في الوقت الذي تواجه فيه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما غضبا متزايدا في الولاياتالمتحدة وفي الخارج بشأن برامج "برزم" للتجسس عبر الإنترنت وشبكات الهاتف بهدف إحباط أي تهديدات إرهابية، قال مسؤول استخباراتي أميركي بارز إنه من خطط لإنهاء هذا النظام. واتهم السناتور ديان فاينشتاين رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأميركي إدوارد سنودين الموظف السابق في وكالة الاستخبارات المركزية والذي يعمل متعاقدا في وكالة الأمن القومي الأميركي والذي سرب تفاصيل برنامج التجسس "بالخيانة" وقال إنه تجب محاكمته. وقد اختفى سنودين عن الأنظار في هونغ كونغ قبل حملة محتملة من جانب الحكومة الأميركية لإعادته للولايات المتحدة لمواجهة اتهامات. وقد أصدر مسؤولون في ألمانيا والاتحاد الأوروبي شكاوى صيغت بهدوء ولكن بنبرة حازمة بشأن برنامجين لوكالة الأمن القومي الأميركي يعملان على اعتراض الرسائل الأجنبية وأرقام الهواتف ورسائل البريد الإلكتروني والصور والفيديو ومواد الإنترنت التي تمر عبر مزودي الخدمة الأميركيين. وقد رفض وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تأكيد أو نفي وجود برنامج سري، للتعاون بين الاستخبارات البريطانية والأميركية، يسمح بالتجسس على الحسابات الشخصية للأفراد على الانترنت، وقال إن "كل المعلومات التي نحصل عليها من الولاياتالمتحدة بخصوص المواطنين البريطانيين تخضع للقواعد البريطانية بما في ذلك قوانين الاستخبارات وقوانين حقوق الإنسان وقواعد تنظيم التحقيقات". أما جوناثان شو الرئيس السابق للأمن الالكتروني بوزارة الدفاع البريطانية فقال إن "هناك حاجة ملحة للاستخبارات بأن تجري تحقيقاتها ونظام مراقبتها في الفضاء الإلكتروني تماما مثل العالم العادي ويجب أن نتعامل مع ذلك بنضج ولا نقلق بشأنه". صدمة وأثارت عمليات الكشف التي قام بها سنودين صدمة في شتى أنحاء واشنطن حيث دعا العديد من النواب يوم الاثنين إلى تسليمه ومحاكمتهبعد اهم عملية تسريب امني في تاريخ الولاياتالمتحدة. ولكن هناك بعض العلامات على أن موقف سنودين ضد التجسس الحكومي ودفاعه عن الحرية الشخصية لاقى صدى لدى بعض الأميريكين على الأقل. وتدفق المؤيدين لمساعدة سنودين على الإنترنت حيث قام أكثر من25 ألف شخص بالتوقيع على التماس على الانترنت يحث الرئيس باراك اوباما على العفو عن سنودين حتى قبل توجيه اتهامات له. وأدت محاولةمنفصلة على فيسبوك لجمع اموال للدفاع القانوني عن سنودين إلى جمع نحو ثمانية آلاف دولار خلال بضع ساعات فقط. وكان سنودين قد قال خلال مقابلة مصورة مع جارديان إنه قام بذلك العمل بدافع من ضميره لحماية "الحريات الأساسية للناس في شتى أنحاءالعالم." وقال إدوارد الذين كان ينزل في غرفة بفندق في هونغ كونغ إنه فكر طويلا ومليا قبل نشر تفاصيل برنامج لوكالة الأمن القومي الأمريكي يسمى بريزم قائلا إنه فعل ذلك لأنه شعر أن الولاياتالمتحدة تبني آلة تجسس سرية لا يمكن محاسبتها تتجسس على جميع الأمريكيين. وقال سنودين إنه قرر تسريب المعلومات بعد أن أصبح يشعر باستياء من الرئيس باراك اوباما الذي قال إنه واصل سياسات سلفه جورج دبليو.بوش. وقال سنودين لصحيفة غارديان التي بثت المقابلة على موقعها على الإنترنت "لا أريد أن أعيش في مجتمع يفعل أمورا من هذا النوع.. لا أريد أن أعيش في عالم يسجل فيه كل ماأفعله أو أقوله. هذا شيء لست مستعدا لأن أدعمه أو أعيش في ظله." وقال سنودين الذي قال إنه ترك صديقته في هاواي دون إبلاغها إلى أين هو ذاهب إنه يعرف المجازفة التي يقوم بها ولكنه يعتقد أن حجم العلانية التي حظي بها ما قام بالكشف عنه خلال الأيام القليلة الماضية يستحق ذلك. وقال "خوفي الأساسي من أن يلاحقوا عائلتي وأصدقائي وصديقتي .وأي شخص لي علاقة به.