سامح الشيخ [email protected] دون ادنى شك ما يقوم به الشباب من حملات النفير لمساعدة الشرائح الضعيفة والمنهكة في المجتمع من توفير بعض احتياجاتهم من علاج وماكل ومشرب وكساء وغطاء هو عمل انساني عظيم يدل على عمق احساس هولاء الشباب بمعاناة الاخرين والعمل على ازالة الهموم عن كاهل عائلات اضناها الفقر والتعب والمسغبة والتخريب الممنهج الذي ينخر جسد ما تبقى من سودان والذي لا يبشر بمستقبل مشرق قريبا خصوصا بعد ان بشرنا في الاونة الاخيرة بصيف عامر من الخراب والحرب والقتل والتشريد بعد وعد الرئيس بحسم كل النزاعات المسلحة عسكريا . ذاد من تعميق هذا التشاؤم التاكيد من الدمازين امس بواسطة الرئيس انه قفل باب الحوار والا حوار الا للعفو والاذعان . استغلت الدولة جهد القائمين من الشباب الذين ينظمون مثل تلك الاعمال الخيرية القائمة على فكرة النفير واصبحت تتبرع لها عن طريق شركات ومؤسسات وهيئات ومنظمات التمكين فصرنا نقرأ اخبار مثل تبرعت سوداتل او زين او منظمة سند او غيرها لنفير شراء جهاز للفحص او للتنفس الصناعي في المستشفى الفلاني او مشروع الكتاب المدرسي التي تقف وراءه جمعية كذا او لمشروع الصيانة داخل مدرسة كذا او المستشفى الفلاني الذي تقوم به تطوعا بعض من المتطوعين في العمل الخيري او اي محفل ينشط في هولاء الشباب الخيرون الذين يقدمون ما هو انساني فوق وقبل ما هو سياسي لكن طابع هذه الدولة الاستبدادي الانتهازي وجد فيه مدخل لتبييض االاموال والارباح التي يجنيها من وراء مؤسسات التمكين تلك بالتبرع بتلك المبللغ الكبيرة التي هي اصلا ملك الشعب ولكن استولت عليها فئة قليلة واستنفعت هي بالكثير وترمي الفتات لاصحاب الحق من المواطنين الذين هم اصلا تقول الحكومة ان تعمل من اجل رفاهيتهم في شكل احسان او صدقة منها في محفل صحفي توثقه كاميرات التلفزة والصحافة وهكذا تصبح الدولة ومؤسساتها من فاعلين الخير الذين يتفضلون علينا بالاحسان . اذا غاب التخطيط الاستراتيجي ووضع الخطط الخمسية والعشرية لهيكل دولة ما واصبحت تعتمد عقلية النفير لادارة العمل في كل القطاعات الحيوية من صحة وتعليم وبنى تحتية وكل المرافق الخدمية فاعلم ان هذه الدولة ايلة للسقوط المدوي والمحزن. ان العمل الخيري والنفير يقدم الحلول الآنية لافراد المجتمع عند الطوارئ والكوارث اما وضع المعالجات والحلول والاشراف ووضع الخطط المستقبلية وتحديد المسارات واماكن الخلل وتطوير الاداء في تلك القطاعات الحيوية فهي ليست اعباء مجتمع مدني او منظمات خيريه فهي من صميم عمل الحكومات التي تعمل لخير انسانها لا تلك التي تعمل ليكون انسانها متلقي لعمل الخير والاحسان منها مثل حكومتنا.