أكد اثنان من كبار مسؤولي الإغاثة بالأممالمتحدة أمس ان الحكومة السودانية رفضت تجديد تصاريح العمل لموظفي المساعدات الدولية المتمركزين في دارفور ليتمكنوا من استئناف عملهم في توفير الحماية والمساعدة لمئات الآلاف من المدنيين النازحين في الاقليم. ومن بين ما مجموعه 37 موظفا دوليا تابعين للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين يعملون في منطقة دارفور، فإن سبعة عشر موظفا فقط لديهم تصاريح تمكنهم من مواصلة العمل. ولم يتم تجديد عشرين تصريحا آخر على الرغم من متابعة المفوضية مع السلطات الحكومية ذات الصلة. وفي بيان مشترك صدر في الخرطوم، أعرب منسق الأممالمتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية علي الزعتري، وممثل المفوضية السامية لشئون اللاجئين كاي نيلسن عن أسفهما من أنه لا مناص من تقليص الأنشطة الإنسانية للمشردين داخليا في دارفور نتيجة لعدم تجديد تصاريح العمل. وأشارا إلى أن عمل المفوضية في شمال دارفور قد تأثر بشكل خاص إذ لم يمنح أي من موظفي المفوضية الدولية العاملين في الفاشر تصاريح للعودة، وقد طلب من آخر الموظفين الباقين أن يغادر خلال وقت قصير في أوائل تموز/يوليو. وأوضحا قائلان (وكانت النتيجة أنه تعذر على مفوضية الأممالمتحدة القيام بأنشطة الحماية والمساعدة للنازحين في شمال دارفور بشكل فعال لأكثر من شهر). ويذكر أن هناك حاليا نحو مليوني نازح في دارفور، يعيش 1.2 مليون شخص منهم في مخيمات. وخلال هذا العام فقط نزح 300 ألف شخص جديد، ثلثهم أو مائة ألف منهم في منطقة شمال دارفور. وأشارا مسؤولا الأممالمتحدة إلى أن الوضع الإنساني في دارفور لا يزال (حرجا) على حد سواء، للنازحين على المدى الطويل وبالنسبة لأولئك الذين شردوا حديثا نتيجة القتال الأخير. وقالا في بيانهما (إن عدم قدرة المفوضية على مواصلة تنفيذ أنشطتها سيؤثر مباشرة على مشاريع تتعلق بالصحة والتعليم والخدمات الأساسية وسبل العيش، وتوفير المأوى في حالات الطوارئ والبنود غير الغذائية، وعلى التحقق من العائدين). ودعيا الحكومة السودانية للعمل على تجديد التصاريح لجميع موظفي المفوضية بهدف لتمكين الوكالة من استئناف كامل أنشطتها في دارفور. وفى ذات السياق قالت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فليمنج في مؤتمر صحفي في جنيف إن حكومة السودان لم تجدد تصاريح عمل 20 موظفا من بين 37 موظفا دوليا بالمفوضية يعملون في دارفور. وأضافت (طلب من معظمهم مغادرة البلاد خلال فترة قصيرة في يوليو. نتيجة لذلك لم نتمكن من القيام بعملنا هناك بفاعلية.).