قتل 94 شخصا على الأقل في صدامات جديدة بين قبيلتي المسيرية والسلامات في دارفور ، عقب تجدد القتال خلال اليومين الماضيين وما يزال القتال مستمرا حتي الان. وأكدت مصادر عديدة ان الحرب ما تزال دائرة وان حصر القتلي ما يزال مستمرا حيث تم العثور علي أكثر من تسعين جثة حتي الان. وقالت المصارد ل (حريات) ان المعارك تدور بالقرب من منطقة أم كداده بجنوب غرب الاقليم بالقرب من الحدود السودانية التشادية. وتتواصل هذه المعارك قبل أن يجف مداد اتفاق المصالحة بين قبيلتي البني حسين والرزيقات الذي تم توقيعه أمس بحضور علي عثمان محمد طه ، ما يدل علي العجز الكامل في مخاطبة جذور الازمة القبلية في الاقليم. وقال مصدر ميداني ل (حريات) ان المعارك مستمرة بصورة كثيفة ويتم فيها استخدام المدفعية الثقيلة وسيارات الدفع الرباعي وكافة أنواع الاسلحة المتطورة التي تملكها القبيلتين. وأوضح ان منطقة أم كداده وكافة المناطق المجاورة لها قد خلت من السكان الذين فروا بالالاف الي داخل جمهورية تشاد. وأكد احمد خيري ل( فرانس برس) الذي قدم نفسه على انه قائد مجموعة مقاتلين من قبيلة المسيرية، ان المعارك اندلعت الجمعة بعد محاولة هجوم لقبيلة السلامات. واوضح (لقد فقدنا ثمانية من رجالنا وقتلنا 86 من رجالهم). واكد احد قياديي المسلحين في قبيلة السلامات وقوع الاشتباكات والقتلى غير انه قدم حصيلة ادنى للخسائر في صفوف رجال القبيلة. وقال طالبا عدم ذكر اسمه ان (المسيرية هاجموا قريتنا فتصدينا لهم وخسرنا 52 من رجالنا). وأضاف ان مسلحي قبيلته قتلوا بدورهم (عددا) من المهاجمين لكن من دون ان يكون بوسعه تحديده. وتؤكد بعثة حفظ السلام المشتركة بين الاتحاد الافريقي والاممالمتحدة ان القتال بين القبائل شكل المصدر الاكبر للعنف في دارفور وادى الى نزوح ما يقدر ب300 الف شخص في الاشهر الخمسة الاولى وحدها. وهذا العدد اكبر من الارقام التي سجلت في السنتيت السابقتين مجتمعتين. واتهم خبراء من الاممالمتحدة وناشطون في منظمات للدفاع عن حقوق الانسان قوات الامن السودانية بالتورط في المعارك بين القبائل في دارفور. ويتهم ناشط دارفوري وقيادي باحدي القبائل العربية الحكومة بالتورط في دفع القبائل العربية لقتال بعضها البعض ، خوفا من توحدها عقب دعم الحكومة لبعض القبائل الافريقية الصغيرة ودفعها لمحاربة القبائل الافريقية الكبيرة في محاولة لخلط الاوراق وارباك المجتمع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية اللتان تنظران لحرب دارفور علي اعتبارها حربا بين القبائل العربية والافريقية في المنطقة. وكشف الناشط ل (حريات) بان القبائل العربية بدأت في التوحد لمواجهة النظام ، بل ان بعضها بدأ في الاتصال ببعض الحركات المسلحة ، متوقعا أن يحدث تحولا كاملا في طبيعة الصراع وموازين القوي في دارفور قريبا.