سيف الحق حسن إذا جمعتك الصدفة بالعيش في مكان ناءي مع أحد الأشخاص في غرفة ما. ودون موافقتك، نصب هذا الشخص نفسه مسؤولا عن معيشتك وتعريفك بما حولك. ومن شدة زهوه بنفسه وإعتقاده بأن الله أداه مالم يعطيك، لا يسمح لك بالخروج من غرفتك مطلقا. خرج ثم أتى لك بكيس مليئ بالبعر والصراصير وقال لك هذا واقعنا المحيط بنا، وهذا إبتلاء وعليك بالصبر. فى اليوم التالي فعلِ نفس الشىء، ولكنه اخرج لك كيسا مليئا بروث الكلاب، ثم قال: إني أجلب لك أفضل ما أجد حولنا. ستصيبك الريبة لأنك ستتخيل كل ما حولك مزبلة أو كوشة أو أي مكان قذر. وبعد سنوات من الإستحمال والصبر، والخنوع بالمقسوم، و في ريبك تتردد عن البديل، وبفضولية للتأكد، كسرت القيد وقمت بتتبعه فوجدته يذهب إلى حديقة رائعة، بأشجارها و ورودها، وقنواتها المائية التي تجرى فيها. حينها بالتأكيد ستصطدم وترجع غضبان أسفا، وتتحسر على سنوات الضياع. وسيتبادر إلى ذهنك فورا: عن ماهية هذا الشخص. هل هو طبيعي أم مخبول عقليا أم مريض نفسيا؟. هذا الشخص عموما هم تجار الدين ونظرتهم للحياة. فالذي جمعتك الصدفة به والذي لا يحضر لك إلا المخلفات هم حكامنا الإسلاميون الذين فرضوا وغصبوا أنفسهم علينا قهرا وإستبدادا. والسودان يا هو دا السودان، وعلى الجمال تغار منا. توجد فيه طبيعة جميلة مختلفة وناس حنان طيبين متنوعين. وهو سر الغيرة. وفبه زرع أخضر و حشرات، و الحدائق الغناء والحيوانات، وتوجد المخلفات. ولكن لقصور وعيهم الثقافي، وبسبب خرهم على آيات فكرهم صما وعميانا، سجنوا عقولهم، وحرموا أنفسهم من حرية التفكر والتفكير. ففقدوا حاسة التذوق، والحس الفني والإبداع. وسقطوا في وهم إمتلاكهم للحقيقة المطلقة وذبحوا ذواتهم الإنسانية، وأطلقوا الرصاص على ضمائرهم المعطلة، وعلقوا ذممهم الرخوة في المشانق، ليفرضوا أنفسهم غصبا في قيادة البلاد والعباد. ورضينا بالهم. فبدل إبراز جمال هذا الوطن وتنوعه وتفرده، غلبت كثرة الإنكفاء والغباء على الذكاء، فإنعكس وعيهم التعيس في تقييد حرية الآخرين وما أريكم إلا ما أرى. فإني لا أرى إلا القبيح. و الأخطر التمادي والتصرف بسوء نية عمدا فأستأثروا بالحسن لتنفيرك وتأييسك بإظهار الوسخ والجيف والبعر والصراصير لك وتخويفك بالسواطير. وعن قصد أو غير قصد فإنه يقبح الجميل الذى لا ينتمى إليه، حتى إن كان ما يفعله عكس المنطق والذوق السليم. ليقول لك انا الأفضل، وأفضل البدلاء السيئين إذا أردت التغيير. ثم يذهب إلى أبعد من ذلك، فيصور لك الغير كالغرب وامريكا بأنهما مزبلة الإنسانية ويبحثون عن بعرها وصراصيرها وروثها ليقدموه لك، تفضل. ويستمر مبالغا في تجميل بعره وصراصيره وروثه في مقارنة مضحكة فى مدح الذات. ويستند على كان أبي، بتاريخ، أعرضوا عن نقاطه المضيئة وخطوطه العريضة وإلتقطوا منه المخلفات التي بها كثير من اللغط واللغو والظلم والقسوة والإقصاء والاستبداد والسلطوية والخرافات والخزعبلات التي يعظمونها ويسمونها دررا وجواهر. تاريخ ل 1400 عاما مضت لأمم لها ما كسبت وعليها ما أكتسبت. و بنفس طريقة إحضار البعر والروث لتأصيل فكرهم، أسسوا لحركتهم التي فرخ فكرها أعداء للإنسانية والحياة، فكرهوا العالم في فصلها، ونفروا البعض من أصلها. وإذا تجاهلت ما يقدمه لك الإسلاميون من بعر وروث وصرارير لتذهب لحديقة ما يسمونهم بالكفار الملحدين والسكارى الحيارى، ستجد إنهم ملتزمون وجادون في العمل، منضبطون فيه. وإن الأغلبية لا تشرب الكحول على كيفهم بل في أوقات معينة، وبآداب منضبطة. وكذلك ممارسات الجنس ومشاهدة أفلامه. فالقانون يجبرهم على ذلك. وأكرر القانون، ليس فيه سترة ولا جاكيت ولا لبسا داخليا، لا مؤاخذة، لتخبئة العورات، أو ضرورة تبيح لهم إختراق المحظورات ولو بستار ديني. فقوانينهم أرض أرض في خدمة الإنسان، وليس فى خدمة السماء. والأرض لا تمن على السماء. والإنسان تضره الصراصير والجنادب والحشرات والذباب والبعوض عندنا، أكثر مما تضره الخمور فى استعمالها المعقول، في حدود منافع للناس عندهم. وعندهم تفسخ عائلي نعم؟! و علاقة استقلالية بين الأبناء والآباء، وهذه ظهرت من الفردية والمكاشفة. وهناك أيضا مشكلات كثيرة، لا ينكرونها، بل يعترفون بها ويحاولون دائما التغلب عليها. فلا توجد حديقة بلا حشرات ولا روث. لكن الغرب مستمر في بناء حديقته بالأمانة والصدق والانضباط واحترام الآخرين: إنسان، حيوان، نبات، ورعاية الأطفال والحفاظ على حدود حرية الآخرين وسلامتهم بالقانون، وعمل كل شئ بدون مواربة بمكاشفة وصراحة وعدم نفاق، كالرقص وإن كنت مربي ذقنا، والإعتراف بالخطايا و بالذنب فضيلة، ومن ثم المحاسبة و الإعتذار والإصلاح للأحسن ثم الأفضل. وهكذا تدور عجلة الحياة. وبالشفافية عندهم، الروث روث والبعر بعر والحشرات حشرات والجواهر جواهر والدرر درر. أي كل شئ يرى بطبيعته وحجمه، بعقول حرة سليمة خالية من التدليس والتلبيس. فترى الحق حقا تتبعه، والباطل باطلا فتتجنبه، فتصل قطعا للحقيقة. وصدقت العرب حينما قالت ان البعر يدل على البعير.