اعتقلت قوات الأمن الأمريكية المشتبه به الثاني في تفجيري بوسطن بعد محاصرته في إحدى ضواحي بلدة ووتر تاون في بوسطن. وقال مراسل بي بي سي في واشنطن لقمان أحمد إن المشتبه به جوهر تسارنايف البالغ من العمر 19 عاما كان مختبئا في قارب خلف أحد المنازل. وأعلنت الشرطة في مؤتمر صحفي أن المشتبه به نُقل إلى المستشفى ووصفت حالته بأنها خطيرة. ونقلت وكالة اسوشيتدبرس عن مسؤول أمني قوله إن المشتبه به كان مضرجا بالدماء أثناء اعتقاله. وقالت الشرطة إن قوات الأمن توجهت إلى مكان اختباء تسارنايف بعد أن اتصل أحد سكان بلدة ووتر تاون بالطوارئ قائلا إنه شاهد آثار دماء خلف منزل. وكانت أصوات إطلاق النار قد سمعت في وقت سابق في البلدة. وتجمع حشد من المواطنين قرب الموقع الذي اعتقل فيه تسارنايف وهللوا بعد أن سقط في قبضة قوات الأمن. بدون أجوبة وعقب الإعلان عن اعتقال تسارنايف، أدلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما ببيان أشاد فيه بمجهودات قوات الأمن مؤكدا في الوقت ذاته أن هناك “الكثير من الاسئلة بدون أجوبة” في هذه القضية. وقال أوباما “من الواضح الليلة أن أسئلة كثيرة لا تزال بلا إجابة، من بينها: لماذا هذان الشابان اللذان نشآ ودرسا هنا كجزء من مجتمعنا وبلدنا يلجآن لمثل هذا العنف؟ كيف خططا ونفذا هذه الهجمات وهل حصلا على اي مساعدة؟”. وأقر أوباما بأن الأسبوع الماضي “كان اسبوعا صعبا” مشيرا إلى أن منفذي الاعتداء الذي أوقع ثلاثة قتلى وأكثر من 170 جريحا الاثنين الماضي قد فشلا لأن الأمريكيين “يرفضون ان يتعرضوا للارهاب”. “انتصرت العدالة” وذكرت شرطة بوسطن في تغريدة على موقع تويتر ” اعتقل! المطاردة انتهت. البحث انتهى. الإرهاب انتهى وانتصرت العدالة. المشتبه به في قبضة الشرطة”. وحلقت مروحيات الشرطة فوق بلدة ووتر تاون كما شوهدت سيارات الاسعاف مصطفة أمام منزل في شارع فرانكلين. وذكرت وسائل إعلام محلية أن عملية الاعتقال سبقها سماع دوي 15 انفجارا يعتقد أنها قنابل صوتية. ونجح جوهر تسارنايف الذي يدرس في إحدى الكليات في الفرار على الأقدام في أعقاب تبادل إطلاق النار مع الشرطة لكن أخاه تامرلان تسارنايف (26) عاما قتل في العملية في وقت مبكر من الجمعة. والمشتبه بهما من أصل شيشاني وقد انتقلا للعيش في الولاياتالمتحدة منذ نحو 10 سنوات. وبدأت عملية المطاردة بعدما عرض مكتب التحقيقات الفيدرالي صورتي المشتبه بهما. وخطف الأخوان سيارة بعد تهديد سائقها بالسلاح لكنهما أفرجا عنه لاحقا. وطاردت الشرطة المشتبه بهما الذين ألقيا قنابل عليها ثم تبادلا النار معها، ما أدى إلى إصابة ضابط بجروح خطيرة. وكان الشقيقان يقيمان في مدينة كمبريج بولاية ماساشوسيتس، التي تحوي جامعة هارفارد الشهيرة، ويعتقد انهما قدما الى الولاياتالمتحدة في عام 2001. وتتضارب المعلومات حول الطريق الذي سلكاه للوصول الى أمريكا. فالشقيقان تسارنايف شيشانيان من منطقة القوقاز المضطربة في روسيا. وكشفت الصفحة الخاصة بجوهر تسارنايف في موقع (VKontakte) الروسي للتواصل الاجتماعي انه تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة بجمهورية داغستان المجاورة للشيشان، التي كانت أسرته قد وصلتها قادمة من وطنها في اواخر تسعينيات القرن الماضي. وقد ولد جوهر في داغستان، اما شقيقه الاكبر تمرلان فقد عاش في الشيشان في اوائل التسعينيات قبل ان تفر الأسرة ابان الحرب الشيشانية الاولى. ووصلت الأسرة الى الولاياتالمتحدة عام 2001، الا ان والد الشقيقين عاد بعد ذلك الى داغستان. وقال الوالد انزور تسارنايف لبي بي سي إن ولده الاصغر جوهر كان يحلم بأن يصبح جراحا للدماغ والاعصاب، وعبر عن اعتقاده بأن وكالات المخابرات قد خدعت ولديه. وعلمت بي بي سي ان جوهر كان من طلاب مدرسة رينج في كمبريج، وانه حصل في عام 2011 على زمالة تمنح عادة للطلبة الواعدين الذين يرغبون في اتمام دراستهم. اما تامرلان، فقد كان طالبا في كلية بنكر هيل في بوسطن كما كان يهوى الملاكمة. وكان تامرلان يطمح بالمشاركة في فريق الملاكمة الاولمبي الامريكي وبأن يصبح مواطنا امريكيا. ونقل عن تامرلان قوله إنه يفضل ان يمثل الولاياتالمتحدة رياضيا وليس روسيا. وتقول وكالة ريا نوفوستي الروسية للانباء إن “دعاية متطرفة” عثر عليها في الحساب العائد لتمرلان على موقع يو تيوب.