……… على مدى يومين كاملين ( 4 و 5 سبتمبر 2013 ) ، هيّأت ( صحفيون لحقوق الإنسان – جهر) مُنتدىً ومنبراً- ديمقراطيّاً- للحوار، حول واحدة من أهم قضايا الساعة صحفيّاً ، لمناقشة قضايا (الصحافة والنزاع)، ليناقش صحفيون وصحفيات وكُتّاب من دولتى السوادن ، القضيّة المطروحة للتداول بعمق وإستفاضة. أُقيم المنتدى بجمهورية كينيا ، الدولة التى أسهمت بجهود وافرة ومُقدّرة فى إنهاء الحرب الأطول فى القارّة الإفريقيّة ، وتحقّقت على أرضها ( إتفاقيّة السلام الشامل – 9 يناير 2005). وقد خرج المُنتدى بإعلان أطلق عليه المشاركون إسم ( إعلان نيروبى – حول دور الميديا فى فض النزاع وإحترام وتعزيز حقوق الإنسان فى السودان وجنوب السودان ) وقّع عليه أكثر من عشرين مُشاركاً ومُشاركة من (السودانين). كان للنزاع حول قضيّة أبيى ، نصيباً وافراً فى النقاش ، أُسوة بنماذج أُخرى لتعامل الصحافة السودانيّة " جنوبيّة وشماليّة " مع النزاعات الداخليّة والنزاع بين الدولتين ، وقد جرى النقاش حول أهميّة دور الصحافة فى النزاع، وضرورة تحرّى الدقّة والمصداقيّة والموضوعيّة والنزاهة والتوازن فى تناول قضايا النزاع صحفيّاً ،إلى جانب فهم النزاع وطبيعته وإستيعاب أسبابه، وتغطيته صحفيّاً بمهنية عالية،من كُل الجوانب المرتبطة به ، بحيث تلعب الصحافة دور " مُطفىء الحرائق " الذى " يصب الماء فى النار، بدلاً عن صب الزيت وتغذية اللهب والحريق المُشتعل "، وهذا علمً وفن ، لا يُمكن للصحافة القيام به دون إمتلاك حساسيّة صحفية وصحافة وصحفيين حسّاسين تجاه النزاع ، وتجاه قضايا حقوق الإنسان كافّة . تطرّق النقاش لقوّة الميديا ، لكونها قُوّة ، يتوجّب إحسان وإجادة إستخدامها ، بإعتبارها واحدة من أهم وأنجع آليّات " فض النزاع وتقليله ودرء آثاره " ، وضرورة عدم " إساءة إستخدام الميديا " ، كما أستصحب التداول وركّز على قضايا حماية وسلامة وأمن الصحفيين فى كُل الأحوال والاوضاع ، وبخاصّة فى مناطق النزاع ، وقضايا إعلاء قيم المُناصرة والتضامن " بين ومع " الصحفيين فى البلدين ، وضرورة الأستخدام الأمثل للآليات المُتاحة وطنيّاً وإقليميّاً ودوليّاً لحاية الصحفيين. هذا وذاك ، بعض غيض من فيض الحوارالشفيف والجاد والمسئول الذى إنخرط فيه مُشاركوا ومُشاركات منتدى نيروبى ،وقد آثرت أن أُشرك فيه المجتمع الصحفى فى السوادن وجنوب السودان ، وبطبيعة الحال القُرّاء كافّة ، بغرض فتح أوسع حوار حول قضايا ( الميديا والنزاع ) وآمل أن تصل تلك الرسالة الواضحة العنى والمغزى للقيادات السياسيّة والعسكريّة فى البلدين .وتبقّى أن أشكر – بكل الصدق والمحبّة الواجبة – المشاركين والمُشاركات فى مُنتدى نيروبى ، فلولا ، بذلهم وعطائهم الخلّاق ، لما كان هذا ممكناً .ولهم وللمجتمع الصحفى فى " السودانين " أقول : "خلفنا صُعوبات الجبال ، أمامنا صُعوبات السهول " .. ويبقى الذى بيننا !.