أجرى النائب الأول للرئيس السوداني لقاء مع أحد قادة المعارضة في برلين، فيما بدأت الخرطوم محاكمة القادة العسكريين المتهمين بقيادة محاولة لقلب نظام الحكم، وأشارت تقارير إلى موافقة الحكومة السودانية على إجراء محادثات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، التي تقاتل الحكومة في النيل الأزرق وجنوب كردفان . وقال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي المعارض علي الحاج إنه بحث مع علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني الأوضاع السياسية والاقتصادية وطبيعة العلاقات مع دولة جنوب السودان، وذلك خلال لقاء عقده الرجلان بمدينة برلين الألمانية ووصفه القيادي المعارض بغير الرسمي . وقال علي الحاج إن علي عثمان قدم إلى برلين في زيارة غير معلنة لإجراء فحوص طبية لم يكشف عنها، مضيفا في تصريحات لصحيفة سودان تربيون، أنه سعى للقائه بعد تلقيه معلومات من السودان تؤكد زيارته السرية إلى ألمانيا . وأوضح أن اللقاء تناول التطورات السياسية، مشيرا إلى أن طه اعترف بخطورة المرحلة التي يعيشها النظام . وقال علي الحاج إنه دعا نائب الرئيس السوداني لبسط الحريات وإعادة السلطة لأهل السودان للحفاظ على ما تبقى من السودان بعد انفصال الجنوب . لكنه أشار إلى أن طه اعتبر أن بإمكان النظام تجاوز معضلاته الراهنة، ومن بينها انهيار الوضع الاقتصادي والحروب الناشبة في ست ولايات كبيرة والانقسامات في صفوف الطبقة الحاكمة . في غضون ذلك، سادت العاصمة السودانية حالة من الترقب مع بدء محاكمة العناصر العسكرية المتهمة بالتورط في المحاولة الانقلابية التي قالت السلطات إنها أحبطتها في نوفمبر الماضي، واعتقلت بعدها مدير جهاز المخابرات السابق الفريق صلاح قوش ومجموعة من كبار العسكريين المحسوبين على تيار الحكومة . وشهد مقر سلاح الأسلحة بضاحية الكدرو شمال الخرطوم محاكمة عسكرية لضباط الجيش المعتقلين فيما أرجئت محاكمة ضباط جهاز الأمن وهم من المدنيين إلى وقت لاحق . وبحلول عصر الخميس، قام القاضي برفع الجلسة، حيث تم السماح لهيئة الدفاع بالجلوس إلى المتهمين، قبل نقلهم إلى محبسهم بأحد المباني العسكرية الكائنة شرق العاصمة السودانية وسط إجراءات أمنية مشددة . ومن المقرر انعقاد جلسة المحاكمة القادمة غدا الأحد بذات المكان، مع توقعات بتحويلها إلى مكان آخر عقب الدعوة التي أطلقها “السائحون" بالتظاهر أمام مقر المحكمة . يجيء ذلك فيما قالت مصادر صحفية إن الحكومة السودانية وافقت على التفاوض مع الحركة الشعبية “قطاع الشمال" لكنها طلبت إمهالها مزيدا من الوقت لاختيار فريق التفاوض الذي بات مؤكدا ان يستبعد منه رئيسه السابق كمال عبيد . وقالت المصادر إن دبلوماسيا إفريقياً رفيعاً أبلغ فريق التفاوض السوداني في أديس أبابا، أن العلاقة مع “قطاع الشمال" ذات أهمية بالغة لضمان استمرار العلاقة مع جنوب السودان واستمرار ضخ النفط عبر الموانئ السودانية .