هاجم المتحدث باسم رئاسة الوزراء في إثيوبيا، جيتاشو رضا، خطاب الرئيس محمد مرسي، الذي تحدث فيه عن بناء «سد النهضة»، واصفًا خطابه بأنه «غير مسؤول»، مشددًا على عزم إثيوبيا استكمال بناء المشروع كما هو مقرر له. ورفض «رضا»، في تصريحات خاصة لصحيفة «جارديان» البريطانية، الثلاثاء، الاستجابة لطلب القوى السياسية في مصر وقف العمل في بناء «سد النهضة» العملاق عبر نهر النيل، وجاء الرفض الإثيوبي بعد كلمة مرسي، التي قال فيها نصًا: «سندافع عن كل قطرة من مياه نهر النيل بالدماء، ولو نقصت قطرة واحدة فدماؤنا هي البديل». وتابع المتحدث باسم رئاسة الوزراء في إثيوبيا: «لن يستطع أي شيء أن يوقف بناء (سد النهضة)، ولا يوجد أي تهديد يقدر على وقفه، والمخاوف التي يُعبر عنها السياسيون المصريون لا يوجد لها أي أساس علمي»، حسب قوله. وأكد أن إثيوبيا ستمضي قدمًا في بناء المشروع، لأنها تؤمن بأنها «مسوغة» للقيام بذلك، مضيفًا أن حكومته لن تنفق نحو 4.5 مليار دولار لكي «تغيظ» مصر فحسب، معتبرًا أن تلك الأقاويل لا تستند إلى أساس علمي. بدوره قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، ل«راديو سوا» الأمريكي، إنه لا سبب للدخول في حرب، ولا سبب لقلق المصريين على نصيبهم من مياه النيل، وأضاف «نريد التأكيد للمصريين على أنهم سيستفيدون من السد أيضًا، لذا فنحن نسعى لتثبيت التعاون والصداقة والشراكة السلمية التي تربطنا، وهذا موقفنا الرسمي». وأكد «مفتي» أنه لا نية لإثيوبيا لوقف المشروع، لأنه سيجلب العديد من الفوائد لشعوب البلدين، قائلًا: «من المزايا حصول كل من مصر والسودان على طاقة نظيفة، وسيحد من مخاطر الفيضانات، وتعلمون أن السودان يعاني من هذه المشكلة، وسيحد من تراكم الطمي، لأن السد سينظم نسبة المياه، وهذه أبرز المزايا التي اكتشفتها اللجنة الدولية الخاصة بالمشروع». واتهم «مفتي» النخبة في مصر بتسويق قضية السد لمصالحها السياسية، قائلًا: «هناك من يريد إخفاء المشاكل الداخلية بتسليط الضوء على السد، وما استنتجته، الإثنين، من خلال المؤتمر في مصر، (في إشارة لمؤتمر الرئيس مرسي) هو أن الناس يتحدثون عن المصالحة بسبب السد، لكن ليس هناك سبب للقلق بسببه، لذا نرى أن هناك من يحاول تجنيد القضية لصالحه، ونعتقد أن النخبة السياسية تريد استغلال الوضع وتحويل تركيز المصريين عن مشاكلهم الأساسية».