بعد مباريات الأسبوع الأول للجولة الأولى من بطولة سوداني للممتاز كانت هناك ظواهر فنية عديدة منها: الفوز بعدد كبير من الأهداف مثل فوز المريخ عل اتحاد مدني 4/صفر في شوط واحد وأهلي شندي على النسور 3/صفر في ملعب النسور والهلال على مريخ الفاشر 2/صفر في الفاشر وأهلي الخرطوم على نيل الحصاحيصا 2/صفر في الحصاحيصا وهلال كادوقلي على الموردة صفر/2 ومثل هذه النتائج لا تحدث إلا نادراً. هاتريك مبكر لمحترف أهلي شندي الكاميروني إسماعيل بابا في شباك النسور وهذا دليل واضح بأن اللاعب في قمة فورمته الكروية منذ استهلالية الموسم إضافة للهدفين اللذين سجلهما كل من تراوري الهلال وموانزا المريخ في شباك مريخ الفاشر واتحاد مدني.
الأداء الفني السريع لمعظم المباريات خاصة في شوط اللعب الثاني من الأندية الفائزة وحتى المهزومة مما يدل على أن كل اللاعبين اهتموا بالبطولة وبالمشاركة القوية بعد فترات الإعداد المتفاوتة وكان ذلك نتاجاً لرغبة ودوافع اللاعبين القوية في تقديم موسم حافل بالبذل والجهد كما هو معروف فالإعداد النفسي والمعنوي يلعبان دوراً مؤثراً داخل الملعب.
لعبت كل الأندية بالتنظيم الفني 4/4/2 و 3/5/2 بينما لعب الهلال بالتنظيم الفني 3/4/3 وكان طبيعياً أن تكون هناك سلبيات وايجابيات نظرًا لتفاوت قدرات وإمكانات اللاعبين في تشكيلة كل نادي وكان الخلل الفني في خطوط الدفاع في الأندية ال 14 التي لعبت في الأسبوع الأول خاصة المساحات والفراغات الواسعة ما بين خطي الوسط والدفاع، وكذلك في أطراف الملعب وخلف آخر مدافع. أما حراس المرمى وخطوط الوسط والهجوم فكانت أفضل حالاً حتى للأندية المهزومة التي نجحت في خلق الفرص ولكنها أهدرت لتألق حراس المرمى وسوء الطالع.
فريق النسور الخرطومي والذي تميز بالروح القتالية العالية في كل المواسم السابقة التي لعبها في البطولة افتقد هذه الميزة في لقاء أهلي شندي وكذلك التفاهم والانسجام الهارموني لذلك افتقد أسلوبه الخاص واستسلم طيلة الشوطين لمنافسه أهلي شندي الذي استغل الفرصة تماماً وسجل ثلاثة أهداف وأضاع مثلها.
نتيجة مباراة الخرطوم الوطني والأمل عطبرة والتي لعبت بمدينة الحديد والنار وانتهت بالتعادل السلبي جرس انذار أحمر لنادي الخرطوم الوطني قبل مباراته المهمة أمام منافسه النصر الليبي في لقاء الرد الحاسم بالخرطوم والتي يحتاج فيها الخرطوم الوطني للفوز ،والفوز يتحدد بتسجيل الأهداف وليس بالتعادل السلبي كما حدث في تونسوعطبرة لأن التعادل السلبي في اللقاء القاري يقود لركلات الترجيح والأهداف تقود لدور ال 32 في بطولة الكونفدرالية.
تشكيلة أهلي شندي التي لعبت أمام النسور وحققت الفوز الكبير والانسجام التام والجماعية المطلقة والأداء المتناغم هي تشكيلة مثالية ضمت كل من عبد الرحمن الدعيع، صدام أبو طالب، محمد علي سفاري، محمد سيلا، زكريا ناسو، موسى عليو، باسيرو بامبا، حمودة بشير، نادر الطيب، إسماعيل بابا، عماري ولعب في الشوط الثاني كل من مجاهد فاروق ومهيد خالد، هذه التشكيلة من وجهة نظري لاتحتاج لإضافة آخرين في الوقت الحالي مع إيماننا التام بأن مسئولية التشكيلة من صميم عمل المدير الفني الأستاذ بن ذكرى الجزائري الشقيق ولكنها وجهة نظر ربما صبت في مصلحة النادي.
الموردة خسرت أمام هلال كادوقلي صفر/2 في كادوقلي وأهدر ياسر ضربة جزاء للموردة وكانت الموردة مرشحة للفوز لأن الجهاز الفني للموردة يعرف كل شيء عن المنافس كون المدير الفني للموردة الأستاذ برهان تية ومدرب الحراس عيسى الهاشماب عملاً من قبل في تدريب هلال كادوقلي، ولكن كل ذلك ضاع وسط صحوة أسود الجبال في عرينهم بقيادة المدرب المتطور والمثقف الأستاذ صلاح محمد آدم هارون برهان. ومبروك للأسود الفوز الغالي خاصة أنهم اعتمدوا على الجانب المعنوي ولعبوا بروح قتالية عالية مع إعداد جيد ومناسب.
الكابتن الكبير الأستاذ التاج محجوب والذي يعمل لأول مرة من خلال نادي كبير في الممتاز بعد غيبة طويلة في سلطنة عمان وبالتحديد في نادي فنجا العماني قاد النادي الأهلي الخرطومي للفوز على نيل الحصاحيصا بهدفين في الحصاحيصا التاج مكسب فني كبير للكرة السودانية عامة والنادي الأهلي خاصة وهو لا يقل كفاءة عن كل المدربين العاملين في الساحة من وطنيين وأجانب وأشقاء.
أهلي مدني سيد الأتيام فاز على أهلي عطبرة بهدف في مدني بعد أداء وصف بالتذبذب من شوط سيء إلى شوط آخر أحسن حالاً وأن كان المستوى العام لا يحتاج لتعليق، أهلي مدني سجل أفضل العناصر الشابة من الخرطوم برؤية فنية صائبة من الأخوين الكريمين أحمد بركات وعثمان مصطفى الأمين كنترول على رأسهم سنبل ومحمد فضل، نتمنى أن يعود الأهلي سريعاً لجو المنافسة بمستويات أفضل وفوز كبير في الجولات القادمة.