في كل مرة , الى متى لايتم الاتفاق مع شركة لانهاء هذه الهرجلة الدائمة في ادارة الفريق وتوفير المعدات له . من المعيب ان نظل نتحدث في كل مرة عن العشوائية في ملابس المنتخبات واتحاد الكرة عاجز عن ضبط هذه الفوضى , وفي كل يوم نكتشف سوء الادارة في المنتخب والاتحاد والتي كان من نتائجها ضياع نقاط زامبيا . في ظل حالة التخبط الحالية والتي تدار بها شؤون المنتخب فمن المؤكد اننا سنجد التجاهل من الشركات التي تنظم المباريات الودية وتجني من خلالها الاتحادات الوطنية الاموال الكبيرة . ستظل ادارة اتحادنا تتخبط طالما انها تعتمد على الصدفة والحظوظ ومهارات اللاعبين وتتجاهل العمل واسس البناء الصحيح للمنتخبات .. قبل الامس خسر منتخب الناشئين امام الصومال بالخرطوم في فضيحة تاريخية كانت وصمة عار في جبين هذا الاتحاد , وبالامس خسرنا وخرجنا من نهائيات كاس افريقيا امام اثيوبيا ولا نتوقع غير التبريرات الواهية وبيع الوهم للجماهير السودانية المغلوب على امرها ..