أقامت شبكة الصحفيين برنامجا تضامنيا مع حرية الصحافة والإعلام ظهر أمس الاثنين بدار الأمة بام درمان، في ظل وجود أمني كثيف حول الدار منع صحفيين المشاركة. وكانت الشبكة أعلنت عن البرنامج في إطار حملتها المناصرة لحرية الصحافة والإعلام والتي ابتدرتها بإعلان الإضراب إبان الهجمة الأخيرة على الحريات الصحفية والذي استمر لعدة أيام، هذا وقد تزامن البرنامج مع وقفة احتجاجية لصحيفة (الجريدة) أمام مبنى المجلس القومي للصحافة والمطبوعات وأرفقتها بمذكرة قدمت للمجلس احتجاجا على المصادرة المتكررة للصحيفة. ولمنع البرنامج التضامني بدار الأمة تجمعت قوات قمع كبيرة حول الدار عبارة عن قوات (مكافحة الشغب) وبكاسي أمن، ومع أن عددا من الصحفيين الذين أتوا باكرا استطاعوا دخول الدار إلا أنهم منعوا الجزء الأكبر من الصحفيين من دخول الدار، كما منعوا البروفسر فاروق أحمد إبراهيم رئيس هيئة الدفاع عن الحقوق والحريات من الدخول ومخاطبة البرنامج التضامني. وحاول أحد عناصرالأمن منع الأستاذة سارة نقد الله رئيسة المكتب السياسي لحزب الأمة من دخول الدار بسيارتها، وكانت سارة حضرت للدار بعد أن سمعت بالتهجم على البرنامج، وبأنه تم اقتياد صحفي من قبل الأمن، فحاول عنصر الأمن إيقافها ووقف أمام بوابة الدار ، ولكن بعد مشادة صاخبة انسحب من أمامها ودخلت الدار. وأثناء البرنامج التضامني تحدث الصحفي الأستاذ عقيل أحمد ناعم الذي كان معتقلا وروى تفاصيل تجربة اعتقاله ذاكرا كبت الحريات بالبلاد وما تعرض له من تعذيب وضرب مبرّح، والأعداد الكبيرة من المعتقلين الآخرين الذين كانوا معه في الزنزانة من الناشطين الذين اعتقلوا بأسباب سياسية. كما تحدث الصحفي محمد الأسباط وقال إن الصحف الآن لا تعبر عن الصحفيين وأن الصحافة تتعرض لانتهاكات خطيرة وانها على المحك ووصفها بأنها مخنوقة. وتحدث الأستاذ عادل كلر باسم شبكة الصحفيين وقال إنهم في الشبكة بصدد مواقف تصعيدية أكبر ، هذا البرنامج خطوة فيها وإنهم سوف يعلنون خطواتهم القادمة في حينها. وكان الصحفيون في حالة توجس من التربص الأمني الكثيف المحيط بهم وكيفية انصرافهم بعد انتهاء الفعالية بدون ملاحقة الأمن، وبالفعل قامت عناصر الأمن بإعتقال مراسلي الوكالات الأجنبية وإفراغ محتويات الأشرطة والتسجيلات الخاصة بهم، فيما تم إعتقال الصحفية ب(الرأي العام) أم زين آدم لساعات.وكان واضحاً ان الاستهداف بالاعتقال طال تحديداً أولئك الذين يحملون كاميرات فيديو.