* تناول الأخ (البونى) أمس فى عاموده ( حاطب ليل ) علمانية الرئيس التونسى المخلوع ( زين العابدين بن على) التى استغلها ابشع استغلال لاقناع العالم الغربى بتأييد نظام حكمه الدكتاتورى الفاشى فى مواجهة المد الاصولى الاسلامى الذى يهدد بابتلاع تونس، بل وكل العالم العربى خاصة فى المغرب العربى الذى يشهد منذ سنوات طويلة موجات من المد الشعبى الاسلامى تحاول جماعات الاسلام السياسى السيطرة عليها واستغلالها للاستيلاء على السلطة، ثم ( والحديث لى) الانفصال عنها واجهاض احلامها فى العيش الكريم كما حدث فى دول كثيرة !! *صحيح أن الانظمة الغربية، خاصة فرنسا، كان لها دور مؤثر فى دعم نظام الرئيس التونسى المخلوع باعتباره ترياقا ضد استيلاء الاصوليين الاسلاميين على السلطة، وهو الشئ نفسه الذى يحدث بشكل او بآخر فى دول أخرى، ولكن بالقدر نفسه فان العالم الغربى كان منذ وقت طويل ولا يزال، الداعم الرئيسى لسيطرة الاصولية الاسلامية على الحكم فى عدد من الدول العربية، بل أهمها على الاطلاق من حيث القوة الاقتصادية والدينية والتأثير السياسى على غيرها من دول المنطقة، ولا يمكن له ان يسمح ابدا لأى قوى اجتماعية وسياسية أخرى أن تقترب من كرسى السلطة مجرد اقتراب، دعك من الجلوس عليه ..!! * ليس ذلك فقط، بل ان الغرب ساهم بشكل رئيسى فى الماضى، خاصة بريطانيا، فى وصول الحركات الاصولية الاسلامية الى الحكم فى هذه البلاد والسيطرة عليها بدعم عسكرى وسياسى مباشر، بغرض انهاء اى دور للدولة التركية الموالية للألمان فى المنطقة العربية، ثم حلت الولاياتالمتحدة فيما بعد محل بريطانيا عندما أمسك الضعف بتلابيب الأخيرة، وذلك للسيطرة على الثروة البترولية الضخمة. * نفس الشئ فعلته فرنسا فى الربع الاخير من القرن العشرين عندما اسهمت بشكل مباشر فى سقوط نظام الشاه فى ايران وسيطرة نظام الآيات عليها، وذلك بتقديم المأوى والدعم المباشر للزعيم الايرانى آية الله روح الله الخمينى، باعتبار انها أى فرنسا كانت تتطلع، وقد نجحت فى ذلك بشكل كبير، فى أن تحل محل أمريكا فى ايران وتستفيد من ثروتها البترولية الضخمة، وذلك قبل ان تدخل الصين فى الخط وتعمل على تقديم الدعم العسكرى والسياسى المباشر للنظام الايرانى وبعض الانظمة الاسلامية الاخرى. * بل وبرزت اتجاهات جديدة فى السياسة الغربية بعد كارثة 11 سبتمبر تعمل على استقطاب الحركات الاصولية الاسلامية المتطرفة فى السياسة العالمية والمشاركة فى انظمة الحكم فى العالم العربى والاسلامى وتقديم الدعم لها، كنوع من انواع المكافحة للغلو والتشدد والارهاب ( روبن رايت، واشنطن بوست، 12 سبتمبر 2004 ) ..!! * أقول هذا الكلام حتى لا يفهم القارئ لحديث البروفيسور البونى أن العالم الغربى يدعم الانظمة العلمانية الدكتاتورية فقط ، بينما كان ولا يزال هو الداعم الأساسى للأنظمة الاصولية الاسلامية الدكتاتورية فى العالم العربى التى أذاقت شعوبها ألوانا من الهوان ..!!