جامعة وادي النيل تعفي أبناء الشهداء والمتفوقين من المصروفات الدراسية    تدشين أجهزة مركز عمليات الطوارئ بالمركز وعدد من الولايات    ترمب .. منعت نشوب حرب بين مصر و إثيوبيا بسبب سد النهضة الإثيوبي    استشهاد أمين عام حكومة ولاية شمال دارفور وزوجته إثر استهداف منزلهما بمسيرة استراتيجية من المليشيا    المفوض العام للعون الإنساني وواليا شمال وغرب كردفان يتفقدون معسكرات النزوح بالأبيض    الارصاد تحذر من هطول أمطار غزيرة بعدد من الولايات    وزارة الطاقة تدعم تأهيل المنشآت الشبابية والرياضية بمحلية الخرطوم    "رسوم التأشيرة" تربك السوق الأميركي.. والبيت الأبيض يوضح    مياه الخرطوم تطلق حملة"الفاتورة"    إدانة إفريقية لحادثة الفاشر    دعوات لإنهاء أزمة التأشيرات للطلاب السودانيين في مصر    د. معاوية البخاري يكتب: ماذا فعل مرتزقة الدعم السريع في السودان؟    الاجتماع التقليدي الفني: الهلال باللون باللون الأزرق، و جاموس باللون الأحمر الكامل    يا ريجي جر الخمسين وأسعد هلال الملايين    الشعبية كسلا تكسب الثنائي مسامح وابو قيد    ليفربول يعبر إيفرتون ويتصدر الدوري الإنجليزي بالعلامة الكاملة    الأهلي مدني يبدأ مشواره بالكونفدرالية بانتصار على النجم الساحلي التونسي    شاهد بالصور.. المودل السودانية الحسناء هديل إسماعيل تعود لإثارة الجدل وتستعرض جمالها بإطلالة مثيرة وملفتة وساخرون: (عاوزة تورينا الشعر ولا حاجة تانية)    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تغطية الصحف لهجوم الجبهة الثوريةعلي أم روابه
نشر في حريات يوم 11 - 05 - 2013

يتفق خبراء الصحافة والإعلام علي ان التغطية المتوازنة للأحداث هي التي تعطي هذه الأحداث صدقية وتوصل الي قاريء الصحف ,او مشاهد للتلفزيون ,او مستمع للراديو الحقيقة كاملة من كل جوانبها دون إنحياز لوجهة نظر دون اخري , وعلي ذلك توصف الصحف المستقلة بأنها التي تعطي الرأي والرأي والاخرالحيز نفسه من مساحة النشر ومكانها,ولكن في الصحافة السودانية الراهنة الأمر مختلف جدا حيث لايعمل المسئولون عن سياسات تحريرها بهذه الثوابت , وذلك اما لجهلهم بابجديات العمل الصحفي ,او ان معظمهم كانوا اخوانا سابقون يؤيدون النظام منذ بداياته وهو الذي اختارهم ليكونوا رؤساء لتحريرهذه الصحف ,وعندما اختلفوا معه لم يكن خلافهم خلافا ايديولوجيا علي فلسفة الحكم ,وإنما كان خلاف مصالح في ظل صراعات السلطة ,ومع ذلك هم شديدوا التمسكك بمواقعهم التي تتيح لهم بعض فتات الموائد الكبيرة.بالطبع لاينفي ذلك وجود صحفيين وطنيين معارضين لهذا النظام ويعملون ما في وسعهم لفضحه يوميا وإظهار ممارساته للناس ,وبعض هؤلاء داخل هذه الصحف وفي اجهزة الإعلام ولكن حيلتهم الصحفية قليلة ,فهم منفذون فقط لسيا سات من هم اعلي منهم مرتبة , واذا اجلت البصر الي قيادا ت هذه الصحف تجد عددا كبيرا منهم كانوا كادرا في النظام أو انتهازيون مدربون علي تأييد الأنظمة العسكرية كنموذجي البلال الطيب ,ومحي الدين تيتاوي وغيرهم .
ونظرة الي الشروط الصعبة التي تصاحب اختيار رئيس تحرير ما, وكيف ان جهاز الامن وقصر الرئاسة هما اللذان يستمزجان هذا الصحافي من ذاك , لعرفنا كم من الصعب علي الصحف التي نعنيها ان تغرد خارج عش النظام, اما الفئة الثانية التي لاتعاف الأكل علي كل الموائد , ونعني الإنتهازيون وهو ماتزخر بهم الساحة الصحافية حاليا , فهي تنتظر تلقي الاشارة , ومستعدة للركوع حتي بروز العجيزة اليس المال هو عصي النظام السحرية؟ إن تتبع الخط البياني التحريري لهذه الصحف صعودا ونزولا يقودنا الي ان حركتها تبدا من المعارضة "الرحيمة" لممارسات النظام , وتنتهي بالمعارضة نفسها في الشكل وليس المضمون, اي ليس في مقدور اي صحيفة مثلا ان تتحدث عن عدم شرعية هذا النظام صراحة لأنه اتي عن طريق إنقلاب عسكري بعد مضي مايقارب نصف قرن من الزمان,او إن الانتخابات المزورة لاتضفي عليه شرعية مهما تبجح وادعي ذلك, قد يقول قائل يكفي تدخل الأمن في عملية تحرير الصحف عبر الرقابتين القبلية والبعدية , ويكفي ان جبروته يصل الي د رجة منع الصحفيين من الكتابة ,بل خلعهم عن وظائفهم. ولكن في المقابل ايضا يكفي ان الأمن نفسه هو الذي ينشىء هذه الصحف ويرسملها ويختار رؤساء تحريرها , ويرسم لها خطها السياسي الذي هو خطه وهو ايضا الذي ينقذ الصحف الفاشلة بضخ الأموال في ماكيناتها مموها ذلك بشركات تنسب الي رجال اعمال غامضون يديرون اعماله ويظهرون في مجالس اداراتها كأنهم مستقلون ,ولطالما فوجؤنا بصحف تظهر كالفطر لايقرؤها احد ومع ذلك فهي لاتغيب عن الصدور .
كانت هذه المقدمة ضرورية للموضوع الذي نحن بصدده وهو تغطية هذه الصحف لهجوم الجبهه الثورية علي مدينة ام روابة , ومن قبل ذلك إحتلال الجيش الشعبي لأبار النفط في هجليج كأثبات لعدم استقلاليتها ووقوعها في خانة وجهة نظر النظام , ولن يقتنع المرء بحجة ان من المستحيل تسجيل رأي المعارضة المسلحة في وجود الرقابة المشددة التي يفرضها النظام علي كل الصحف , وتبني وجهة نظر السلطة في مثل هذه الاحداث يجعلها شريكة في جرائمه عندما تقدم للقراء أكاذيب الصوارمي بكونها الحقيقة الوحيدة لماحدث في مدينتي ام روابة وابو كرشولا اوغيرهما, وفي الوقت نفسه تهمل تماما وجهة نظر الجبهة الثورية حول ماجري , وخلال متابعتي للتغطية الصحفية لهذا الحدث لم اعثر علي مفردات مثل ,زعم ,أو ادعي او ما أسماه تلك المفردات التي تبقي الصحيفة محايدة تجاه هذا الحدث.
وكنماذج لهذا السقوط الصحفي نبدأ بجزء من تغطية صحيفة المجهر السياسي 15 /4/2013 والذي كان كالأتي
و"استبسلت قوات الإحتياطي المركزي رغم العدد الكبير من المتمردين إلا أن المتمردين تسللوا من الشرق بعدد (10) عربات داخل المدينة ليبسطوا سيطرتهم عليها، متخذين المواطنين دروعاً بشرية للحيلولة دون التعامل معهم بالطيران، وتمت تصفية قيادات من مواطني المدينة بالانتقاء حيث قتل المتمردون (35) شهيداً من أعيان المدينة (3) منهم ذبحوا أمام الأهالي مما أثار الرعب في أوساطهم وخرجت مجموعات كبيرة من الأهالي هروباً من التمرد حيث وصلت مساء أمس نحو (75) أسرة لقرية "الرحمانية". وأفاد شهود عيان في اتصال ب(المجهر) أن (7) نساء لقين مصرعهن و(10) أطفال ماتوا عطشاً ولا يزال (150) في عداد المفقودين من الرجال والنساء."او اؤلئك الذين قضوا
شهود عيان لينقلوا ماجري وهو ذبح 35 شهيداً من أعيان المدينة والصق الخبر صفة الشهداء عليهم مما يبعد الصحيفة عن الحيادية المطلوبة, وربما يكون كل ذلك صحيحا ولكن كان من واجب الصحيفة مهنيا ان تحمل كل هذه المعلومات وتطرحها علي قيادات الجبهه ليردوا عليها حتي تكتمل الصورة بالنسبة للقارىء والذي تقع عليه حرية إختيار اي من الرواتين صائبة وايهما كاذبة,؟ اما ان يمضي الخبر حتي نهايته يحمل رأي الحكومة دون ان نسمع رأي الطرف الاخر فذلك إنحياز واضح لرواية واحدة دون ا ن تقابلها الرواية الأخري, كما وصفت الصحيفة الذين قاموا بالهجوم بالمتمردين ولم تقل الثوار ,وهناك فرق بين المتمرد والثائر , وكذا كان يفعل نظام الفريق ابرهيم عبود حينما كان يسمي الثوار الجنوبيين الخوارج ,وهل ثمة ما يدعو الصحفي ان يوصف من مات من جنود الحكومة بالشهيد , ويمنع ا لصفة نفسها عن الثائر الذي يموت من اجل قضية, إن استخدام صفة الشهيد كانت تمنح طوال تاريخ الحركة الوطنية للذين ماتوا في سبيل استقلال السودان ,اوسجون الانظمة الديكتاتورية , ولكنها في نظام الانقاذ تسبغ كتمييز ديني بأعتبار ان من يموت من الطرف الاخر هو كافرلايؤمن بالله وليس بالنظام ,ومن يموت من المجاهدين مكانه الجنة والحسان الحور.
ولنقرا صحيفة الوطن "المستقلة" 15 /4/2013 ماذا كتبت
"اعلنت القوات المسلحة سيطرتها على الأوضاع بمدينة أم روابة بولاية شمال كردفان بعدالاعتداء الآثم الذي تعرضت له المدينة من فلول مايسمى بالجبهة الثورية ،وتمكنتالقوات المسلحة من احتواء الموقف وترتيب الأوضاع الأمنية بعد أن تراجعت فلولالمتمردين المنهزمين. "
ان استخدام مفردات ك "الآثم ", و"الفلول ",و"المنهزمين "في الخبر يوضح بجلاء تأييد الصحيفة للحكومة , بل هو تبرع منها دون ان يطلب منها احد ذلك ,كان من المتاح الإتصال بأي مسئول في الجبهة الثورية لسماع روايته عما جري في المنطقتين ولكن الصحيفة اختارت جانب الحكومة مما يؤكد ماذهبنا اليه من السلطة وراء تمويل هذه الصحف ان بالمساعدات المالية المباشرة او الإعلان ذلك السلاح الذي يروض الصحف التي تحاول الخروج عن النص , صحيفة الإنتباهة خاضت في الموضوع بدورها وان كان خوضها معهودا عندما تتناول موضوعات متعلقة بالمعارضة والعمل المسلح , فهي تخالف الصحف الأخري في تناولها بزيادة جرعات التطرف والتهويل و لنظر كيف عالجت الموضوع
" عاد الهدوء يوم أمس إلى مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان بعد الاعتداء عليها من قِبل الجبهة الثورية وبسطت القوات المسلحة سيطرتها على المنطقة بعد أن دحرت المعتدين جنوبًا، وتم القبض على بعض "الطابور الخامس بالمدينة،" فيما سرت شائعة قوية نهار أمس عن اقتراب المتمردين من مدينة الأبيض، لكن سرعان ما تم نفيها من قبل حكومة شمال كردفان، في وقت شنَّت فيه مجموعة من الجبهة الثورية اعتداء فجر أمس على مدينة المجلد بولاية جنوب كردفان، وتصدَّت لهم الأجهزة الأمنية دون حدوث خسائر كبيرة وسط المواطنين بالمدينة، وفي ذات الأثناء اتهمت الحكومة إسرائيل بالتورط في الاعتداء على أم روابة، لإجهاض ما تم من سلام."لم تكتف الإنتباهة بنقل الصورة المشوهة للحادث بل ركزت علي اتهامات الحكومة بأن إسرائيل كانت وراء الهجوم
اما اخر لحظة فقد سارت بدورها علي خطي إعلام السلطة وكانت سباقة دائما في نشر هذا النوع من الأخبار المضللة مكملة للشحن النفسي الذي استهدفت به الحكومة الموطنين
وقد تخللت تغطية كل الصحف ماعدا صحيفتي الايام والميدان حمولات عنصرية كادت ان تقول ان مثل هذه الهجمات لايقوم بها الإ ذوي البشرة السودا,ء والخطاب نفسه استخدمته السلطة حينما اشاعت بين الناس ان الغّرابة يريدون حكم اولاد العرب.
كتبت اخر لحظة الاتي
"هاجم متمردو الجبهة الثورية، أمس عدة مدن بولاية شمال كردفان، وقتلوا تسعة من أفراد الشرطة وثلاثة مواطنين بأم روابة وأحرقوا محطتي الكهرباء والمياه وبرج الاتصالات ونهبوا المصارف والمتاجر قبل أن يفروا منها، حيث طاردتهم القوات المسلحة وكبدته خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.وشهد القصر الجمهوري اجتماعاً طارئاً برئاسة الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية بحث فيه المجتمعون تداعيات الهجوم الغادر للجبهة الثورية.وأدانت رئاسة الجمهورية الاعتداء على على الولاية، وقال د . أحمد بلال عثمان وزير الإعلام للصحفيين إن المعتدين روعوا الأبرياء ونهبوا ممتلكات المواطنين وقاموا بتخريب المنشآت والمشروعات التنموية، مشيراً إلى استشهاد تسعة من أفراد الشرطة وثلاثة من المواطنين، وأكدت رئاسة الجمهورية في بيان لها أمس قدرة القوات المسلحة على التصدي لكافة المؤامرات التي تحاول النيل من كرامة الأمة السودانية وسيادة الوطن، ودعا البيان المواطنين للوقوف خلف القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لحسم الاعتداءات. وتستمر الصحيفة في تضليلها
» وتصدت لهم القوات المسلحة وكبدتهم خسائر في الأرواح والعتاد، غير أنهم واصلوا تقدمهم من أجل إحداث أقصى ما يستطيعون من تخريب فنهبوا قرية «الله كريم» ومن ثم انطلقوا نحو مدينة «أم روابة» التي دخلوها فجر أمس، وأوضحت مصادر عليمة أنهم دخلوا المدينة عبر ثلاثة محاور يمتطون عدد من العربات ذات دفع رباعي وأطلقوا نيراناً كثيفة ودمروا برج الاتصالات وبرج القضاء ومحطتي المياه والكهرباء ونهبوا البنوك وممتلكات المواطنين والمتاجر واستشهد تسعة من أفراد الشرطة وثلاثة من المواطنين، واغلقوا طريق «الأبيض- كوستي» قبل أن يفروا من المدينة عند الساعة الحادية عشرة صباحاً، حيث طاردتهم القوات المسلحة والحقت بهم خسائر فادحة. ووصل ميرغني زاكي الدين والي شمال كردفان مساء أمس إلى أم روابة ووقف على حجم العدوان والخسائر التي لحقت بالمواطنين، وقال الوالي الذي خاطب مجاهدي الدفاع الشعبي بالأبيض إن ولايته ظلت ترصد وتتابع تحركات متمردي الجبهة الثورية في مناطق أبوكرشولا وجبل الداير، مؤكداً استعداد المجاهدين لحسم متمردي الجبهة الثورية. وقال زاكي الدين إن المتمردين دخلوا حدود الولاية بغرض قطع الطريق القومي وهاجموا إدارية السميح واعتدوا على خلاوى الشيخ محمد عبد الله وأصابوا عدداً من طلاب الخلاوى، موضحاً أن المتمردين تلقوا معلومات من الطابور الخامس بخلو أم روابة من الجيش والشرطة، إذ تحركوا نحو المدينة واستهدفوا محطة الكهرباء وتصدت لهم قوات الاحتياطي المركزي واحتسبت «4» شهداء من أفرادها وانسحبت القوة المهاجمة إلى منطقة العباسية الحكومي هو اعادة للشعارات القديمة التي رفعتها السلطة عندما اتهمت معارضيها بالعلمانية التي اضيفت لمشجب الشيوعية والموقف هنا يصبح هنا اشبه بمثل التاجر المفلس الذي يراجع دفاتره القديمة علها تنقذه مما هو فيه.
وتمضي الصحافة في إنحيازها فتنقل لنا ما أسمته استنكار مواطني شمال كردفان للهجوم انظر كل مواطني كردفان وليس بعضهم ,غير ان الصحيفة لم تقل لنا واين التقت هؤلاء المواطنين ,وكان من الممكن ان نصدقها اذا كانت نشرت بيانات لمنظمات تمثل هؤلاء المواطنين الأشباح.
(واستنكر مواطنو شمال كردفان الهجوم الغادر للجبهة الثورية وقالوا إن الاعتداء يهدف لإيقاف عجلة التنمية وفرض واقع جديد لهذه القوة المتمردة، مشيرين إلى أن فلول المعتدين فروا هاربين يجر جون أذيال الهزيمة، وأكدوا عودة الحياة إلى طبيعتها بأم روابة، وأن القوات المسلحة وقوات الشرطة تطارد المعتدين في مناطق جبل الداير.)
اما جريدة الصحافة الذي خلعت سلطات الامن رئيس تحريرها جاء فيها الاتي
أعلنت القوات المسلحة سيطرتها علي الاوضاع بمدينة ام روابة بولاية شمال كردفان بعد الاعتداء الذي تعرضت له المدينة من قوات الجبهة الثورية، وأكدت احتواء موقف وترتيب الأوضاع الأمنية بعد أن تراجعت فلول المتمردين المنهزمين
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العقيد الصوارمي خالد سعد، في بيان ان الجيش تمكن من حسم الموقف بمدينة أم روابة ،والتي عاث فيها مرتزقة ومتمردو ما يسمى بالجبهة الثورية فساداً تمثل في تدمير بعض المنشآت الحيوية في المدينة ونهب ممتلكاتالمواطنين
في تصرفات لا تمت للأخلاق السودانية الفاضلة بصلة
وأكد الصوارمي ان القوات المسلحة تمكنت من احتواء الموقف وترتيب الأوضاع الأمنية، وما زالت تواصل مطاردتها لفلول المتمردين الذين تفرقوا في اتجاهات مختلفة، وستعمل القوات المسلحة على نظافة وتمشيط المنطقة لإخراج المتمردين وإشاعة الأمن والإستقرار في كل المناطق وحتي نستمر في استعراض التغطية المنحازة للحكومة
تكتب السوداني صحيفة حزب المؤتمرغير الرسمية فتقول
" وصف النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه الهجوم الذي نفذه متمردو الجبهة الثورية على مدينة أم روبة بولاية شمال كردفان يوم السبت بالبائس، وأدان نهب ممتلكات المواطنين وتعرض القوات المتمردة للمدنيين العزل والأبرياء.وقال طه لدى مخاطبته المؤتمر العام الرابع لهيئة علماء السودان "مهما بدرت من امحاولات كالتي حدثت اليوم فإنهم لن ينالوا منا إلا مزيداً من الثبات والإصرار والإيمان بالله والتمسك بدينه ونهجه حتى ترتد هجماتهم".ودعا العلماء للعمل على جمع الكلمة ووحدة الصف بين أبناء الأمة، مؤكداً أن ما يخطه العلماء من اجتهادات وفقه سياسات شرعية سيكون دليلاً نُقوم به أجهزة الدولة مهما طال المسير على دين الله ونهجه وتحكيم شرائعه.
وكعادة النظام تم تحويل الهجوم الي قضية دينية عندما استعين بعلماء السلطة الذين قرروا ان المهاجمين هم عناصر خارجة عن الملة, انظر تعبيرهم " ان ماحدث لن يزيدنا إلا تمسكا بدين الله "كأنما المهاجمين هدفوا من هجومهم دين الله ولم يكن هدفهم سلطة حزب المؤتمر الوطني
تجاهلت كل الصحف البيانات والتصريحات التي صدرت من قادة الجبهة الثورية تشرح فيها طبيعة الهجوم وتنفي كل ماذهب اليه اعلام السلطة وعليه اصبحت شريكا في تضليل الراي العام الذي عاني من هذه الافة مايقارب الربع قرن من الزمان هو عمر النظام.
وكما كتب الباحث عمر القاري
لماذا يريد إعلام الحكومة المنافق، ان يصور ضرب أم روابة كجريمة، ولا يذكر ضرب مدن وقرى جبال النوبة، والنيل الأزرق بالطائرات، والقضاء على ما بها من البشر والحيوانات، على انه جريمة ؟! لماذا صمت مؤيدو الحكومة عن قتل الآلاف من أهالي دارفور، وتشريدهم في معسكرات اللجوء والنزوح، وملاحقتهم بالاعتداء، واغتصاب النساء، داخل المعسكرات، وصاحوا الآن حين دخلت الجبهة الثورية أم روابة ؟! ونحن بدورنا نحيل هذه الاسئلة الي صحف السلطة التي لم نطالع فيها في اي وقت مضي اخبارا عن جرائم النظام في درافور وجنوبي كردفان والنيل الأزرق عجبي !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.