انهت قبيلتا الدينكا ملوال والرزيقات مؤتمرا للسلام بين القبيلتين استمر لثلاثة ايام بمنطقة قوك مشار بمقاطعة اويل بولاية شمال بحر الغزال بجنوب السودان السبت اول أمس. وقالت مصادر مطلعة لحريات ان القبيلتين اتفقتا علي تدعيم السلام الاجتماعي بين الطرفين بعيدا عن الخلافات السياسية بين حكومتي السودان وجنوب السودان وتفادي أجندة بعض المتنفذين التي تريد استمرار النزاعات وتجعل من ابناء القبائل العربية وقودا للحرب علي المناطق الحدودية. وأجاز المؤتمر عدة قرارات تلخصت في فتح ستة مسارات سنوية للرحلات الرعوية لأبناء الرزيقات بحثا عن الماء والكلأ والمراعي ، ووافقت قيادات الرزيقات علي دخول جنوب السودان ببندقية واحدة لكل فرد علي أن يخضع الرعاة للتفتيش الشخصي العادي عند عبور الحدود دون اي مضايقات ، بالاضافة لضرورة تطعيم المواشي العابرة للحدود من الشمال باتجاه الجنوب. وأكدت المصادر ان الاجتماع الذي حضرته قيادات رفيعة من القبيلتين وبعض قيادات حكومة ولاية شمال بحرالغزال وغابت عنه القيادات الحكومية السودانية ، اتسم بروح التفاهم العالية من قبل الطرفين اللذين اكدا علي التزامهم المطلق بتنفيذ كافة بنود وتوصيات المؤتمر دون ابطاء أو خروقات. واوضحت المصادر ان الاتفاق يعتبر تاريخياً منذ استقلال جنوب السودان في العام 2011م ، اذ ان القبائل العربية كانت ترفض التنازل عن الدخول بسلاحها الي جنوب السودان كما كانت ترفض تحديد المسارات وتطعيم المواشي .وأكدت المصادر ان قيادات المؤتمر الوطني وسط القبائل العربية لا سيما المسيرية والرزيقات ظلت تلعب دورا سالبا وتزكي روح النزاع والتحدي الاجوف وسط القبائل العربية، معتبرين ان الاتفاق الحالي يعد تجاوزا لتلك الروح بل وادراك للدسائس والخدع التي كانت تلعب عليها قيادات الوطني .