تقرير أممي: الجيش مسؤول عن الجرائم وتدهور الوضع الإنساني في السودان    وزارة الصحة تستقبل طائرة مساعدات إنسانية وطبية تركية تبلغ 37 طناً لمكافحة الكوليرا    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    مانشستر سيتي يستهل مونديال الأندية بالفوز على الوداد المغربي بهدفين دون مقابل    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    أمام الريال.. الهلال يحلم بالضربة الأولى    كامل إدريس يؤكد عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين السودان والكويت    الجيش الشعبي يحرر (الدشول) الاستراتيجية بجنوب كردفان    "الدعم السريع" تبسط سيطرتها الكاملة على قاعدة الشفرليت العسكرية    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    ترامب: "نعرف بالتحديد" أين يختبئ خامنئي لكن لن "نقضي عليه" في الوقت الحالي    كامل إدريس ابن المنظمات الدولية لايريد أن تتلطخ أطراف بدلته الأنيقة بطين قواعد الإسلاميين    عَوض (طَارَة) قَبل أن يَصبح الاسم واقِعا    إنشاء حساب واتساب بدون فيسبوك أو انستجرام.. خطوات    عودة الحياة لاستاد عطبرة    السهم الدامر والهلال كريمة حبايب في إفتتاح المرحلة الأخيرة من الدوري العام    شاهد بالصورة والفيديو.. تيكتوكر سودانية تثير ضجة غير مسبوقة: (بحب الأولاد الطاعمين "الحلوات" وخوتهم أفضل من خوة النسوان)    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تظهر بدون "مكياج" وتغمز بعينها في مقطع طريف مع عازفها "كريستوفر" داخل أستوديو بالقاهرة    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناوات سودانيات يشعلن حفل "جرتق" بلوغر معروف بعد ظهورهن بأزياء مثيرة للجدل    ايران تطاطىء الرأس بصورة مهينة وتتلقى الضربات من اسرائيل بلا رد    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    خطأ شائع أثناء الاستحمام قد يهدد حياتك    خدعة بسيطة للنوم السريع… والسر في القدم    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصص وحكاوي ومشاهد من ثورة الغضب المصرية !..وهل يحق لك ان تثور وتغضب من الرئيس البشير لسرقة 9 مليار دولار من اموال الشعب السوداني ؟
نشر في حريات يوم 09 - 02 - 2011


مقدمة :
بلاد شمال السودان مربوطة بمصر ربطا محكما … ثقافيا , واجتماعيأ , واقتصاديأ , وسياسيأ ! الفرعون الاسود بعانخي ( الاسرة ال 25 – 700 سنة ونيف قبل ميلاد المسيح ) , أمتد ملكه الي مصر وبلاد الشام ! محمد علي باشا الكبير كون في عام 1821 السودان الحديث , بحدوده الحالية ( قبل يوم السبت 9 يوليو 2011 ) ! شاركت مصر في احتلال السودان في عام 1898 , وصارت تحكمه , مع بريطانيا , حتي عام 1956 ! هل سمعت بالملك فاروق , ملك مصر والسودان ! غواصات عبدالناصر قلبت نظام الحكم الديمقراطي في السودان في نوفمبر 1958 , وفي مايو 1969 !
وارسل عبدالناصر اللواء محمد حسني مبارك , في 29 فبراير من عام 1970 , ليضرب الجزيرة ابا بالمقاتلات الروسية , فهلك الالاف من الانصار العزل , بقنابل اللواء مبارك الحارقة !
الله يمهل , ولا يهمل !
التاريخ يربط مصر مع السودان منذ بداية التاريخ المدون انسانيأ ! والجغرافيا تربط مصر مع السودان في حوض نهر النيل العظيم !
اذن ثورة الغضب الي اجتاحت مصر في 25 يناير 2011 , سوف يكون لها انعكاساتها علي دولة شمال السودان !
دعنا نستعرض بعضأ من هذه الانعكاسات في 6 مشاهد كم يلي :
المشهد الاول :
يحكي دكتور الشوش بأنه في اولي زياراته للقاهرة , سكن في شقة في الطابق الاخير في عمارة في منطقة شعبية ! وفجأة سمع جلبة وصراخ في الشارع تحت العمارة ! فتح الشباك فراي , ويا هول ما راي ! اثنان من المصريين , يتطاير الشررمن اعينهما , والماء من خياشيمهما , وهما في حالة شجار وثورة عارمة ! هدد احدهما الاخر بانه سوف يشرب من دمه … يا ابن ( الش … ؟ ) ! رد الثاني بانه سوف يبقر بطن الاول , وياكل كبدته … يا أبن ( الم … ؟ ) !
خاف دكتور الشوش من وقوع ما لا يحمد عقباه بينهما , خصوصأ والسيارة ينظرون اليهما دون ان يتطوع حجاز للحجز بينهما , وفك الاشتباك اللفظي !
ترك دكتور الشوش كل شئ في اياديه , وأكل السلالم الي الشارع في لمح البصر ! وصل الي الشارع وهو منقطع الانفاس , والعرق يتصبب من كل جسمه … من الخوف اولا علي المتشاجرين , ومن الجهد البدني الذي بذله , في النزول الصاروخي !
وكم كانت دهشة دكتور الشوش كبيرة , عندما راي , وهو لا يصدق عيناه , المتشاجرين الاثنين , يبوسان بعضهما البعض , ويردد كل منهما , للاخر :
معلهش … حقك علي … حقك علي !
أغمي علي دكتور الشوش من هول المفاجاة !
وانت تحاكي دكتور الشوش , وانت تشاهد اللواء عمر سليمان يفاوض ممثلي ( ثورة الغضب ) , وهو علي كرسي , اعلي شيئأ من كراسي الثوار , والرئيس مبارك ينظر اليهم , باسمأ من صورة علي الحائط فوق راس اللواء عمر سليمان ! والقوم تحت صورة الرئيس مبارك يتبادلون , بدورهم , البسمات !
وهذا المشهد السيريالي بعد اسبوعين من تفجير ( ثورة الغضب ) ضد الرئيس مبارك ونظامه !
يقول :
أمرني سيادة الرئيس أن أقول لكم …
وتضرب اخماسك في اسداسك , وانت تردد :
هذه ثورة علي الطريقة المصرية ؟
هذا غضب علي الطريقة المصرية !
هذه شكلة علي طريقة شكلة الدكتور الشوش !
المشهد الثاني :
يحكي الدكتور الجزولي دفع الله , رئيس وزراء الانتفاضة , بانه زار القاهرة في محاولة لتطبيع العلاقات بعد حادثة احراق العلم المصري في شوارع الخرطوم . أصطحبه قرينه الدكتور عاطف صدقي , رئيس وزراء مصر , لمقابلة الرئيس مبارك . وكم كانت دهشة الدكتور الجزولي دفع الله كبيرة , عندما احضر الحاجب كرسيأ للدكتور عاطف , وضعه أمام الباب المؤدي الي مكتب الرئيس مبارك .
دعي الدكتور عاطف ضيفه الدكتور الجزولي للدخول منفردأ لمقابلة الرئيس مبارك ؟ مشي الدكتور الجزولي لوحده الي داخل مكتب الرئيس مبارك , تاركا الدكتور عاطف صدقي , رئيس وزراء جمهورية مصر العربية , جالسأ علي كرسي خارج باب مكتب الرئيس مبارك ؟ جاهزأ للدخول اذا طلب منه الرئيس مبارك ذلك ؟ والا فسوف يبقي جالسأ الي ان ينتهي الدكتور الجزولي دفع الله من محادثاته مع الرئيس مبارك ؟
لن يستطيع مبارحة كرسيه حتي الي بيت الراحة ؟
فتأمل ؟؟؟
هذه هي ثقافة القوم !
في مقابلته مع الدكتور الجزولي , ركز الرئيس مبارك علي أنه لن يسمح بقيام ديمقراطية وستمنستر في السودان , تحت أي ظرف من الظروف !
خوف العدوي !
كان ذلك في عام 1985 !
الان الرئيس مبارك جالس علي كرسي العرش , المكون من اربعة ارجل عسكرية :
الرجل الاولي اللواء عمر سليمان , نائب الرئيس ,
الرجل الثانية اللواء احمد شفيق ,رئيس الوزراء ,
الرجل الثالثة المشير محمد حسين طنطاوي , وزير الدفاع والقائد العام ,
الرجل الرابعة اللواء سامي عنان , رئيس هيئة الاركان المشتركة !
كل واحدة من هذه الارجل الاربعة , تخاف من الارجل الثلاثة الاخري ! ولا تثق فيها ! ولا تسمح لاي رجل بان تاخذ موقع الرئيس مبارك , اذا غادر الرئيس مبارك الكرسي ! كل رجل من هذه الارجل الاربعة تؤمن بانها احق بخلافة الرئيس مبارك , من الارجل الثلاثة الاخري ! وكل رجل من هذه الرجل , وصلت الي موقعها الحالي بفضل الرئيس مبارك ! فهو ولي نعمة كل رجل من هذه الارجل الاربعة !
كل رجل من هذه الارجل الاربعة تزايد علي الرئيس مبارك , وتحاول اظهار الطاعة والوفاء لولي نعمتها !
حاول نتن يا هو اقناع اللواء عمر سليمان بالاستيلاء علي السلطة , والتضحية بالرئيس مبارك , علي محراب مصر والنظام المصري ! ولكن اللواء عمر يعرف حدوده جيدأ , ولا يأمن , ولا يمكنه ان يتكهن بردة فعل الثلاثة الاخرين !
واقل عترة , سوف تقذف بعه الي التوج !
يمكن ان تطلق علي هذا الوضع السيريالي … توازن الرعب والخوف ! الذي يبقي الرئيس مبارك فرعونأ , بكامل سلطاته , رغم انف ثوار الغضب !
وتستمر المسرحية السيريالية في العرض علي مسرح ال لا معقول المصري !
ويشتري ثوار الغضب ترماجات اللواء عمر سليمان , ويشاهدون افلام اوباما الهندية ! ويسمعون كلام الحكماء من امثال سوريس , ذوي المصالح الشخصية !
ويترك ثوار الغضب ميدان التحرير الي منازلهم ! وبعدها , وفي فجر الرحمن وقبل صياح الديكة , يتم اقتيادهم الي زنازين جهاز الامن والاستخبارات !
ولكن هذه قصة أخري ؟
المشهد الثالث :
يحكي سياسي سوداني معارض كان يقيم في القاهرة في عقد التسعينيات , أنه اعطي بواب العمارة التي يسكن فيها بقشيشأ قيمته خمسين جنيه مرة واحدة , حتي لا يضطر للدفع اليومي ! سمع السياسي طرقأ شديدأ علي باب شقته , قبل الفجر ! وراي رجال ملثمون يدخلون عليه في غرفته , بعد ان فتحوا باب الشقة عنوة ! وصاروا يعبثون بمحتويات الشقة , يفتشون عن المخبأ والمدسوس ! ثم اقتادوا السياسي , وهو بجلابية النوم , خارج الشقة , لمكاتب الامن , للاستجواب !
لحسن حظه , كان تلفونه المحمول في جيب جلابيته ! فتلفن ل اللواء عمر قناوي , مسئول ملف السودان في جهاز الامن , وقتها ! طلب اللواء عمر من السياسي تمرير تلفونه المحمول لاي ضابط او عسكري في العربة التي تقله !
وبعد دقائق , انقلب المشهد رأسأ علي عقب !
وأنقلبت الذئاب والكلاب الامنية , بقدرة قادر , الي كدايس وديعة ! واعتذروا للسياسي السوداني بأن حارس العمارة قد وشي به , لانه شك في رجل يدفع 50 جنيه بقشيش ( حتة واحدة ) ! واعتبروه من تجار المخدرات !
وعند رجوع الموكب الي شقة السياسي , بدات الذئاب الامنية في ضرب بواب العمارة ( المخبر الامني ؟ ) , وساقوه معهم لمزيد من القزقزة !
وتلفن السياسي مرة اخري لينقذ المخبر بواب العمارة من مصير بئيس !
يعمل في وزارة الداخلية المصرية كمخبرين وامنجية اكثر من مليون و700 الف عنصر من الذئاب البشرية ! وبفضل قانون الطوارئ الذي جاء مع الرئيس مبارك , واستمر معه , حوالي 3 عقود , يمكن لهؤلاء الذئاب البشرية ترويع المواطنين المصريين , وخصوصأ ( البدون ضهر ؟ ) , وأبتزازهم , دون مسالة !
هذا يفسر الغضب الشديد الذي تراه علي وجوه المشاركين في المظاهرات ؟ غضب تراكم طيلة 3 عقود من القمع , والذلة , واهدار الكرامة , والابتزاز الرخيص !
انفجر هذا الغضب في يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 !
وهبت العجاجة !
ولكن ( عامل الشوش ) أخمد هيجان العجاجة , فصارت الي نسيم عليل !
ولكن ربما هاجت العجاجة مرة اخري عندما يستلمها الاخونجية !
انتظروا … أنا لمنتظرون !
المشهد الرابع :
مفهوم الشرهة او المناخ متأصل في الثقافة الخليجية . حيث يتكرم الملك او الامير أو الشيخ , او السلطان علي بعض كرام زواره , ببعض ما تجود به نفسه من هدايا , أظهارأ للمحبة والمودة ! ويتقبل الزوار هكذا شرهات ومناخات وهدايا بجزيل الشكر والامتنان , بدوام الصحة للهادي !
يحدثك صراف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان , بأن الشيخ زايد كان سخيأ , وكريما في الشرهات , مع جميع زواره , من المواطنين والاجانب ! وكان يتجلي في كرمه , مع زوراه المهنئين بدوام الصحة والعافية , عندما يكون في طور النقاهة , من علة طارئة , خصوصا اذا كان خارج الامارات , وفي بلد اجنبي !
وكان صراف الشيخ يجهز الشنط السامسونايت المحشوة بالدولارت الامريكية من فئة المائة دولار ! الشنط الخضراء تحوي كل واحدة منها علي مليون دولار ! الشنط الحمراء تحوي كل واحدة منها علي نصف مليون دولار ! الشنط الصفراء تحوي كل واحدة منها علي ربع مليون دولار ! الشنط السوداء تحوي كل واحدة منها علي مائة الف دولار ! وهكذا !
وكان الرئيس مبارك محبأ للشيخ زايد ! فكان اول من يقوم بزيارته , لكي يطمئن علي صحة الشيخ , و يهنئيه بدوام الصحة ! وفي كل مرة كان صراف الشيخ يضع شنطة خضراء امام كرسي الرئيس مبارك , وقبل دخول الرئيس مبارك لمقابلة الشيخ !
وفي كل مرة , كان الرئيس مبارك يحمل الشنطة بيديه , ويسلمها لمساعده , المنتظر خارج الغرفة !
تكرر ذلك الحدث عشرات المرات !
ذلك كرم من الشيخ زايد في تقديم الشرهة ! وكرم من الرئيس مبارك في قبول الشرهة !
لكن يصاب المرء بالدهشة عندما يقرأ , في جرائد مرموقة , كالقارديان البريطانية , ودير اشبيجل الالمانية , بأن ثروة الرئيس مبارك وعائلته المباشرة ( زوجته وولديه ) تقدر بما بين 40 الي 70 مليار دولار !
الكترابة ؟
لا يمكن ان تكون هذه الثروة المهولة من شرهات الشيخ زايد ! لان الشيخ نفسه , ربما لم يكن يملك علي هذه الثروة الشخصية الضخمة ؟
سبب اخر , يا هذا , لثورة غضب الشباب المصري ! وهو يري اموال 82 مليون مصري تصب في 4 جيوب فقط ؟
ولكن لا يحق لك ان تثور وتغضب من الرئيس البشير لسرقة 9 مليار دولار من اموال الشعب السوداني , وانت تري غيره من الرؤساء يسرقون 70 مليار دولار حتة واحدة !
الشفقة والرحمة علي الرئيس البشير , يا هذا !
المشهد الخامس :
وزير الاسكان السابق , المغربي متهم بانه سجل اراضي حكومية باسمه , وباسماء افراد من عائلته , وباسماء متنفذين اخرين في الحزب الوطني ! اراضي تقدر قيمتها بمليارات الجنيهات في السوق المصري !
تم فتح بلاغ من النائب العام ضد الوزير المغربي , مما يؤكد وجود بينة قوية , استند عليها البلاغ !
وحضر الوزير المغربي الي مكتب النيابة العامة دون حرس , ودون محامين ! بل شاهد الناس الوزير في التلفزيون يوزع البسمات ذات اليمين , وذات الشمال ! وهو متهم في جريمة عقوبتها قد تصل الي الاعدام , في الجو الثوري الذي يغمر مصر حاليأ , خصوصأ بعد ان رماه الرئيس مبارك , ظاهريأ , لقمة سائغة لكلاب ثوار الغضب !
هذا المشهد يؤكد اننا بصدد مشاهدة فيلم هندي سئ الاخراج ؟
ويؤكد ان جيل الانترنيت علي حق في تفجير ثورتهم , بعد ان بلغ الفساد في مصر الركب , دون مسالة ؟
المشهد السادس :
عائلة دارفورية تعبر الحدود المصرية في سيناء الي اسرائيل , بطريقة غير مشروعة ! هربا من جحيم العيش في مصر ! يطلق بوليس الحدود المصري النار علي العائلة , بقصد قتلها , حسب التعليمات الرسمية ! ينجح الرجل وزوجته وابنه في الاختباء في حفرة في الصحراء ! تتعثر خطي طفلتهم ( 5 سنوات ) , فيلحق بها الجنود المصريون , ويقبضون عليها ! يتمكن الرجل وزوجته وابنه من الوصول الي اسرائيل , وطلب اللجؤ السياسي ! يتم سجن الطفلة في مخافر جهاز الامن والاستخبارات في القاهرة ! تقوم منظمات حقوق الانسان في اسرائيل بطلب استعادة الطفلة لعائلتها , ولم شمل العائلة !
يصل الطلب , بعد عدة شهور من المناكفات , حتي الرئيس مبارك , الذي يرفض الافراج عن الطفلة ! تتصل زوجة الرئيس بيرس , رئيس دولة اسرائيل بالسيدة سوزان مبارك , التي تصدر اوامرها لوزير الداخلية المصري , بالافراج عن الطفلة , التي يتم ترحيلها علي حساب دولة اسرائيل الي داخل اسرائيل !
هذه القصة تختزل صلابة قلب الرئيس مبارك ! واحتكاره لاصدار كل القرارات , حتي التافهة منها !
الدستور المصري يركز كل السلطات في يد الرئيس مبارك ! هو الحاكم بامره ! ولا يتهور احد بمراجعته ! والا …
نعم … الرئيس مبارك يملك سلطاتأ وسلطاناً ونفوذاً وطاعة عمياء , تعادل ما كان يملكه اجداده الفراعنة الالهة . الوزراء مجرد موظفين ينفذون التعليمات . وكذلك اعضاء مجلس الشعب ومجلس الشوري . وكذلك كتبة الصحف , ومقدموا البرامج التلفزيونية .
الكل في مصر يسبّح بحمد الرئيس مبارك , ولايعصي له امراً .
وتجد تبجح فرعون موسي ( رمسيس الثاني ) مسجلا في محكم التنزيل :
أليس لي ملك مصر؟ وهذه الانهار تجري من تحتي؟ افلا تبصرون؟
( 51 – الزخرف )
وتجد ان الحق قد ارسل رسله الي اقوامهم كافة . وأستثني المصريين من هذه القاعدة .
فتجد في الاية 103 من سورة الاعراف :
ثم بعثنا من بعدهم موسي باياتنا الي فرعون …….
لم يبعث الحق نبيه موسي الي المصريين , وانما الي فرعون المصريين ؟
والاية 104 من سورة الاعراف :
وقال موسي يا فرعون اني رسول من الله رب العالمين .
لم يخاطب موسي المصريين . وانما خاطب فرعون المصريين ؟
أرسل الحق نبيه الكليم الي الفرعون . ولم يرسله الي المصريين . لان المصريين علي دين ملوكهم . ان امن الفرعون , امنوا . وان كفر الفرعون كفروا .
وهكذا … رجل واحد يقرر , والملأ من قومه يتبعه صما وعمياناً .
أتذكر عزيز مصر ؟
دعني أذكرك . راجع الاية 54 من سورة يوسف :
وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي …
أستأثر ملك مصر بيوسف . فملك مصر هو المصريون . واذا امن الملك بيوسف , امن به المصريون .
المصريون علي دين ملوكهم .
ودائمأ ً ما يستخف الرئيس مبارك قومه فيطيعوه ، انهم كانوا قوماً طائعين .
الفرعون لا يستمع لاراء الاخرين , ولا يأخذ رايهم في الاعتبار ؟
الفرعون يأمر فيطاع .
اذن الدولة المصرية بقضها وقضيضها , سوف تزايد علي الفرعون , ولن تسمح للشيطان الرجيم , دعك من الاولاد ثوار الغضب , ان يمس الفرعون !
في هذا السياق , أكد اللواء عمر سليمان ( الثلاثاء 8 فبراير 2011 ) أن الرئيس مبارك باق , ولن يرحل , كما يطالب بذلك الثوار ! وان الحكومة سوف تضطر لاخلاء ميدان التحرير بالقوة , اذا استمر الاعتصام !
يبدو ان معركة عض الاصابع بين الثوار وطغمة الرئيس مبارك قد بدأت ! وليتذكر الثوار انما النصر صبر ساعة !
ولكن , بعد الضغوط المتتالية علي الفرعون , من ادارة اوباما اساسأ , وبدرجة اقل , من ثوار الغضب , وافق الفرعون علي بعض التغييرات الديكورية ! شملت بعض الاشخاص والاجراءات , ودون المساس بالسياسات ! وحتي هذه التغييرات الهوائية كانت بالقطاعي ( واحمد في محل حاج احمد ) ! ولكسب مزيدأ من الوقت , في الخد والهات مع الثوار , الذين لن يستطيعوا الاستمرار , معسكرين في ميدان التحرير , بدون دعم لوجيستي , من أكل , وشرب , الي ما لا نهاية ! كما قدم الفرعون رشاوي لموظفي الدولة بزيادة مرتباتهم 15 % !
هذا الوضع المتازم سوف يضطر الراي العام المصري , للانقلاب ضد , او علي الاقل , عدم التعاطف مع , الثوار ! فيذهب ريحهم , ويقعوا لقمة سائغة تحت اسنان ذئاب ومليشيات الامن المصري !
99.99% من المتنفذين في النظام لا يزالون في مواقعهم , بعد حوالي ثلاثة اسابيع من بداية الثورة !
رئيس مجلس الشعب , رئيس مجلس الشوري , كل قادة الاعلام الحكومي ( المرئ , والمكتوب والمسموع ) … كل هؤلاء ومثلهم معهم , لا يزالون في مواقعهم ! حتي الجدع هاني رسلان لا يزال في مكتبه الثاني في مؤسسة الاهرام , ولم يرجع لمكتبه الاول في الجهاز !
هذا المشهد دعي عنقالية انترنيتية لان تصف ثورة الغضب المصرية بثورة السرور والبرور !
ثروت قاسم
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.