التسجيلات التكميلية في شهر يونيو القادم اصبحت على الأبواب وتبقت ايام معدودة على هذه المرحلة التي وللأسف الشديد نصفها بالمعركة فنقول معركة التسجيلات ونقول إن الاندية تخطط لهذه المعركة ولكنه لا يوجد تخطيط البتة في هذه التسجيلات وإنما خبط عشواء فكل مرة نسمع بأن الاندية سوف تسجل حسب احتياجاتها الفعلية وحسب تقارير الأجهزة الفنية ولكن تقارير الاجهزة الفنية لا يعمل بها على الاطلاق وينشط «السماسرة» في هذه المرحلة والتسجيل يتم بصورة غريبة فالسمسار يعرض اللاعب على الاداري ويقول له هذا اللاعب فلتة وسوف يفيدكم في هذه المرحلة وعملية التسجيلات ظلت نسخة متكررة على مر السنين وهي نفس السيناريو ولا جديد فيها ولا نتوقع أن يكون هناك جديد لأننا ندير أمورنا تمشياً مع المثل السوداني العامي «من خل عادتو قلت سعادتو» المهم أن هذه التسجيلات تتم بطريقة موغلة في العشوائية وإذا قمنا بعمل احصائية فقط عن اللاعبين الذين سجلتهم القمة في الفترتين الرئيسية والتكميلية لشهدنا العجب العجاب فكم من لاعب تم تسجيله وتم تصويره بمكاتب الاتحاد العام وهو ممسكاً بالقلم وينظر إلى أعلى ويقابله الجمهور ويحمله على الاعناق وهاك يا تصريحات فالذي يتم تسجيله للهلال يقول أنا هلالابي منذ الصغر واسرتي كلها هلالية واللاعب الذي يتم تسجيله للمريخ يقول نفس الكلام عن المريخ وفي الموسم الماضي اختفت ظاهرة الأمهات والخالات والعمات والآباء وتدخلهم السافر في التسجيلات وشهدنا أيضاً في الموسم الماضي عدم تكالب الهلال والمريخ في التسجيلات وتحديد سقف معين لإعادة تسجيل اللاعب وسقف معين للاعب المسجل الجديد وهذه ظاهرة كانت محمدة ونباركها ونشد من أزرها. الاداريون يقولون: إن الساحة خالية من المواهب ولكننا نقول: إن الساحة ليست خالية من المواهب ولكن ادارات الاندية الغت دور الكشافين السابقين فالبعض تقدمت به السن والبعض الآخر اصبح كماً مهملاً فلا تهتم به الادارات والكشافين الذين ابتعدوا عن العمل اصحاب نظرات فنية فاحصة وصائبة وهم اخطر من المدربين واكتسبوا هذه الخاصية بالتجارب وبالممارسة المستمرة فأصبحوا يقيمون اللاعب ويحكمون عليه من اول كرة استلمها ولكن أين الكشافين أو الكشيفين كما يطلق عليهم؟!
واصبحت التسجيلات كما نراها الان فاللاعب يتم تسجيله في يونيو ويشطب في ديسمبر ويجلس في دكة البدلاء ولا يمكن الحكم عليه من أول وهلة وبعض المدربين لديهم حساسية تجاه اللاعب الجديد ويتخوفون من اشراكه حفاظاً على أكل عيشهم فقط وخوفاً من الهزائم.
كما أن نجم التسجيلات الجديد الذي ملأ الأرض ضجيجاً في الصحف يواجه الغيرة من الحرس القديم ويجد صعوبة في الاندماج مع المجتمع الجديد وبالتالي تفقدهم انديتهم وتضيع موهبتهم وبالتالي تجد أن الكرة السودانية تفقد كل عام العديد من النجوم من جراء هذه التسجيلات العشوائية ..
نتمنى أن نشهد هذا العام سيناريو افضل في التسجيلات من المواسم السابقة ونتمنى كما ذكرت سابقاً أن تقوم اندية الهلال والمريخ بتسجيل نجوم صغار في السن من اندية الاولى والثانية والثالثة وإذا اتخذوا هذه الخطوة نقول إن الناديين قد سارا في المسار الصحيح، أما إذا اعتمدوا على نجوم التسجيلات كما يحدث في السابق «كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا»!!