في يوم السبت 22 يناير 2011 , قدم السيد الامام وثيقة تحتوي علي عهد الخلاص الوطني , للرئيس البشير ! يحتوي عهد الخلاص الوطني علي الاجندة الوطنية , التي اتفقت عليها قوي الاجماع الوطني الشمالية ( بأستثناء مولانا وحزبه ) ! طالب السيدالامام بإقامة حكومة قومية انتقالية لتطبيق هذه الأجندة الوطنية , في فترة انتقالية لا تتجاوز عامين . هناك ملاحظات كثيرة علي وثيقة الاجندة الوطنية , نختزل منها اثني عشر , فيما يلي : اولا : وثيقة الاجندة الوطنية ( الخلاص الوطني ) حزمة واحدة من الاستحقاقات الوطنية ! يجب التعامل معها كحزمة واحدة ! ولا يمكن تجزئتها ! بمعني لا يمكن للمؤتمر الوطني قبول اجزاء منها , ورفض الباقي ! فاما نعم للحزمة , في اجمالها وتفاصيلها , واما لا لها ! ليست هناك منطقة وسطي ! الاجندة الوطنية ليست مول تجاري يختار المؤتمر الوطني ما يعجبه فيها , ويترك الباقي علي الرف ؟ ثانيأ : ترفض وثيقة الاجندة الوطنية ( الخلاص الوطني ) الجمع بين حكومة قومية لتنفيذ الاجندة الوطنية من جانب , وحكومة ذات قاعدة عريضة لتنفيذ اجندة المؤتمر الوطني الانقاذية , من الجانب المقابل ! المطلوب , حصريأ , حكومة قومية لتنفيذ الاجندة الوطنية ! ثالثأ : يري السيد الامام أن تجاوب المؤتمر الوطني مع هذه الأجندة الوطنية هو أفضل واقصر الطرق لنجدة الوطن , وحقن الدماء . وفي حالة رفض المؤتمر الوطني لهذه الاجندة الوطنية , والحكومة القومية , تضطر قوي الاجماع الوطني الشمالية لبدء انتفاضة النيم … أنتفاضة شعبية مدنية وسلمية , غير محمية بالسلاح , للاطاحة بنظام الانقاذ ! كما حدث في ثورة اكتوبر , وانتفاضة رجب , وما حدث مؤخرأ في تونس , وما سوف يحدث غدأ في مصر واليمن وباقي ديكتاتوريات القمع العربية ! رابعأ : من سلبيات وثيقة الاجندة الوطنية أنها لم تحدد فترة زمنية محددة لاستلام الرد ( المكتوب ) , والكامل , والشامل , عليها , من قبل المؤتمر الوطني ! حتي تستطيع قوي الاجماع الوطني الشمالية اتخاذ القرارات المناسبة , بنأء علي رد المؤتمر الوطني ! خامسأ : المؤتمر الوطني يؤمن بان وثيقة الاجندة الوطنية لا تعدو ان تكون اسم الدلع لتفكيك نظام الانقاذ , وذهاب ريحه ! ومن ثم تسليم الرئيس البشير لمحكمة الجنايات الدولية , لمحاكمته ! أذ تدعو وثيقة الاجندة الوطنية الي الالتزام بقرارات مجلس الامن نمرة 1591 ونمرة 1593 , التي تؤيد أمر القبض الصادر ضد الرئيس البشير , وتحذر من مغبة الإفلات من العقوبة ! وتعتبر قرارات مجلس الامن اعلاه , بأن افلات الرئيس البشير من المحاسبة الجنائية , لا يعدو ان يكون تقنين للجرائم , التي تشيب لها الولدان , والمتهم بارتكابها , الرئيس البشير! وكما هو معروف حتي للسيارة , فأن امر قبض الرئيس البشير , وكيفية تعامل وثيقة الاجندة الوطنية معه , أما رفضأ أو قبولا , هو المبتدأ والخبر , ومرجعية نظام الانقاذ الحصرية , للتعامل مع وثيقة الاجندة الوطنية , أما رفضأ أو قبولا ! والحال هكذا , وهي فعلأ هكذا , فلن يقبل الرئيس البشير بأعطاء السيد الامام , وقوي الاجماع الوطني الشمالية , ( بأستثناء مولانا وحزبه ) , السكين , لكي يتم ذبحه بها ! السكين هي قبول الرئيس البشير بوثيقة الاجندة الوطنية , في جملتها وتفاصيلها ! خصوصأ وهذه الوثيقة تقبل ( وأن كان بالمغتغت ودغمسيأ ) بامر قبض الرئيس البشير ! هذه بديهية , في وضوح الشمس في رابعة النهار ! سادسأ : كل الدلائل تشير الي ان المؤتمر الوطني سوف يتجاهل وثيقة الاجندة الوطنية ! وسوف لن يرد عليها , ردأ قاطعأ , ( ومكتوبأ ) , بقبولها أو رفضها ! ربما رد عليها ردأ , مدغمسأ , بالرفض ! وفي هذا السياق صرح القيادي بالمؤتمر الوطني , قطبي المهدي ( يوم الخميس 27 يناير 2011 ) : ( أن أي طرح تقدمه المعارضة يجب أن يتوافق مع اتجاهات المؤتمر الوطني كشرط أساسي للحوار) ! كما صرح بأن : ( قضايا الدستور وارتفاع الأسعار والسلع وزيادة المحروقات وإطلاق سراح المعتقلين مسائل سياسية ليست لدى المعارضة دور فيها ولا يمكن الاستجابة لها في هذا الشأن ) ! ترجمة هذا الكلام بالعربي الفصيح أن الاساس والمرجعية الحصرية هي الاجندة الانقاذية ( وليست الاجندة الوطنية ) , وحكومة كرتونية صورية ذات قاعدة عريضة جرتقية , لتنفيذ الاجندة الانقاذية ! بكلمات اخري يقول السيد قطبي المهدي ( لا ) للاجندة الوطنية و( لا ) للحكومة القومية لتنفيذ الاجندة الوطنية ! ولكن هل تعتبر قوي الاجماع الوطني الشمالية تصريح السيد قطبي المهدي كرد قاطع ونهائي ورسمي من المؤتمر الوطني علي وثيقة الاجندة الوطنية ؟ سابعأ : في سياق اخر , أكد الدكتور غازي العتباني رفض المؤتمر الوطني لمبدأ الاقليم الواحد لدارفور , ورفضهم تخصيص موقع لدارفور في مؤسسة الرئاسة , حسب ما طالبت به وثيقة الاجندة الوطنية , وما تطالب به حركة التحرير والعدالة , قبل التوقيع علي اتفاقية سلام مع المؤتمر الوطني ! بل هدد المؤتمر الوطني بحرق معسكرات النازحين في دارفور , مدابرأ , تماما , لما تطالب به الاجندة الوطنية , من حل عادل لمحنة دارفور ! قيادي ثان , بعد دكتور قطبي , من المؤتمر الوطني , يقول ( لا ) لوثيقة الاجندة الوطنية ! وعليه وبناء علي تصريحات دكتور قطبي ودكتور غازي اعلاه , يمكن القول بان المؤتمر الوطني قد رفض وثيقة الاجندة الوطنية , وأن لم يؤكد ذلك الرفض كتابة لحزب الامة ! ثامنأ : ثم ماذا بعد رفض المؤتمر الوطني ( السكوتي رسميأ ) لوثيقة الاجندة الوطنية ! في هذه الحالة يبقي لقوي الاجماع الوطني الشمالية ( باستثناء مولانا وحزبه ) خيار واحد لا ثاني له : أنتفاضة النيم … المواجهة والمقاومة السلمية بالتذكرة التونسية ! نقطة علي السطر ! وصل نظام الانقاذ الي السلطة بالقوة ! وسوف يستميت في المحافظة عليها بالقوة ! الاحتفاظ بالسلطة , لذاتها , اصبح الهدف الحصري لنظام الانقاذ ! نظام الانقاذ يعيش ثنائية منطق سلطة القوة ، ومنطق قوة السلطة ! لم تعد السلطة وسيلة لتحقيق مجتمع الانقاذ الحضاري ! بل غاية في حد ذاتها ، لن يجدعها نظام الانقاذ لحاملي اغصان النيم المسالمين ! الا بعد ان يخرج الجمل من سم الخياط ؟ وفي هذا السياق , يذكرنا خالص جلبي بأن تأليه ابالسة الانقاذ للقوة مرض أموي قديم ! منذ أن رفع معاوية السيف فقال : من لم يبايع هذا , وأشار إلى يزيد , فله هذا , وأشار إلى السيف! وما زال السيف يتحكم في عقول ومفاهيم ابالسة الانقاذ , كما يردد دومأ الرئيس البشير ! تاسعأ : تسيطر اللا مبالاة والخوف ( المرضي من ابالسة الانقاذ ) علي الشارع السوداني ! كل المؤشرات تؤكد ان الشعب السوداني ليس بجاهز حاليأ لدفع استحقاقات أنتفاضة النيم … التذكرة التونسية ؟ ويبقي السؤال : متي يكون الشعب السوداني مستعدأ للتضحية , والوفاء باستحقاقات أنتفاضة النيم … التذكرة التونسية , والانتفاضة الشعبية السلمية ؟ هذا هو السؤال … كما قال هاملت ! موعدنا الصبح لنعرف الاجابة علي هذا السؤال ! ولكن ربما لا يكون الصبح قريبأ ؟ الأ تذكرك الاية 49 من سورة يونس بحالة الامة السودانية بعد 21 سنة انقاذية : لكل أمة أجل ! إذا جاء أجلهم , فلايستأخرون ساعة ولايستقدمون ! ( 49 – يونس ) الامم تموت , كما يموت الافراد ! عاشرأ : متي تدق صافرة النزال بالتذكرة التونسية , وبدء أنتفاضة النيم ؟ الله ورسوله اعلم في سودان الجن هذا ؟ لميوعة الموقف السياسي العام حاليأ , يمكن أن يحدث الشئ أو نقيضه ؟ شختك بختك ! أحد عشر : ثم … يبقي السؤال المفتاحي : كيف نقنع المؤتمر الوطني بأن الثمن الذي سوف يدفعه بقبوله لوثيقة الاجندة الوطنية , اقل بكثير من الثمن الذي سوف يدفعه برفضه لها ؟ الاجابة علي هذا السؤال نأخذها من التجربة التونسية , التي لم تخترع العجلة ! قال التونسي : عندما يدافع الناس عن حقوقهم , وحرياتهم , ويكونون مستعدين للتضحية ودفع ثمن التغيير , فإن الحاكم المستبد يمكن أن يقبل بكل المطالب الشعبية في 15 دقيقة فقط , هى الوقت الذى استغرقه خطاب الطاغوت بن علي قبل هروبه ! ( أستمرارية ) المظاهرات والإحتجاجات الشعبية , رغم القمع الذئبي من قوات مكافحة الشغب المسيسة , ورغم الخسائر المهولة في الانفس والارواح , سوف تقود حتمأ الي إنتفاضة النيم … أنتفاضة شعبية سلمية , تكنس النظام المستبد الي مزبلة التاريخ ! ويتردد السؤال : متي يكون الشعب السوداني مستعدأ وجاهزأ , كما الشعب التونسي , والشعب المصري , للتضحية واطلاق صافرة بداية أنتفاضة النيم ! أثنا عشر : هناك عدة عوائق علي طريق أنتفاضة النيم ! يمكن ان نستعرض , علي سبيل المثال وليس الحصر , خمسة منها كما يلي : + اوكامبو , + الاسانسير , + المرفعين , + الكوزنة , + مولانا اوكامبو ! يستمر امر قبض الرئيس البشير الهاجس الاساس للرئيس البشير , وقادة المؤتمر الوطني , وأغلبهم في القائمة الخمسينية الاوكامبية ! وعليه فأن المؤتمر الوطني سوف يقيم وثيقة الاجندة الوطنية علي أساس موقفها من امر القبض : رفضأ أو قبولأ ؟ وبما أن وثيقة الاجندة الوطنية تقبل أمر القبض , وتصر علي عدم الافلات من العقاب ! فانها ومن قولة توت , مرفوضة من المؤتمر الوطني ! وليس ذلك فحسب , بل أن المؤتمر الوطني سوف يعتبر أنتفاضة النيم مسألة حياة او موت لقادته , وله ! أذ نجاحها يعني تنفيذ امر القبض بواسطة الحكومة القومية ,التي سوف تستولدها أنتفاضة النيم ! وعليه فسوف يرفض المؤتمر الوطني وثيقة الاجندة الوطنية ! وسوف يستميت في القضاء علي انتفاضة النيم , ويمزق التذكرة التونسية شر ممزق ! دخل الموضوع حوش بانقا ! ولمس اللحم الحي ! واصبح الخيار : أما نحن أو هم ؟ أعطني عائقأ امام انتفاضة النيم , أشد هولأ من هذا العائق الاوكامبي ؟ الاسانسير ! نفذ المؤتمر الوطني معظم استحقاقاته المضمنة في الصفقة الشيطانية , التي أبرمها مع أدارة أوباما ! وسوف يتم استيلاد دولة جنوب السودان في سلاسة ويسر , وتعترف بها دولة شمال السودان ! ينتظر المؤتمر الوطني من ادارة اوباما ارجاع الاسانسير ! أرسل الرئيس البشير وزير خارجيته الي واشنطون , ليطلب أمرين , لا ثالث لهما , كمكافاة للمؤتمر الوطني , مقابل بيعه جنوب السودان , بدون مقابل ! الامر الاول ان تعمل ادارة اوباما علي تجميد امر قبض الرئيس البشير , كما هو مضمن في الصفقة الشيطانية ! الامر الثاني ان تعمل ادارة اوباما أضان الحامل طرشة عندما يبدأ المؤتمر الوطني في قمع أنتفاضة النيم علي اساس مبدأ : الدماء كل الدماء ! موافقة ادارة اوباما علي الامر الثاني اعلاه سوف يمثل عقبة كاداء علي طريق انتفاضة النيم ! المرفعين ! من يجرؤ علي ربط القيد الحديدي حول عنق المرفعين الانقاذي ؟ حتي لا يبوظ سير انتفاضة النيم ؟ الاحتجاج الشعبي الجماعي المتواصل والمستمر , رغم القمع الذئبي الانقاذي … يمثل وضع القيد حول عنق المرفعين الانقاذي ! الضغوط الشعبية الجماعية المستدامة علي نظام الانقاذ , سوف تشل حركة المرفعين الانقاذي ! لن يستطيع نظام الانقاذ أقامة سلخانات في كل مدن وقري شمال السودان ! الرأي العام الدولي سوف لن يسمح بذلك , خصوصأ بعد تجربة تونس الناجحة ! ولكن عامل المرفعين الانقاذي سوف يمثل حجر عثرة علي طريق انتفاضة النيم ! لخوف الشعب السوداني من مرافعين نظام الانقاذ التي لا ترحم ! رأي الشعب السوداني المرفعين الانقاذي يقمع مسيرة سلمية لاعضاء من حزب الامة في طريقهم لصلاة الجمعة , بعد سماعهم الاذان ! وكسر المرفعين الانقاذي يد الكنداكة , وضربها علي رأسها في وحشية وذئبية يصعب وصفها , لانها تدابر أبسط المفاهيم والمعاني السودانية السمحة ! والضايق عضة الدبيب … يخاف من جرة الحبل ! نواصل في الحلقة القادمة ! ثروت قاسم [email protected]