لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم، بينهم طفل في الثامنة من العمر، وأصيب ما لا يقل عن 144 آخرون بجراح، وفق آخر حصيلة لتفجيرات استهدفت ماراثون بوسطن، الاثنين، وصفتها الإدارة الأمريكية بأنها “عمل إرهابي”. وذكرت مصادر طبية أن 17 جريحاً على الأقل بحالة حرجة في التفجيرات التي صممت قنابلها لنثر شظايا بمساحة واسعة لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا. وأشار جيمس برينان، صاحب محل لبيع الحلوى بالقرب من موقع التفجيرات إلى “أن بركاً من الدماء ملأت المكان” . وكان ستيف سيلفا، المراسل الرياضي لموقع Boston.com يعمل على تغطية عبور المتسابقين خط النهاية عندما بقيت كاميرته لتصور الانفجارين المتتاليين، وبدأ بالتغريد على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، لوصف ما حدث على أرض الواقع قائلا: “الناس يشعرون بالخوف والرعب مثلما حصل في أحداث سبتمبر/أيلول والتسونامي”، ووصف المكان ب”ساحة معركة”، وبأن “الدماء انتشرت في كل مكان.” وقال مصدر مسؤول في البيت الأبيض إن استخدام أكثر من متفجرة في الهجوم الذي استهدف ماراثون بوسطن الاثنين يدل بوضوح على وجود “عمل إرهابي.” وذكر مصدر أمني أن الشرطة تبحث عن شخص داكن البشرة يتحدث ربما بلكنة أجنبية، بينما ذكر محلل أمني أن التصميم البسيط للقنابل وتوقيت تفجيرها مع اقتراب نهاية السباق يطرح الكثير من الأسئلة حول طبيعتها والهدف منها. وقال المحلل الأمني الذي تحدث إلى CNN طالبا عدم ذكر اسمه، إن توقيت الانفجارات يلفت الانتباه، خاصة وأنها جاءت مع نهاية السباق الذي استمر لأكثر من أربع ساعات، ما يعني أنها لم تكن مصممة لإحداث قدر كبير من الضرر. وتابع المحلل الأمني قائلا: “الأمر يثير التساؤلات.. لماذا لم تقع الانفجارات في ساعة الذروة أثناء احتشاد الجمهور عند خط النهاية لرؤية الفائزين؟ لكن الأمر قد يعني أن المنفذين لم يتمكنوا من الوصول إلى المنطقة في الوقت المحدد.” ولفت المحلل إلى أن واقع وجود أكثر من قنبلة غير منفجرة يكشف أن تصميم القنابل كان “بدائيا”، أو أن خطة تفجيرها فشلت، خاصة مع انهيار شبكة الاتصالات الخلوية بعد لحظات من الانفجار الأول، ما قد عطل ربما إمكانية استخدام الهواتف الجوالة كصواعق تفجير. ورجح المحلل أن يكون مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI قد بدأ بمراجعة كاميرات المراقبة في المنطقة ومسح الاتصالات الواردة عبر أبراج الاتصال في المنطقة، إلى جانب تفحص القنابل غير المنفجرة للبحث عن بصمات أو دلائل تصميمية تدل على هوية المنفذين. وفي سياق متصل، قال خبير في شؤون مكافحة الإرهاب لCNN إن الأطباء في مستشفيات بوسطن ينتزعون شظايا معدنية من الجرحى في غرف الطوارئ، ما يعني أن القنابل المستخدمة صممت لتنثر الكثير من الشظايا، مضيفا أن عشرة جرحى على الأقل خسروا أطرافهم جراء الانفجار. وعلمت CNN أن الشرطة في بوسطن تبحث عن رجل أسمر اللون أو داكن البشرة يضع على ظهره حقيبة سوداء، مع إمكانية أن يكون أجنبي الجنسية أو يتحدث بلكنة أجنبية، وقد حاول هذا الرجل الدخول إلى منطقة محظورة قبل خمس دقائق من الانفجار، ولكن رجال الأمن منعوه. وقال الرئيس الأمريكي أوباما، في لقاء الصحفين بالبيت الأبيض بشكل مقتضب: “نتابع مواكبة الوضع، وقد وجهت طاقة الحكومة ومواردها لحماية الناس وزيادة الأمن حول الولاياتالمتحدة والتحقيق لمعرفة ما يجري.. ليس لدينا كل الأجوبة بعد، ولكن نعرف أن هناك العديد من الجرحى، وبعضهم حالته خطرة.” وتقدم أوباما بالتعازي لأسر الضحايا، مشيرا إلى أنه أخطر قادة الكونغرس من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، مضيفا: “لا نعرف من يقف خلف هذا الهجوم ولا يجب التكهن المسبق حول ذلك، ولكننا سنعرف من الفاعل، وكل من هو مسؤول – من أشخاص أو مجموعات – سيشعر بقوة وطأة العدالة.” وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند “تضامن بلاده الكامل مع السلطات والشعب الأميركيين” بعد تفجيرات بوسطن. وأبدى في بيان “تأثره البالغ”، قائلا: “في هذه الظروف المأساوية، يقدم رئيس الدولة تعازيه لعائلات الضحايا ويبدي تضامن فرنسا الكامل مع السلطات والشعب الأميركيين”.