عبدالباقي الظافر [email protected] روى لي البروفيسور محمد إبراهيم الشوش أنه فوجئ بعد وصوله للدوحة ملحقاً إعلامياً أن درجته الوظيفية لا تتجاوز الخامسة.. وأنه كملحق إعلامي يعمل بميزانية محدودة وتفويض غير واضح المعالم.. حينما وصل الشوش إلى الكيفية التي تم إخطاره بانتهاء مهمته كادت دموعي أن تنهمر.. رئاسة وزارة الخارجية خاطبت السفير في الدوحة بضرورة إبلاغ المذكور أعلاه بضرورة الحضور للخرطوم بسبب انتهاء مهمته.. الشوش بكل بريقه ومجده الأدبي والعلمي أصبح عند وزارة الخارجية مجهولاً لا يستحسن تكرير اسمه في المخاطبات الرسمية. في نهاية الأسبوع المنصرم تحدث وزير الإعلام بصراحة زائدة.. دكتور أحمد بلال أكد أن الملحقين الإعلاميين لا يملكون ثمن الجرائد في محطاتهم الخارجية.. رغم هذا الاعتراف ستأتي قائمة جديدة من الملحقين لوزير الإعلام لابتعاثهم للعمل في الخارج.. وزارة الإعلام لا تمثل إلا دور حامل الأختام الرسمية.. اختيار الملحقين يتم عبر دوائر نافذة في الدولة. ربما تستغربون من ضالة الميزانيات التي لا تكفي حتى لشراء صحيفة لا يتجاوز ثمنها الدولار الواحد.. وظيفة الملحق أصلاً مصممة لإرضاء بعض كبار الموظفين.. مثلاً الدكتور خالد المبارك مازال في عاصمة الضباب ملحقاً إعلامياً لسنوات طويلة.. حينما كان المبارك أستاذاً في جامعة الخرطوم كان سفير السودان بلندن عبدالله الأزرق مجرد طالب جامعي.. بمعنى أن الحكومة تريد أن تكافئ المبارك على بعض الخدمات الجليلة التي أسداها للثورة.. أفضل مكان يفضله الأديب المبارك للإقامة عاصمة الضباب.. ليس بإمكانه أن ينافس في هذا العمر في سوق العمل البريطاني.. وبما أن دافع الضرائب السوداني يدفع فإن للمبارك أن يمدد رجليه مرتاحاً. حالة أخرى الأستاذ بكري ملاح كان مديراً للإعلام الخارجي لسنوات.. لوائح الخدمة اقتضت أن يذهب للمعاش.. المكافأة جاءت عبر ابتعاثه ملحقاً إعلامياً..أخوه في الله بابكر حنين ذهب للقاهرة ولم يتفاهم جيداً مع السفير الشاب كمال حسن علي.. على عجل تم تدبير ملحقية إعلامية بديلة للكادر ذي الوزن الحزبي بابكر حنين. ذات الخدمات تمتد لملحقيات أخرى منها على سبيل المثال الملحقية التجارية.. إذا ذهبت ل"أبوظبي" فستجد أن الملحقية التجارية تقيم في مبنى منفصل بسبب ترهل العدد.. رغم وجود ملحقيات تجارية في عدد من البلدان نجد وزير الاستثمار يشد الرحال مع كل صباح يوم لبلد جديد.. ولاة الولايات أصبحوا مثل المبعوثين الدوليين.. تجد الوالي كبر يوم في برلين والفريق الهادي عبدالله في مدريد والخضر في فيينا. رغم بوس حال الملحقين ورؤسائهم الدبلوماسيين إلا أن وزير خارجيتنا في آخر وصاياه طلب من سفرائنا المعتمدين في الخارج العمل بجهد لإعفاء ديون السودان الخارجية.. ربما (التقريط) على ممثلينا في الخارج ومنعهم حتى من حق الجرايد يأتي لإقناع العالم بأننا دولة فقيرة تستحق الإعفاء من الدَّين الخارجي. سيدي وزير الإعلام لا يكفي لطم الخدود وشق الجيوب.. اتخذ قراراً واستدعِ كل الملحقين ولا تمهر الكشف الجديد بتوقيعك. www.facebook.com/traseem