في تغريدة على منصة اكس البرهان: شكراً مصر شكراً فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي    فيفا يحسم مصير المركز الثالث في كأس العرب بعد إلغاء مواجهة السعودية والإمارات    لجنة أمن ولاية الخرطوم تعكف على تسليم المواطنين ممتلكاتهم المنهوبة المضبوطة باقسام الشرطة    السودان..وفاة قائد السلاح الطبي السابق    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تسخر من "ميسرة": (البنات بحبوا الراجل السواق حتى لو ما عندو قروش وشكلك انت ما سواق عشان كدة كبرتها منك)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تسخر من "ميسرة": (البنات بحبوا الراجل السواق حتى لو ما عندو قروش وشكلك انت ما سواق عشان كدة كبرتها منك)    إسحق أحمد فضل الله يكتب: .....(الشوط الجديد)    شاهد بالفيديو.. أطفال سودانيون يصطادون "صقر الجديان" الضخم والجمهور يرفض: (رمز الدولة لا يحبس ولا يوضع في قفص)    استشهاد فردين من الدفاع المدني في قصف مسيّرات مليشيا الدعم السريع على محطة كهرباء المقرن بعطبرة    شاهد بالصور.. عبد الرحيم دقلو يعرض نفسه لسخرية الجمهور بظهور مثير للشفقة ومعلقون: (يا حليل أيام القصور والصبغة وإن شاء الله تكون عرفت الخرطوم حقت أبو منو؟)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    بمشاركة 6 عرب.. الأندية الإنجليزية تدفع ثمن كأس الأمم الإفريقية    "فيفا" يطلق تذاكر ب60 دولارا لكل مباراة في "مونديال 2026"    مسيرات مليشيا الدعم السريع تستهدف محولات محطة المقرن التحويلية بعطبره    تعادل مثير بأجمل مباريات الدوري الانجليزي    استمرار اللجان.. وهزيمة "هلال الجان"..!!    مدرب رديف المريخ يثمن جهود الإدارة..محسن سيد: لدينا مواهب مميزة وواعدة في الرديف    وزير سوداني سابق يعلن عودته للمشهد بخطاب من رئيس الوزراء    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    مسيرات انتحارية تستهدف عطبرة    البرهان عدم حرمان أي سوداني من استخراج الأوراق الثبوتية حتى وإن كان لديه بلاغات جنائية فهذه حقوق مشروعة    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    مكتول هواك يترجّل    توجيه بصرف اجور العاملين قبل 29 ديسمبر الجاري    "ونسة وشمار".. زوجة مسؤول بالدولة تتفوه بعبارات غاضبة وتعبر عن كراهيتها للإعلامية داليا الياس بعد إرسال الأخيرة رسالة "واتساب" لزوجها    هل استحق الأردن والمغرب التأهل لنهائي كأس العرب؟    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    هل يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى الوفاة؟    بنك السودان يتأهب لإطلاق المقاصة الإلكترونية    الأردن يفوز على السعودية برأس رشدان ويتأهل لنهائي كأس العرب    والي الخرطوم يوجه بالالتزام بأسعار الغاز حسب التخفيض الجديد    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    النوم أقل من 7 ساعات ثاني أكبر قاتل بعد التدخين    بعد غياب طويل.. أول ظهور للفنانة المصرية عبلة كامل بعد قرار السيسي    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    كارثة إنسانية قبالة اليونان وغالبية الضحايا من مصر والسودان    ترامب يلغي وضع الحماية المؤقتة للإثيوبيين    الإعلامية والشاعرة داليا الياس ترد على إتهام الجمهور لها بالتسبب في فصل المذيع الراحل محمد محمود حسكا من قناة النيل الأزرق    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    وفاة إعلامي سوداني    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    تصريحات ترامب المسيئة للصومال تثير غضبا واسعا في مقديشو    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    إدارة التعدين بولاية كسلا تضبط (588) جرام و (8) حبات ذهب معدة للبيع خارج القنوات الرسمية    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والمواد الخطرة بنهر النيل    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    وصول 260 ألف جوال من الأسمدة لزراعة محاصيل العروة الشتوية بالجزيرة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصص وحكاوي ومشاهد من ثورة الغضب المصرية !..وهل يحق لك ان تثور وتغضب من الرئيس البشير لسرقة 9 مليار دولار من اموال الشعب السوداني ؟
نشر في حريات يوم 09 - 02 - 2011


مقدمة :
بلاد شمال السودان مربوطة بمصر ربطا محكما … ثقافيا , واجتماعيأ , واقتصاديأ , وسياسيأ ! الفرعون الاسود بعانخي ( الاسرة ال 25 – 700 سنة ونيف قبل ميلاد المسيح ) , أمتد ملكه الي مصر وبلاد الشام ! محمد علي باشا الكبير كون في عام 1821 السودان الحديث , بحدوده الحالية ( قبل يوم السبت 9 يوليو 2011 ) ! شاركت مصر في احتلال السودان في عام 1898 , وصارت تحكمه , مع بريطانيا , حتي عام 1956 ! هل سمعت بالملك فاروق , ملك مصر والسودان ! غواصات عبدالناصر قلبت نظام الحكم الديمقراطي في السودان في نوفمبر 1958 , وفي مايو 1969 !
وارسل عبدالناصر اللواء محمد حسني مبارك , في 29 فبراير من عام 1970 , ليضرب الجزيرة ابا بالمقاتلات الروسية , فهلك الالاف من الانصار العزل , بقنابل اللواء مبارك الحارقة !
الله يمهل , ولا يهمل !
التاريخ يربط مصر مع السودان منذ بداية التاريخ المدون انسانيأ ! والجغرافيا تربط مصر مع السودان في حوض نهر النيل العظيم !
اذن ثورة الغضب الي اجتاحت مصر في 25 يناير 2011 , سوف يكون لها انعكاساتها علي دولة شمال السودان !
دعنا نستعرض بعضأ من هذه الانعكاسات في 6 مشاهد كم يلي :
المشهد الاول :
يحكي دكتور الشوش بأنه في اولي زياراته للقاهرة , سكن في شقة في الطابق الاخير في عمارة في منطقة شعبية ! وفجأة سمع جلبة وصراخ في الشارع تحت العمارة ! فتح الشباك فراي , ويا هول ما راي ! اثنان من المصريين , يتطاير الشررمن اعينهما , والماء من خياشيمهما , وهما في حالة شجار وثورة عارمة ! هدد احدهما الاخر بانه سوف يشرب من دمه … يا ابن ( الش … ؟ ) ! رد الثاني بانه سوف يبقر بطن الاول , وياكل كبدته … يا أبن ( الم … ؟ ) !
خاف دكتور الشوش من وقوع ما لا يحمد عقباه بينهما , خصوصأ والسيارة ينظرون اليهما دون ان يتطوع حجاز للحجز بينهما , وفك الاشتباك اللفظي !
ترك دكتور الشوش كل شئ في اياديه , وأكل السلالم الي الشارع في لمح البصر ! وصل الي الشارع وهو منقطع الانفاس , والعرق يتصبب من كل جسمه … من الخوف اولا علي المتشاجرين , ومن الجهد البدني الذي بذله , في النزول الصاروخي !
وكم كانت دهشة دكتور الشوش كبيرة , عندما راي , وهو لا يصدق عيناه , المتشاجرين الاثنين , يبوسان بعضهما البعض , ويردد كل منهما , للاخر :
معلهش … حقك علي … حقك علي !
أغمي علي دكتور الشوش من هول المفاجاة !
وانت تحاكي دكتور الشوش , وانت تشاهد اللواء عمر سليمان يفاوض ممثلي ( ثورة الغضب ) , وهو علي كرسي , اعلي شيئأ من كراسي الثوار , والرئيس مبارك ينظر اليهم , باسمأ من صورة علي الحائط فوق راس اللواء عمر سليمان ! والقوم تحت صورة الرئيس مبارك يتبادلون , بدورهم , البسمات !
وهذا المشهد السيريالي بعد اسبوعين من تفجير ( ثورة الغضب ) ضد الرئيس مبارك ونظامه !
يقول :
أمرني سيادة الرئيس أن أقول لكم …
وتضرب اخماسك في اسداسك , وانت تردد :
هذه ثورة علي الطريقة المصرية ؟
هذا غضب علي الطريقة المصرية !
هذه شكلة علي طريقة شكلة الدكتور الشوش !
المشهد الثاني :
يحكي الدكتور الجزولي دفع الله , رئيس وزراء الانتفاضة , بانه زار القاهرة في محاولة لتطبيع العلاقات بعد حادثة احراق العلم المصري في شوارع الخرطوم . أصطحبه قرينه الدكتور عاطف صدقي , رئيس وزراء مصر , لمقابلة الرئيس مبارك . وكم كانت دهشة الدكتور الجزولي دفع الله كبيرة , عندما احضر الحاجب كرسيأ للدكتور عاطف , وضعه أمام الباب المؤدي الي مكتب الرئيس مبارك .
دعي الدكتور عاطف ضيفه الدكتور الجزولي للدخول منفردأ لمقابلة الرئيس مبارك ؟ مشي الدكتور الجزولي لوحده الي داخل مكتب الرئيس مبارك , تاركا الدكتور عاطف صدقي , رئيس وزراء جمهورية مصر العربية , جالسأ علي كرسي خارج باب مكتب الرئيس مبارك ؟ جاهزأ للدخول اذا طلب منه الرئيس مبارك ذلك ؟ والا فسوف يبقي جالسأ الي ان ينتهي الدكتور الجزولي دفع الله من محادثاته مع الرئيس مبارك ؟
لن يستطيع مبارحة كرسيه حتي الي بيت الراحة ؟
فتأمل ؟؟؟
هذه هي ثقافة القوم !
في مقابلته مع الدكتور الجزولي , ركز الرئيس مبارك علي أنه لن يسمح بقيام ديمقراطية وستمنستر في السودان , تحت أي ظرف من الظروف !
خوف العدوي !
كان ذلك في عام 1985 !
الان الرئيس مبارك جالس علي كرسي العرش , المكون من اربعة ارجل عسكرية :
الرجل الاولي اللواء عمر سليمان , نائب الرئيس ,
الرجل الثانية اللواء احمد شفيق ,رئيس الوزراء ,
الرجل الثالثة المشير محمد حسين طنطاوي , وزير الدفاع والقائد العام ,
الرجل الرابعة اللواء سامي عنان , رئيس هيئة الاركان المشتركة !
كل واحدة من هذه الارجل الاربعة , تخاف من الارجل الثلاثة الاخري ! ولا تثق فيها ! ولا تسمح لاي رجل بان تاخذ موقع الرئيس مبارك , اذا غادر الرئيس مبارك الكرسي ! كل رجل من هذه الارجل الاربعة تؤمن بانها احق بخلافة الرئيس مبارك , من الارجل الثلاثة الاخري ! وكل رجل من هذه الرجل , وصلت الي موقعها الحالي بفضل الرئيس مبارك ! فهو ولي نعمة كل رجل من هذه الارجل الاربعة !
كل رجل من هذه الارجل الاربعة تزايد علي الرئيس مبارك , وتحاول اظهار الطاعة والوفاء لولي نعمتها !
حاول نتن يا هو اقناع اللواء عمر سليمان بالاستيلاء علي السلطة , والتضحية بالرئيس مبارك , علي محراب مصر والنظام المصري ! ولكن اللواء عمر يعرف حدوده جيدأ , ولا يأمن , ولا يمكنه ان يتكهن بردة فعل الثلاثة الاخرين !
واقل عترة , سوف تقذف بعه الي التوج !
يمكن ان تطلق علي هذا الوضع السيريالي … توازن الرعب والخوف ! الذي يبقي الرئيس مبارك فرعونأ , بكامل سلطاته , رغم انف ثوار الغضب !
وتستمر المسرحية السيريالية في العرض علي مسرح ال لا معقول المصري !
ويشتري ثوار الغضب ترماجات اللواء عمر سليمان , ويشاهدون افلام اوباما الهندية ! ويسمعون كلام الحكماء من امثال سوريس , ذوي المصالح الشخصية !
ويترك ثوار الغضب ميدان التحرير الي منازلهم ! وبعدها , وفي فجر الرحمن وقبل صياح الديكة , يتم اقتيادهم الي زنازين جهاز الامن والاستخبارات !
ولكن هذه قصة أخري ؟
المشهد الثالث :
يحكي سياسي سوداني معارض كان يقيم في القاهرة في عقد التسعينيات , أنه اعطي بواب العمارة التي يسكن فيها بقشيشأ قيمته خمسين جنيه مرة واحدة , حتي لا يضطر للدفع اليومي ! سمع السياسي طرقأ شديدأ علي باب شقته , قبل الفجر ! وراي رجال ملثمون يدخلون عليه في غرفته , بعد ان فتحوا باب الشقة عنوة ! وصاروا يعبثون بمحتويات الشقة , يفتشون عن المخبأ والمدسوس ! ثم اقتادوا السياسي , وهو بجلابية النوم , خارج الشقة , لمكاتب الامن , للاستجواب !
لحسن حظه , كان تلفونه المحمول في جيب جلابيته ! فتلفن ل اللواء عمر قناوي , مسئول ملف السودان في جهاز الامن , وقتها ! طلب اللواء عمر من السياسي تمرير تلفونه المحمول لاي ضابط او عسكري في العربة التي تقله !
وبعد دقائق , انقلب المشهد رأسأ علي عقب !
وأنقلبت الذئاب والكلاب الامنية , بقدرة قادر , الي كدايس وديعة ! واعتذروا للسياسي السوداني بأن حارس العمارة قد وشي به , لانه شك في رجل يدفع 50 جنيه بقشيش ( حتة واحدة ) ! واعتبروه من تجار المخدرات !
وعند رجوع الموكب الي شقة السياسي , بدات الذئاب الامنية في ضرب بواب العمارة ( المخبر الامني ؟ ) , وساقوه معهم لمزيد من القزقزة !
وتلفن السياسي مرة اخري لينقذ المخبر بواب العمارة من مصير بئيس !
يعمل في وزارة الداخلية المصرية كمخبرين وامنجية اكثر من مليون و700 الف عنصر من الذئاب البشرية ! وبفضل قانون الطوارئ الذي جاء مع الرئيس مبارك , واستمر معه , حوالي 3 عقود , يمكن لهؤلاء الذئاب البشرية ترويع المواطنين المصريين , وخصوصأ ( البدون ضهر ؟ ) , وأبتزازهم , دون مسالة !
هذا يفسر الغضب الشديد الذي تراه علي وجوه المشاركين في المظاهرات ؟ غضب تراكم طيلة 3 عقود من القمع , والذلة , واهدار الكرامة , والابتزاز الرخيص !
انفجر هذا الغضب في يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 !
وهبت العجاجة !
ولكن ( عامل الشوش ) أخمد هيجان العجاجة , فصارت الي نسيم عليل !
ولكن ربما هاجت العجاجة مرة اخري عندما يستلمها الاخونجية !
انتظروا … أنا لمنتظرون !
المشهد الرابع :
مفهوم الشرهة او المناخ متأصل في الثقافة الخليجية . حيث يتكرم الملك او الامير أو الشيخ , او السلطان علي بعض كرام زواره , ببعض ما تجود به نفسه من هدايا , أظهارأ للمحبة والمودة ! ويتقبل الزوار هكذا شرهات ومناخات وهدايا بجزيل الشكر والامتنان , بدوام الصحة للهادي !
يحدثك صراف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان , بأن الشيخ زايد كان سخيأ , وكريما في الشرهات , مع جميع زواره , من المواطنين والاجانب ! وكان يتجلي في كرمه , مع زوراه المهنئين بدوام الصحة والعافية , عندما يكون في طور النقاهة , من علة طارئة , خصوصا اذا كان خارج الامارات , وفي بلد اجنبي !
وكان صراف الشيخ يجهز الشنط السامسونايت المحشوة بالدولارت الامريكية من فئة المائة دولار ! الشنط الخضراء تحوي كل واحدة منها علي مليون دولار ! الشنط الحمراء تحوي كل واحدة منها علي نصف مليون دولار ! الشنط الصفراء تحوي كل واحدة منها علي ربع مليون دولار ! الشنط السوداء تحوي كل واحدة منها علي مائة الف دولار ! وهكذا !
وكان الرئيس مبارك محبأ للشيخ زايد ! فكان اول من يقوم بزيارته , لكي يطمئن علي صحة الشيخ , و يهنئيه بدوام الصحة ! وفي كل مرة كان صراف الشيخ يضع شنطة خضراء امام كرسي الرئيس مبارك , وقبل دخول الرئيس مبارك لمقابلة الشيخ !
وفي كل مرة , كان الرئيس مبارك يحمل الشنطة بيديه , ويسلمها لمساعده , المنتظر خارج الغرفة !
تكرر ذلك الحدث عشرات المرات !
ذلك كرم من الشيخ زايد في تقديم الشرهة ! وكرم من الرئيس مبارك في قبول الشرهة !
لكن يصاب المرء بالدهشة عندما يقرأ , في جرائد مرموقة , كالقارديان البريطانية , ودير اشبيجل الالمانية , بأن ثروة الرئيس مبارك وعائلته المباشرة ( زوجته وولديه ) تقدر بما بين 40 الي 70 مليار دولار !
الكترابة ؟
لا يمكن ان تكون هذه الثروة المهولة من شرهات الشيخ زايد ! لان الشيخ نفسه , ربما لم يكن يملك علي هذه الثروة الشخصية الضخمة ؟
سبب اخر , يا هذا , لثورة غضب الشباب المصري ! وهو يري اموال 82 مليون مصري تصب في 4 جيوب فقط ؟
ولكن لا يحق لك ان تثور وتغضب من الرئيس البشير لسرقة 9 مليار دولار من اموال الشعب السوداني , وانت تري غيره من الرؤساء يسرقون 70 مليار دولار حتة واحدة !
الشفقة والرحمة علي الرئيس البشير , يا هذا !
المشهد الخامس :
وزير الاسكان السابق , المغربي متهم بانه سجل اراضي حكومية باسمه , وباسماء افراد من عائلته , وباسماء متنفذين اخرين في الحزب الوطني ! اراضي تقدر قيمتها بمليارات الجنيهات في السوق المصري !
تم فتح بلاغ من النائب العام ضد الوزير المغربي , مما يؤكد وجود بينة قوية , استند عليها البلاغ !
وحضر الوزير المغربي الي مكتب النيابة العامة دون حرس , ودون محامين ! بل شاهد الناس الوزير في التلفزيون يوزع البسمات ذات اليمين , وذات الشمال ! وهو متهم في جريمة عقوبتها قد تصل الي الاعدام , في الجو الثوري الذي يغمر مصر حاليأ , خصوصأ بعد ان رماه الرئيس مبارك , ظاهريأ , لقمة سائغة لكلاب ثوار الغضب !
هذا المشهد يؤكد اننا بصدد مشاهدة فيلم هندي سئ الاخراج ؟
ويؤكد ان جيل الانترنيت علي حق في تفجير ثورتهم , بعد ان بلغ الفساد في مصر الركب , دون مسالة ؟
المشهد السادس :
عائلة دارفورية تعبر الحدود المصرية في سيناء الي اسرائيل , بطريقة غير مشروعة ! هربا من جحيم العيش في مصر ! يطلق بوليس الحدود المصري النار علي العائلة , بقصد قتلها , حسب التعليمات الرسمية ! ينجح الرجل وزوجته وابنه في الاختباء في حفرة في الصحراء ! تتعثر خطي طفلتهم ( 5 سنوات ) , فيلحق بها الجنود المصريون , ويقبضون عليها ! يتمكن الرجل وزوجته وابنه من الوصول الي اسرائيل , وطلب اللجؤ السياسي ! يتم سجن الطفلة في مخافر جهاز الامن والاستخبارات في القاهرة ! تقوم منظمات حقوق الانسان في اسرائيل بطلب استعادة الطفلة لعائلتها , ولم شمل العائلة !
يصل الطلب , بعد عدة شهور من المناكفات , حتي الرئيس مبارك , الذي يرفض الافراج عن الطفلة ! تتصل زوجة الرئيس بيرس , رئيس دولة اسرائيل بالسيدة سوزان مبارك , التي تصدر اوامرها لوزير الداخلية المصري , بالافراج عن الطفلة , التي يتم ترحيلها علي حساب دولة اسرائيل الي داخل اسرائيل !
هذه القصة تختزل صلابة قلب الرئيس مبارك ! واحتكاره لاصدار كل القرارات , حتي التافهة منها !
الدستور المصري يركز كل السلطات في يد الرئيس مبارك ! هو الحاكم بامره ! ولا يتهور احد بمراجعته ! والا …
نعم … الرئيس مبارك يملك سلطاتأ وسلطاناً ونفوذاً وطاعة عمياء , تعادل ما كان يملكه اجداده الفراعنة الالهة . الوزراء مجرد موظفين ينفذون التعليمات . وكذلك اعضاء مجلس الشعب ومجلس الشوري . وكذلك كتبة الصحف , ومقدموا البرامج التلفزيونية .
الكل في مصر يسبّح بحمد الرئيس مبارك , ولايعصي له امراً .
وتجد تبجح فرعون موسي ( رمسيس الثاني ) مسجلا في محكم التنزيل :
أليس لي ملك مصر؟ وهذه الانهار تجري من تحتي؟ افلا تبصرون؟
( 51 – الزخرف )
وتجد ان الحق قد ارسل رسله الي اقوامهم كافة . وأستثني المصريين من هذه القاعدة .
فتجد في الاية 103 من سورة الاعراف :
ثم بعثنا من بعدهم موسي باياتنا الي فرعون …….
لم يبعث الحق نبيه موسي الي المصريين , وانما الي فرعون المصريين ؟
والاية 104 من سورة الاعراف :
وقال موسي يا فرعون اني رسول من الله رب العالمين .
لم يخاطب موسي المصريين . وانما خاطب فرعون المصريين ؟
أرسل الحق نبيه الكليم الي الفرعون . ولم يرسله الي المصريين . لان المصريين علي دين ملوكهم . ان امن الفرعون , امنوا . وان كفر الفرعون كفروا .
وهكذا … رجل واحد يقرر , والملأ من قومه يتبعه صما وعمياناً .
أتذكر عزيز مصر ؟
دعني أذكرك . راجع الاية 54 من سورة يوسف :
وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي …
أستأثر ملك مصر بيوسف . فملك مصر هو المصريون . واذا امن الملك بيوسف , امن به المصريون .
المصريون علي دين ملوكهم .
ودائمأ ً ما يستخف الرئيس مبارك قومه فيطيعوه ، انهم كانوا قوماً طائعين .
الفرعون لا يستمع لاراء الاخرين , ولا يأخذ رايهم في الاعتبار ؟
الفرعون يأمر فيطاع .
اذن الدولة المصرية بقضها وقضيضها , سوف تزايد علي الفرعون , ولن تسمح للشيطان الرجيم , دعك من الاولاد ثوار الغضب , ان يمس الفرعون !
في هذا السياق , أكد اللواء عمر سليمان ( الثلاثاء 8 فبراير 2011 ) أن الرئيس مبارك باق , ولن يرحل , كما يطالب بذلك الثوار ! وان الحكومة سوف تضطر لاخلاء ميدان التحرير بالقوة , اذا استمر الاعتصام !
يبدو ان معركة عض الاصابع بين الثوار وطغمة الرئيس مبارك قد بدأت ! وليتذكر الثوار انما النصر صبر ساعة !
ولكن , بعد الضغوط المتتالية علي الفرعون , من ادارة اوباما اساسأ , وبدرجة اقل , من ثوار الغضب , وافق الفرعون علي بعض التغييرات الديكورية ! شملت بعض الاشخاص والاجراءات , ودون المساس بالسياسات ! وحتي هذه التغييرات الهوائية كانت بالقطاعي ( واحمد في محل حاج احمد ) ! ولكسب مزيدأ من الوقت , في الخد والهات مع الثوار , الذين لن يستطيعوا الاستمرار , معسكرين في ميدان التحرير , بدون دعم لوجيستي , من أكل , وشرب , الي ما لا نهاية ! كما قدم الفرعون رشاوي لموظفي الدولة بزيادة مرتباتهم 15 % !
هذا الوضع المتازم سوف يضطر الراي العام المصري , للانقلاب ضد , او علي الاقل , عدم التعاطف مع , الثوار ! فيذهب ريحهم , ويقعوا لقمة سائغة تحت اسنان ذئاب ومليشيات الامن المصري !
99.99% من المتنفذين في النظام لا يزالون في مواقعهم , بعد حوالي ثلاثة اسابيع من بداية الثورة !
رئيس مجلس الشعب , رئيس مجلس الشوري , كل قادة الاعلام الحكومي ( المرئ , والمكتوب والمسموع ) … كل هؤلاء ومثلهم معهم , لا يزالون في مواقعهم ! حتي الجدع هاني رسلان لا يزال في مكتبه الثاني في مؤسسة الاهرام , ولم يرجع لمكتبه الاول في الجهاز !
هذا المشهد دعي عنقالية انترنيتية لان تصف ثورة الغضب المصرية بثورة السرور والبرور !
ثروت قاسم
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.