يا بوني يا صديقي .. سياسي منزوع الغبينة لا فائدة منه ولا قيمة له الآن سياسي وقت الحارة واحتدام القتل يتوسط الساحة يحدث الناس عن السلام؟ سياسي أهله يُقتلون على أيد المجرمين وثروات وطنه تُنهب، وأعراض حرائره تُستباح، وأهله يرزحون تحت خط الفقر .. ولا يملك ما يدافع به غير النصائح والكلام الماسخ تذروه الرياح!!. إذن متى يغضب ويغبن الإنسان إذا كان له شئ من ضمير وحس أخلاقي؟ متى يغضب إذا كانت فيه ذرة من كرامة وكبرياء؟ متى يغضب إذا كان يؤمن بشئ من قيم الحق والحرية والعدالة؟. وتقول لي (ما في غبينه)؟! السلطة الاسلاموية الديكتاتورية الفاسدة فعلت بالسودان وشعبه أسوأ مما يمكن أن يفعله أشد الناس عداوة وحقداً بهما .. وأنت يا صديقي في موقع يتيح لك الاطلاع ومعرفة ما لا يعرفه الكثيرين منا. دع ما يقوله أبناء شعبك الذين يتجرعون المر جوعا وقهرا وحرماناً وإذلالاً .. وأقرأ تقارير المراجع العام ودونك تقارير المنظمات والهيئات الدولية فتجد بأن إقتلاع هذا النظام بات فرض عين على كل سوداني ‘ حفاظاً على ما تبقى من الوطن ونسيجه الاجتماعي. وتقول لي (ما في غبينه). دم الذين استشهدوا على يد هذه العصابة طيلة ربع قرن تقريبا ليست ماءً عند أهلهم، والأسر التي تشردت بسبب الطرد والحرمان من العمل لن يلم شتاتها بضع كلمات من الصادق المهدي، وهذا الحزن الذي عشش في ملايين البيوت في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة لن تمسحه من أعينهم بلاغته وخطبه العصماء وتقول لي (ما غبينة)؟!! يا صديقي .. مثلما نحب .. ينبغي أن نعرف الكره ولكي نعفو .. ينبغي أن نكون قادرين على الانتقام أولا ونبيك محمد لم يعفو عن أهل مكة إلا بعد أن فتحها ودخلها عنوة .. ولم يعفُ عنهم وهم يجالدونه في المدينة دعنا ندخل مكة المجرمين أولا ثم نتحدث عن التسامح وعدم الغبينة الغبينة يا صديقي نار مقدسة هنا .. لن يطفئها من قُتل أبناؤهم أو عُذبوا في بيوت الاشباح أو شردوا .. أو أو والصادق ليس من هؤلاء يا صديقي