كانت جماهير الهلال تتمنى أن يأتي الأمين البرير في الانتخابات الماضية رئيساً للهلال وذلك لمعرفتها بأنه هلالي مخلص يريد تقديم خدماته للهلال مالياً وفكرياً خاصة وأنه ترعرع وتدرج في العمل الإداري بالنادي القيادي منذ أن كان المرحوم الطيب عبد الله زعيم أمة الهلال رئيساً للنادي صاحب الشعبية الجارفة والذي كان يرى فيه مشروع إداري واعد في المستقبل فقد عمل أميناً للمال وبالقطاع الرياضي ولهذا تمنته الجماهير أن يكتسح منافسيه الأرباب صلاح أحمد إدريس وأشرف سيد أحمد الكاردينال وبالفعل فاز بمنصب الرئيس وقيادة أكبر الأندية الأفريقية والعربية وحقق حلمه وفرحت الجماهير بمقدمه وعندما بدأ مهامه واجهته صعوبات ومطبات من كل الجبهات من معارضيه وكانت البلاغات أولى العقبات لا لشئ سوى سداد الديون الثقيلة التي تركتها المجالس السابقة ولكنه صمد وواصل عمله بقوة ودعم الفريق بأصلب العناصر وطنيين ومحترفين وسدد كثيرًا من الديون ومزق فاتورة الفنادق ببيت اللاعبين وفعل مجال الاستثمار وتعاقد مع شركات لرعاية الفريق وقريباً ستنطلق قناة الهلال، وواصل مشواره الناجح وكان الفريق قريباً من الوصول للنهائي أمام الترجي ودجوليبا وخرج من دور الأربعة وعندما تعرض الفريق للهزيمة من سيو سبورت العاجي حزن وعمل كل الممكن حتى يتأهل الهلال ورغم رد الاعتبار وتحقيق الفوز الكبير بثلاثة أهداف إلا أنه تأثر كثيرًا لخروج الفريق من هذا الدور بعد المجهود الكبير الذي بذله في دعم الفريق ولفشلهم في تحقيق حلم الجماهير بإحراز البطولة الأفريقية ولهذا تقدم باستقالته لإفساح المجال لشخص آخر إلا أن الجماهير الهلالية كان حزنها مضاعفاً عقب هذا الخبر الحزين والذي زاد آلامها فقد نزل عليها كالصاعقة في ليلة حزينة خرة فيها الهلال واستقال فيها البرير «الجمعة الحزينة» ولكنها تناست الخروج المبكر ولم تتصور أن يبتعد البرير فقد كان يوم أمس الأول التاسع من أبريل هو يوم الوفاء للرئيس الوفي والهلالي المخلص والغيور فقد احتشدت الروابط الهلالية بقيادة الرابطة المركزية أمام حدائق الهيلتون ومن ثم تحركت إلى قاردن سيتي منزل الأمين البرير وذلك من أجل إثنائه عن قراره الذي اتخذه بتقديم الاستقالة وترك العمل بالهلال حيث هتفت له بقوة ورددت اضرب اضرب يا كيماوي بالمليان يا كيماوي وعائد عائد يا قائد ولم يتمالك البرير نفسه تجاه هذه المشاعر الهلالية الجياشة وخرج لها وحياها وطالبها بالدخول إلى منزله العامر بعد أن أكرمهم بالعصائر والمياه الغازية وطالبته بالعدول عن هذا القرار ومواصلة العمل حتى يتواصل المد الأزرق وأعطته راحة لشهر ورفض وقال امنحوني شهرين وسأعمل كل ما يرضيكم ووعدهم بعدم تقديم الاستقالة للمفوضية احتراماً وتقديرًا وتكريماً لمجيئهم. وكم كانت المشاعر الحقيقية من قبل الجماهير الهلالية تجاه الرئيس معبرة ونابعة من القلب وذلك عندما بكى أحد رابطة هلالاب الدروشاب أمام البرير مما يؤكد حبهم للرجل القوي والشجاع وصاحب القرارات الحاسمة والتي أعادت هيبة الهلال رغم صعوبة اتخاذ مثل تلك التي اتخذها الشئ الذي جعله كبيرًا ومحبوباً أمام الجماهير الهلالية وغير الهلالية ففي عهده أصبح الهلال يسع الجميع والقيادة جماعية كما قالت الجماهير الهلالية، ونحن نقول في استمرار الأمين رئيساً للهلال فالجماهير لن تندم والبطولات لن تتحقق إلا بالتخطيط والصبر وليس في ليلة، فالفريق الحالي اقترب كثيرًا من البطولات وفعلاً مسيرة الروابط الهلالية أكدت بأن البرير محبوب الجماهير.