إندلعت أمس 27 يناير تظاهرات حاشدة في مدينة عبري، إحتجاجاً على زيارة لجنة حكومية للمنطقة تبحث في قيام سد دال الذي يرفضه المواطنون، مما عده المواطنون شروعاً عملياً في بناء السد. وقد وصلت اللجنة أول أمس وبدأت في توزيع استبيانات من مقر الدار الاستشارية للسد بعبري، ويحوي الاستبيان أسئلة عن عدد أفراد الأسرة وعدد النخيل أو الأراضي …الخ، مما يشير الى أن الهدف منه التعويض بعد نزع الأراضي لأجل بناء السد، ولم يشمل الاستبيان السؤال الأهم بالنسبة للمواطنين وهو سؤالهم عن موافسقتهم أو عدمها على بناء السد، وأكد الاستبيان بصورته المعروضة مخاوف المواطنين من عدم التزام السلطة بتعهداتها السابقة بإشتراط موافقة أهل المنطقة لبناء السد. وإحتجاجاً على ذلك تجمعت جماعير غفيرة من قرى السكوت في سوق عبري 27 يناير، ثم اتجهوا صوب مباني المحلية، مرددين لهتافات معادية للسلطة وسياساتها، ورافضة لبناء السد: (لا دال ولا كجبار في ارض النوبة نحن احرار)..(مأساة عبود لن تعود). وسلم المتظاهرون مذكرة لضابط المجلس ليرفعها لجهاته الاعلى، وأكدوا بأن التظاهرات ستستمر مالم يعلن رئيس الجمهورية الذي تتبع له إدارة السدود الغاء قيام السد. وفي السياق دعت لجنة مناهضة سدي كجبار ودال الى مواصلة التظاهر اليوم 28 يناير، مما قابله والي الشمالية فتحي خليل بإعلانه منع التظاهرات، ثم تراجع لاحقاً بطرحه لمساومة تقضي بإلغاء التظاهرة في مقابل سحب اللجنة الحكومية، ولكن لجنة مناهضة السد وناشطين آخرين أكدوا خروج التظاهرة بحسب ما اعلن لها.