أعلنت رئيسة تحرير صحيفة الميدان الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوداني، أمس الأحد، أن سلطات الأمن أوقفت الصحيفة عن الصدور . وقالت مديحة عبد الله "أرسلنا الصحيفة للمطبعة كالمعتاد وأبلغتنا المطبعة بأن لديهم توجيها من جهاز الأمن والمخابرات بعدم طباعة صحيفة الميدان نهائياً". وأضافت مديحة في حديث لفرانس برس "في ذات الوقت أعلمتنا الشركة الموزعة للصحيفة في مختلف مناطق السودان بأن جهاز الأمن أصدر لهم توجيهات بعدم توزيع الميدان". يأتي ذلك بعد أسبوعبين لتوجيهات نائب الرئيس السوداني على عثمان لجهاز الأمن بوقف الرقابة القبلية التي كان يفرضها على الصحف قبل ذهابها للمطبعة. وقالت مديحة لفرانس برس "كنا متوقفين عن إصدار النسخة الورقية منذ عام من جراء رقابة جهاز الأمن الذي يصادر أعداد الصحيفة من المطبعة. وبعد توجيه النائب الأول لرئيس الجمهورية سمح للمطبعة بالطباعة لنا، ولكن الأمر عاد وانتكس مرة أخرى". ويأتي ذلك في سياق حملة على الصحف الناقدة للبشير فيما أوردت (رويترز) حيث علقت السلطات صحفاً أخرى، فالميدان هي الصحيفة الثالثة التي تستهدفها السلطات في الأسابيع القليلة الماضية. ويضمن الدستور السوداني حرية الصحافة ولكن الأجهزة الأمنية ضيقت الخناق على وسائل الإعلام المستقلة، وحتى الموالية للحكومة إذا قامت بانتقادها. وقالت مديحة لرويترز: "هذه هي نهاية من الصحيفة المطبوعة،" مضيفة أن الصحيفة سوف تقدم نسختها الإلكترونية على الانترنت، كما ستقوم برفع دعوى قضائية ضد الحكومة. وكانت الميدان إحدى الصحف القليلة التي لا تزال تجرؤ على مهاجمة الرئيس عمر حسن البشير الذي واجه احتجاجات محدودة على التضخم المتزايد، كما واجه بعض المعارضة داخل النخبة الحاكمة. وكان جهاز الأمن منع صدور (الانتباهة) مؤقتاً في الأسبوع الماضي، وهي الصحيفة اليومية الأكثر توزيعاً في السودان، ويملكها خال البشير، بسبب نشرها تقريراً حول معركة الجيش ضد المتمردين في جنوب كردفان. وفي حين استأنفت الانتباهة صدورها يوم الجمعة، لا تزال صحيفة (المجهر السياسي) وهي ثاني أكبر صحيفة توزع يومياً، لا تزال غائبة عن أكشاك الجرائد. وقد أوقفت السلطات صدورها الأسبوع الماضي بعد أن انتقدت نداءات من بعض المسؤولين تحث البشير الذي يتولى السلطة منذ عام 1989، على أن يسعى لإعادة انتخابه في عام 2015. ويقول صحفيون إن جهاز الأمن يقوم في كثير من الأحيان بمنع توزيع طبعات كاملة من الصحف لإلحاق الخسائر المالية عليها عقاباً لها على التغطية الصحفية الناقدة. ويفيد تقرير منظمة مراسلون بلا حدود ومقرها باريس أن السودان جاء في المرتبة 170 من جملة 179 دولة وفق الترتيب التناولي للحريات الصحفية في عام 2012.