وزير الخارجية يستقبل مدير عام المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة    منع قناة تلفزيونية شهيرة في السودان    ماذا قال ياسر العطا لجنود المدرعات ومتحركات العمليات؟! شاهد الفيديو    تم مراجعة حسابات (398) وحدة حكومية، و (18) بنكاً.. رئيس مجلس السيادة يلتقي المراجع العام    انطلاق مناورات التمرين البحري المختلط «الموج الأحمر 8» في قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي    شاهد بالصور.. ما هي حقيقة ظهور المذيعة تسابيح خاطر في أحضان إعلامي الدعم السريع "ود ملاح".. تعرف على القصة كاملة!!    تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع فشل الاخوان ،إزدياد عدد متابعي صفحة آسفين يا ريس على الفيسبوك إلى مليون
نشر في حريات يوم 15 - 04 - 2013

ظهرت صفحة “أسفين يا ريس” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك [1]” في 2 فبراير 2011 خلال أحداث ثورة 25 يناير. وعقب نجاح الثورة المصرية في الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير، توقع كثيرون أن تنزوي هذه الصفحة وتختفي تدريجياً من حيز الفضاء الإلكتروني المصري.
ولكن على نقيض مثل هذه التوقعات، تضاعف أعضاء هذه الصفحة لتتجاوز مليون مشارك على “فيسبوك” خلال العامين الماضيين. وهو ما عكس تدهور الأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر في أعقاب الثورة ومع وصول رئيس جديد ينتمي لجماعة “الإخوان المسلمين” إلى سدة الحكم وفشله في تحقيق إنجازات تدفع العهد السياسي السابق للوراء. وهو ما توازى مع قدرة الشباب القائمين على الصفحة على التفاعل الإيجابي مع التطورات الدرامية التي شهدتها الساحة المصرية خلال الفترة الأخيرة.
وفي سياق قراءة لخطاب صفحة “آسفين يا ريس” خلال 27 شهراً، نجد أن الصفحة انتقلت من حيز صفحات التواصل الاجتماعي ذات الصيغة الدفاعية إلى صفحة تعلن عن هويتها بشكل أكثر وضوحاً وبطريقة هجومية تعكس ثقة القائمين عليها “الأدمن” في القدرة على جذب جمهور أوسع في فضاء التواصل الاجتماعي المصري.
ولعل كافة هذه التحولات تجلت في تغطية الصفحة لجلسة محاكمة الرئيس المصري السابق ونجليه ووزير الداخلية السابق وعدد من المسؤولين الأمنيين يوم 13 أبريل الحالي. فقد تحولت الصفحة من الحديث عن التعامل السيء مع الرئيس المخلوع المريض واجباره على حضور جلسات المحاكمة قبل عام ونصف إلى نشر “المعوذتين” بسبب التحسن الملحوظ في صحة مبارك الذي بدا واضحاً في اولى جلسات محاكمته 13 ابريل خوفاً من حسد المعارضين، بل دعت الصفحة قبل المحاكمة بيومين للاحتشاد كعادتها أمام قاعة المحكمة لمؤازرة مبارك ونجليه وصنعت تمثالاً للرئيس السابق وألبسته علم مصر ودعت لأن يهز هتاف المؤيدين قاعة المحكمة.
ويلاحظ هنا أن الفارق الزمني بين مشهد مثول مبارك للمحاكمة في أغسطس 2011 للمرة الأولى وجلسة 13 ابريل 2013 يتجاوز العام والنصف قليلاً وهي الفترة التي شهدت تحولت عاصفة في المشهد السياسي المصري، فمنذ القاء القبض على مبارك والتحقيق معه في قضايا قتل المتظاهرين وغيرها من القضايا تبنت الصفحة موقفاً دفاعياً عن المخلوع وابنائه ورجال نظامه، فالرئيس المخلوع يواجه تهماً كانت كفيلة بأن يكون الدفاع عنه هو أكبر تهمة.
ونلاحظ أنه قد تحولت الصفحة إلى مهاجم أكثر ضراوة، فالمشهد الذي بدا عليه الرئيس السابق أو المخلوع ملوحاً بيده ومبتسماً لمؤيديه في قاعة المحكمة، ثم ابتسامة نجله الأكبر علاء للمرة الأولى منذ مثولهم للمحاكمة اعتبرته الصفحة هذه الابتسامة رسالة سياسية علقت عليها قائلة: “لم نكن نعرف قبل اليوم أن الرئيس مبارك كان بكل هذه القوة والهيبة حينما رأينا مجرد ابتسامته فقط هزت وروعت وقذفت في قلوب الاخوان الرعب من مجرد ابتسامة رجل فوق الثمانين من العمر”. وقارنت الصفحة بين صورة مبارك خلف القضبان بتلك القوة وبين صور الرئيس الحالي محمد مرسي والتي يظهر فيها حافي القدمين بسبب هرولته من أحد المساجد على خلفية هتافات ضده قبل أشهر قليلة.
ويلاحظ أن الموقف الذي حافظت عليه الصفحة، منذ محاكمة مبارك، بتجنب نشر صور مثوله للمحاكمة راقداً على سرير في قفص الاتهام والتي بدا مبارك فيها مغلوباً على أمره، ابتعدت الصفحة عنه في جلسة محاكمة 13 ابريل، حيث نشرت دون خجلها المعتاد لأول مرة صور مبارك في القفص وهو يلوح بيده للحاضرين في قاعة المحكمة. وعلق الأدمن على قرار تنحي المحكمة “بأنها محاولة لابقاء مبارك في محبسه وعدم الافراج عنه”.
هذا بينما لم تكترث الصفحة بقرار النائب العام بعودة مبارك لمحبسه في سجن طرة واعتبرت ظهور مبارك بهذه الصورة التي لم يرها المصريين عليه منذ أحداث جمعة الغضب في 2011 انتصار موقت لأبناء مبارك. فهذه الوضعية تمثل تغير في الحالة المزاجية للقائمين على الصفحة ومؤيدي الرئيس المخلوع الذين كانت متابعتهم للمحاكمات السابقة تقتصر على التأكيد على براءة مبارك من التهم الموجهة اليه والمطالبة بضرورة تكريم “المخلوع” على دوره العسكري والسياسي.
جدول عدد المشاركين في صفحة “أنا آسف يا ريس” (فبراير 2010 – أبريل 2013)
جدول عدد المشاركين في صفحة “أنا آسف يا ريس” (فبراير 2010 – أبريل 2013)
ويشير عدد من المحللين إلى أن بقاء صفحة” آسفين ياريس”، في المشهد السياسي والاجتماعي المصري، يشير إلى تزايد الأصوات التي دفعتها اخفاقات الرئاسة المصرية الحالية في استدعاء المقارنة مع فترة الرئيس المخلوع وهو ما صب في صالح الصفحة التي اسسها مؤيدوه خلال زخم الثورة.
ويمكن القول إن صفحة “آسفين يا ريس” هي التعبير الأكثر وضوحاً لما يسمى في علم السياسة “الحنين للاستقرار” الذي يعقب التحولات الكبرى. هذا الحنين الذي يتزايد في حال عدم نجاح هذه التحولات في تحقيق أهدافها وتراجع الشعور بالأمان والاستقرار. ووفقاً للأدبيات الثورية الحديثة فإن الإعلام يعد أداة رئيسية للثورة المضادة.. وفي الحالة المصرية نجحت هذه الصفحة في تصدر المشهد لتصبح الأداة الرئيسية للدفاع عن النظام السابق في فضاء اجتماعي يهيمن عليه النشطاء المدافعون عن التغيير والثورة.
وفي هذا السياق، تتناول هذه الورقة البحثية علاقة المنحنى الصاعد لصفحة “آسفين يا ريس” بالتطورات السياسية على الساحة المصرية ونكوص الثورة وفشل قواها الرئيسية في فرض أجندة التغيير لصالح صعود المشروع “الإخواني” وفشل الأخير في تغيير الواقع الاجتماعي والاقتصادي ليزيد من حالة “النكوص” للماضي القريب الذي يرتبط بالنظام السابق على الثورة ورمزه الرئيس المخلوع.
من الهامش إلى المتن
دشن عدد من الشباب المؤيدين للرئيس المصري السابق خلال الثورة على حكم مبارك صفحة باسم “آسفين يا ريس” للدفاع عن النظام ورئيسيه. ولم يلتفت احد في حينها لهذه الصفحة. وبعد 9 أيام فقط من تدشين الصفحة – التي كان يتجاوز عدد اعضاءها 10 الاف شخص حينئذ- تنحي مبارك عن الحكم ليتولى المجلس العسكري مقاليد السلطة.
ونجد أن الصفحة نفت من يومها الأول ارتباطها العضوي بالنظام الحاكم وقتها، حيث كتب “أدمن الصفحة” – مؤسسها- إن القائمين عليها ” مصري عادي ليس له توجه سياسي ويؤيدون حق الشباب المصري الذي خرج في ثورة 25 يناير يطالب بالتغيير لكنهم في الوقت نفسه يرون ضرورة خروج امن لمبارك تكريما لتاريخه السياسي والاقتصادي المهم”، ورفعوا شعار” نعم للتغيير لا للاهانة”.
وعقب تنحي مبارك، تبنت الصفحة أول حملاتها باسم “مليونية رد الجميل”، حيث دعت إلى الخروج في تظاهرات تكريماً للرئيس المخلوع. واعتبرت الصفحة أن مبارك فضل التنحي على إراقة دماء المصريين بحسب هؤلاء. ولم تلق المظاهرات التي دعت إليها الصفحة في منطقة المهندسين” أحد الأحياء الراقية بالقاهرة” أي قبول باستثناء مئات قليلة من مجموعة ما يسمى ب”أبناء مبارك”.
ومنذ تلك اللحظة اهتم الإعلام بالصفحة وقام بتغطية اخبارها دون ان يظهر القائمون عليها على شاشات الفضائيات، بالتوازي ظهرت قدرتها على حشد الأنصار للتظاهر، مما دفعها لخفض سقف توقعاتها لحجم التعاطف الشعبي مع النظام السابق عقب ثورة شعبية “منتصرة”.
ظلت صفحة “آسفين يا ريس” على الهامش خلال تولي المجلس العسكري مقاليد السلطة. ولكنها عادت للأضواء مجدداً مع فوز المرشح “الإخواني” محمد مرسي بمنصب الرئاسة، حيث تزايد بشكل ملحوظ عدد اعضاء الصفحة من 300 ألف مشترك (خلال يونيو 2012) إلى نحو مليون و80 ألف مشترك في نهاية مارس 2012. أي ان الصفحة ضمت 800 الف مشارك جديد خلال الأشهر التسعة الأولى من رئاسة مرسي، لتصبح أحد اكبر الصفحات المصرية على “فيسبوك”.
ولعل أحد اهم الاسباب في هذا الصعود لمنحنى الصفحة هو تحولها إلى أحد المنابر للهجوم على جماعة “الإخوان المسلمين” وانتقاد الرئيس الحالي، بالإضافة إلى توفيرها حيزاً نفسياً للتنفيس عن رفض ما آلت إليه الثورة والحنين إلى الماضي القريب. وهنا يبرز أيضاً العامل الذاتي الخاص بدأب الشباب القائمين على الصفحة في مواصلة “السير عكس التيار” من خلال الاستمرار في الدفاع عن نظام ثار عليه اغلبية المصريين ويحملون له كراهية واضحة واتهامات بالفساد والقمع.
تحولات الخطاب السياسي ل”آسفين يا ريس”
انعكست التغيرات السياسية المتسارعة في مصر عقب ثورة 25 يناير بوضوح على صفحة “آسفين يا ريس”، حيث تبنت صفحة خطاباً مؤيداً للمجلس العسكري عقب تنحي مبارك، وربما كان المنطق الرئيسي المحرك لخطابها هو تأييد العسكر ورفض كافة مواقف شباب الثورة.
فنجد أنه خلال استفتاء 19 مارس 2011 على التعديلات الدستوري، تبنت الصفحة الدعوة للتصويت ب”نعم” – في لحظة اتفاق وحيدة مع التيارات الإسلامية في مواجهة القوى المدنية وائتلافات وشباب الثورة التي دعت للتصويت ب”لا”. وفي هذا الوقت لم يكن يتجاوز عدد اعضاء الصفحة 40 الفاً.
فقد اتخذت الصفحة منذ اللحظة الأولى موقف الداعم للجيش المصري متمثلاً في المجلس العسكري الذي كان كل أعضائه يتولون مناصب قيادية في الجيش في عهد مبارك. وساندت الصفحة شعار” الجيش والشعب إيد واحدة” وهاجمت المظاهرات المعارضة للمجلس العسكري.
وبعد فترة من الكمون السياسي استمرت لنحو عام، اهتمت فيها الصفحة بشكل اساسي بنفي الأخبار المتعلقة بتردي صحة الرئيس السابق أو وفاته، انتعشت الصفحة مجددا مع الدعوة للانتخابات الرئاسية، فقد أعربت” آسفين ياريس” عن دعمها للفريق أحمد شفيق، وزير الطيران السابق الذي تولى رئاسة الوزراء في خضم أحداث ثورة يناير. واعتبرت الصفحة أن أحمد شفيق أحد رجال مبارك الذي أتى به من القوات المسلحة لتولى مسؤولية وزارة الطيران المدني في عام 2002 ليحقق الكثير من المكاسب لشركة مصر للطيران.
وقبل خروج عمرو سليمان نائب مبارك من سباق الرئاسة، وصفت الصفحة المفاضلة بين شفيق وسليمان كمرشح محتمل بالاختيار الصعب فكلاهما يحسبان على النظام السابق وكلاهما ينتميان للمؤسسة العسكرية التي شهدت دعماً تاماً لها من قبل الصفحة منذ اللحظة الأولى، وأعلنت الصفحة مساندة سليمان النائب السابق بوصفه صاحب الفرص الاعلى في النجاح من وجهة نظرها، لكن خروجه من سباق الانتخابات مبكراً أعاد الصفحة إلى دعم الرجل الثاني الباقي من نظام مبارك وهو أحمد شفيق، حيث أعلنت الصفحة عن مهمة جمع توكيلات انتخابية تمكن الرجل من خوض الانتخابات.
وقامت صفحة “آسفين يا ريس” خلال الحملة الانتخابية الرئاسية بتغطية مؤتمرات شفيق الانتخابية وأخباره بشكل مكثف على الصفحة. ويلاحظ انه مع انتهاء الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية تبنت الصحفة الموقف الخاص بفوز شفيق بالانتخابات ثم قبلت النتيجة النهائية للانتخابات مع تشكيكها في نزاهة العملية الانتخابية دون مهاجمة المجلس العسكري، التي دعت بالتوازي لتكريمه بسبب دوره في “الحفاظ على مصر”.
وجاء التحول الدراماتيكي للصفحة مع تولي محمد مرسي السلطة، حيث دأبت الصفحى على استخدام هفوات وأخطاء مرسي ومستشاريه وقيادات “الإخوان” للتأكيد على وجهة نظرها – التي كانت تتحاشي التصريح بها خلال الأشهر الأولى من الثورة- والخاصة بأن ما حدث كان انقلاباً من الأخوان المسلمين للوصول إلى الحكم.
وركزت الصفحة على سلبيات فترة حكم الاخوان والأحداث التي شهدتها مصر منذ تولي مرسي. ومنها حادثة مقتل جنود مصريين في رفح خلال أغسطس 2012 ومعارضة الاعلان الدستوري الذي أعلنه مرسي في نوفمبر 2012، ورفض إقالة النائب العام عبدالمجيد محمود.
ونجد في هذا السياق أن الصفحة ساندت قرارات القضاء المصري أبرزها حل مجلس الشعب، وإلغاء الاعلان الدستوري واتخذت موقف المدافع عن القضاء والقضاة، حيث أيدت القاضية تهاني الجبالي في موقفها المعادي للأخوان ورئيس نادي القضاة أحمد الزند. وعقب الإعلان الدستوري (نوفمبر 2012)، ثم تبنت الصفحة سياسة المقارنة بين الرئيس الحالي والمخلوع. وهي المقارنة التي كانت تسعى من خلالها الصفحة إلى التدليل على صحة مواقفها في تأييد الرئيس السابق. وركزت الصفحة – في هذا الإطار- على أن محمد مرسي الذي ظهر خلال أول خطاباته في التحرير مستمداً شرعيته من الثورة نكل بمعارضيه. وقارنت الصفحة بين مواقف مرسي ومبارك الخاصة بالقضاء والدستور والتعامل مع المعارضة. والمقارنة بين تعامل مبارك مع المتظاهرين، وموقف مرسي تجاه محافظة بورسعيد عقب الحكم في قضية مذبحة بورسعيد خلال يناير الماضي.
وبمنطق عدو عدوي صديقي، دعمت صفحة “آسفين ياريس” عدو الأمس الذي صار بحكم تحول الأحداث صديقا ولو صديقا مؤقتا، فنجد أن الصفحة ساندت واقف القوى السياسية الثورية ضد الاخوان مثل موقف جبهة الانقاذ الذي قاطع الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس مرسي، والتظاهرات السياسية أمام مقار الإخوان. وأيدت الصفحة دعوة محمد أبوحامد – القيادي السابق في حزب المصريين الأحرار- إلى محاصرة القصر الرئاسي والاعتصام أمامه حتى يتراجع مرسي عن قراره عودة مجلس الشعب للانعقاد رغم صدور حكم قضائي دستوري بحله.
واعلت الصفحة رفضها استدعاء نشطاء مصريين – كانوا يمثلون هدفاً لهجمات الصفحة في الماضي – منهم احمد دومة ونوارة نجم وحازم عبدالعظيم من قبل النيابة للتحقيق معهم بتهمة التحريض على أحداث المقطم الأخيرة. وعلى نفس الخط، دعمت الصفحة الاعلامي الساخر باسم يوسف في مواجهة استدعاءه للنيابة رغم أن باسم يوسف اشتهر بمعارضته العنيفة لنظام مبارك وسخريته من رجاله خلال الثورة والفترة التي اعقبتها. ولكن الصحفة استغلت التحقيق مع الإعلامي الساخر للتأكيد أنه “في الوقت الذي يحاكم فيه إعلاميين بتهمة اهانة مرسي فمن العدل ان يحاكم كل من أهان الرئيس مبارك ونال من عرضه وشرفه العسكري”.
بالنسبة للقضايا المتعلقة بمبارك – والتي تراجع حيزها من الصفحة خلال الأشهر الأخيرة – فنجد أن “أنا أسف يا ريس” تبنت دعوة بعودة صور مبارك على المنشأت المصرية في الشوارع وهو الأمر الذي تأرجح فيه القضاء في السابق بين قرار بأزالة اسم وصور مبارك من فوق المنشأت العامة وقرار أخر بعدم قانونية إزالة اسمه وصوره.
ويلاحظ أن صفحة” آسفين ياريس” لم تتبن مطلقاُ حملة لعودة مبارك للحكم رغم مساندتهم المستميتة للرئيس السابق إلى حد وصف ادمن الصفحة دعوات عودة مبارك للحكم بالهزلية وغير المنطقية خاصة وأن الرئيس السابق لن يقبل العودة للحكم على حد قوله بعدما أكد في احد خطاباته اثناء الثورة أنه لن يترشح مرة اخرى. وفي هذا السياق، لم تتعاط الصفحة مع حكم المحكمة الصادرة في أول ابريل الجاري والذي يقضي بعدم أحقيته في العودة للحكم مرة اخرى.
* دراسة أعدتها مريم عيسى- باحثة سياسية وصحفية مصرية متخصصة في مواقع التواصل الاجتماعي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.