إقتحمت الأجهزة الأمنية عصر 30 يناير مجمع الوسط - جامعة الخرطوم – بعد أن أعاد مئات المتظاهرين تجميع صفوفهم إستعداداً لمظاهرة أخرى، وأفاد شهود عيان ل (حريات) بأن عدة عربات محملة بعناصر من الأجهزة الأمنية ومليشيات المؤتمر الوطني إقتحمت حرم الجامعة وإستخدمت العنف المفرط في مواجهة الطلاب. وفي المساء إستطاع الطلاب ترتيب صفوفهم، وأقاموا مخاطبة في داخلية مجمع الوسط، نددت بالإعتداءات على التظاهرات، ونادت بالإنتفاضة الشعبية وإقتلاع النظام من الجذور، ومن ثم توجَّه الطلاب في تظاهرة حاشدة صوب محيط الجامعة واجهتها الأجهزة الأمنية والشرطة ومليشيات المؤتمر الوطني. واقتحمت الأجهزة والمليشيات داخليات مجمع الوسط واطلقت كميات كبيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، إذ هاجمت المليشيات غرف الطلاب وأطلقت الغاز المسيل بداخلها، بما في ذلك الغرف الخاصة بالطلاب المكفوفين. وقد نقل جراء ذلك العديد من المصابين الى المستشفى. ومن جهة أخرى أصدر البشير قراراً بإقالة البروفيسور مصطفى إدريس مدير جامعة الخرطوم، على خلفية صراع داخل تنظيم المؤتمر الوطني لأساتذة الجامعة، والقرار الحكومي بنزع ممتلكات لجامعة الخرطوم (داخلية البركس، المستشفى، دار الاتحاد)، الذي ترفضه أسرة الجامعة (أساتذة، طلاب، عمال، موظفين). وقد صادق البروفيسور مصطفى على القرار، الا أنه ربما نقلت عنه اقوال تتجاوب مع المناخ العام لأسرة الجامعة الرافض للقرار، وتأخذ عليه السلطة انتقاداته المنشورة بالصحف لممارسات عديدة للمؤتمر الوطني – حزبه – والتي مست بعضاً منها البشير، كما تأخذ عليه عدم حزمه اللازم في مواجهة تظاهرات 30 يناير، رغم أنه ظل معروفاً بعدائه للتيار الديمقراطي بالجامعة وبمشاركته في تنفيذ مخطط تصفية الحياة السياسية والإجتماعية في الجامعة.