[email protected] دقي يا مزيكا, وارقصي يا دقون, وهزي يا افخاذ, وانتفخي يا اوداج, وتصاعدي يا زفرات, وتناثري يا ريالة, واقرعي يا طبول, وسيري يا قوافل, سيري, سيلي يا دموع, سيلي, فقد تم بالامس احتلال ام روابة وابوكرشولا. انفجرت حملة اعلامية ضخمة في الخرطوم اثر دخول قوات الفجر الجديد لمدينة ام روابة وابو كرشوم, فهاهو التلفاز القومي والصحف والاذاعة لا شغل لها غير تصوير وتضخيم احداث قالوا انها وقعت في ام روابة. قالوا ان الشيوخ قد ذبحوا, والزعامات المحلية في الميادين العامة قد اعدمت, والاطفال شردوا, والنساء اغتصبن, والمنشئات الحيوية قد دمرت, والمدارس والمستشفيات خربت, الاسواق نهبت, حتي الموبايلات والكاش من الجيوب اخذت. منذ ذلك اليوم عمت حملة استنفار, قرعت طبول الحرب, واصطفت مليشيات الدفاع الشعبي, ودغدغت الاعصاب, ونشروا الخوف والارهاب, وكثر التهديد والوعيد. قالوا ان اهل ام روابة جاعوا وينقصهم الدواء والماء. فسيرت الولايات قوافل ضخمة لا تنقطع تحمل القوت والدواء, من اقصي الشرق والشمال واواسط البلاد, والسكان هنا أكثر جوعا من هناك. يا الهي .. يا الهي .. رحمتك! ماذا حل بقومي؟ احداث ام روابة, كما ضخمتها وسائل اعلام النظام, وقعت خلال بضعة ساعات وانتهت بمجرد انسحاب قوي الفجر الجديد. لكن استغرب معي .. جرائم القتل والسحل والابادة والاغتصابات, والتعذيب وحرق القري بسكانها الآمنين, ومطاردة الابرياء والنازحين من ميادين المواجهات في اكواخهم, وضربهم بالطائرات بالصواريخ والغازات السامة, ومحاصرتهم وتضييق الخناق عليهم ومنع القوت والدواء عنهم, حتي عمت المجاعة وفتكت بمن فتكت بهم وصار من عاش يقتاد من صفق الاشجار بعد غليه. المشاهد اليوم في جبال النوبة والنيل الازرق تدمي القلوب, فكان ان ناشدت المنظمات الخيرية الانسانية ومجلس الامن سلطة الخرطوم بفك الحصار وتوصيل الغذاء والماء والدواء للسكان الآمنين. فكان رد الانقاذ ان اصدرت تعليماتها لمليشياتها … اضرب لتقتل… اضرب كل من يقترب لتقديم المساعدة… لا رحمة ولا رأفة بالابرياء .. العالم باجمعه, شماله وغربه, تأثر بالكارثة التي المت بسكان جبال النوبة والنيل الازرق. البشرية كلها بكت حين شاهدت افلام الفيديو علي اليوتوب ومنها شاهد الوصلة ادناه: هناك الآلاف من المدنيين من اطفال ونساء وشيوخ في كهوف جبال النوبة والنيل الازرق تعرضهم السلطة للتجويع وللامراض والفناء. انها كارثة إنسانية ضخمة قد خططت لها الانقاذ وتنفذها بصرامة غير مكترثة بصرخات الجوعي وانين الاطفال ومناشدات المنظمات الدولية. هذه كوارث هزت العالم.. وتتضاءل معها احداث ام روابة. انها سياسة التطهير العرقي, والاستعلاء, والازدراء. انها سياسة التوجه الحضاري الاسلامي!! فواسلاماه .. لقد اساء اليك هؤلاء الزنادقة الفجرة! ان كان احتلال احداث ام روابة قد استغرق بضعة ساعات فان مآسي الانقاذ عملية تتواصل عبر السنين, وان مات في ام روابة بضعة عشرات, فالانقاذ ابادت في دارفور لوحدها مئات الآلاف من البشر وشردت الملايين, وقتلت في الجنوب الملايين وشردت الملايين, والقتل تواصل في الشرق والشمال, ووسط طلاب الجامعات والتلاميذ. ان الانقاذ ببكائها علي احداث ام روابة تزرف دموع التماسيح. انها تنوي اخفاء الهزائم المتكررة التي تتعرض لها من قبل قوي الفجر الجديد, وعدم الرضي الذي اكتسح جنود وضباط القوات المسلحة السودانية, التي لا تبدي حماسا للمعارك التي تجرها لها السلطة المتسيطرة. احداث ام روابة هي صفر علي الشمال عندما تقارن بجرائم الانقاذ الفطيعة المتواصلة عبر السنين. يا الهي .. لماذا تريدنا الانقاذ السكوت عن جرائمها وندين قوات هبت لوضع حد للجبروت والظلم والطغيان والفساد والاذلال ومص الدماء؟ لقد دقت الساعة وهاهي قوات الفجر الجديد تسدد الضربات القاتلة والمتواصلة وغدا سيكتب النصر لنا ونشيد دولة السلام والعدل والمساواة والديموقراطية والرخاء والاستقرار.