[email protected] …. خياران كانا أمام الفريق أول عبدالفتاح السيسي في 30 يونيو، الأول : أن يقف على الحياد بزعم عدم الانقلاب على شرعية الصناديق الانتخابية ، والنأي بالجيش عن المشهد السياسي خاصة وصدى هتاف " يسقط حكم العسكر " مازال يتردد ويكدر آذان وأفئدة رجال الجيش، ويضمن هذا الخيار السلامة الشخصية للسيسي ورجال الجيش لكنه لن يرحمهم من عذابات الضمير ولعنات التاريخ ، لأنه يدع البلاد عرضة لصدامات الشارع والفوضى وربما الحرب الأهلية ، والثاني وهو ما فعله: أن ينحاز لإرادة ملايين المصريين الذين ثاروا للتخلص من حكم فشل بامتياز وعرض الأمن القومي لمخاطر جمة وحول حياتهم جحيماً لا يطاق ، ورغم أن هذا الخيار أراح ضمائر السيسي ورجال الجيش إلا أنه جعلهم وجها لوجه في صدام مميت ومفتوح مع تنظيم هو الأقوى عالمياً بتواجده في ما يقارب 97 دولة وبعشرات ملايين الأعضاء الملتزمون ب السمع والطاعة في المنشط والمكره وأذرع أخطبوطية إعلامية واقتصادية وجيوشاً من المؤلفة قلوبهم وجيوبهم من " قاعدة " وتكفيريين وسياسيين وإعلاميين وبسطاء مغرر بهم باسم الدفاع عن الشرعية والشريعة، بالإضافة لقوى كبرى واقليمية وجدت في الإخوان سبيلها لإعادة رسم خريطة المنطقة والعالم. كان خيار السيسي بمثابة " قلب الطاولة " على الجميع وافساد ل "طبخة الإخوان " الذين قضوا 84 عاماً في انضاجها على نار هادئة، وارباكاً وتعطيلاً للمخططات الاجنبية ، وخروجاً من " الدار للنار" بمواجهة تنظيم لن يتركه حياً أو ميتاً ولن يترك الجيش العظيم الجدار الأخير الذى يحتمى به المصريون دون انتقام وتشويه. بينما شهداء الجيش يتساقطون تباعاً دفاعاً عنا جميعاً ، أليس من الواجب والمنطقي ولا نقول " رد الجميل " تغطية ظهر الجيش بغطاء دستوري وقانوني يساعده في حسم معركتنا مع الارهاب بمراعاة متطلباته لحماية الأمن القومي في ملفات مثل حرية تبادل المعلومات ومحاكمة المدنيين عسكرياً واختيار وزير الدفاع وميزانية الوزارة ..وغيرها. كيف نطالب الفريق السيسي والجيش بالتدخل ونفوضهما بمحاربة الارهاب والعنف ، ثم في وسط المعركة نجردهما من كل سلاح أو نزودهما بسلاح فاسد. فلنعترف انه لولا وطنية وجرأة السيسي والجيش لما نجحت ثورة 30يونيو ولكنا حتى الآن في مصادمات يومية مع " الإخوان " الذين بدورهم على استعداد للبقاء في الشارع لشهور وسنوات ، فلماذا يستنكر البعض محاولات البحث عن صيغ لتحصين أو دعم الفريق السيسي والجيش، وماذا لو جاء رئيس وزراء بأغلبية برلمانية ائتلافية وقرر الاطاحة بالسيسي والانتقام من الجيش؟ البعض يتعامل مع الجيش كأنه تزوجه " زواج متعة " وكما يسرح الرجل المرأة بعد تمتعه بها ، يريدون أن يذهب الجيش للجحيم بعد أن خلصهم من الإخوان. أيها النخبة الفاسدة.. كأنكم بتخاذلكم عن دعم الجيش تريدون أن تسلموا الفريق السيسي لشانقيه *كاتب صحفي