[email protected] ميادة أشرف بنت مصرية في مقتبل العمر ، يادوب لسه متخرجه من الجامعة ، لسه بشوكها .. ببراءتها .. بحماسها واندفاعها ، بحلمها اللي كان عندي وعندك زمان .. ياتري لسه فاكره : الحلم القديم .. لما كنا لسه خضر بكل الطهارة بنحلم إننا رغم ضعفنا هنغير العالم ، ميادة كانت لسه عايشه الحلم وفي الحلم : يمكن عشان لسه خضره .. يمكن عشان جايه من ريف مصر ولسه عندها مخزون من هوا الزرع النضيف .. ويمكن عشان أبوها غلبان زي معظمنا .. ويمكن عشان بقت صحفيه ولسه فاكره زيي وزيك زمان : إن القلم أقوى من الرصاص .. وإن الرصاص أهون من السكات . ميادة كانت بتحب مصر .. حب عملي مش " بوقاقي " عشان كده ماتت وهي بتشتغل ، يمكن ليها رأي شخصي في الأحداث ، لكنها وقت ماتغدرت ماكنتش مع دول ولا دول ، كانت بس بتؤدي دورها وبتمارس عملها بأمانه وشرف ، فبأي ذنب قتلت ؟ هوالشغل ذنب ؟ في أي عرف وفي أي دين نقتل الأبريا ؟ يا قاتلي ميادة .. يا من تريدون قتل الحقيقة .. يا من تسعون لقصف الأقلام وإظلام الشاشات .. يامن تخشون من كل " طاقة " نور ستبدد أوهام وضلالات أنصاركم المختطفون والمغيبون ، أعلنها لكم صريحة : ميادة ستعيش عمراً أطول من أعمار قاتليها ، فلتقتلوا الجسد ألف مرة ومرة ، ففي كل مرة ستنتقل الروح والفكرة لمليون جسد جديد ، قتلتم " الحسيني " فلم تمت روحه أو فكرته ، بل مشيت ميادة على خطاه تكمل طريقه ، واليوم ستنبت وتزهر أرض مصر الطيبة من جديد مليون ميادة وميادة . لم تغادرنا ميادة وحدها ، رافقتها إلى رحمة الله " ماري " زهرة مصرية قطفتها في غير أوان يد قاسية ، ماري لم تدع الجمع لضلالة بعد هدى ، ولم تفسد في الأرض ، كانت فقط تمارس أبسط حقوقها البشرية الإنسانية : أن تمشي بأمان في شوارع بلادها ، وأن تصل بأمان لمقر عملها ، لم تعتد على أحد ، لم تسئ إلى إنسان أو نبات أو جماد أو حجر ، كل جريرتها أنها " علقت " صليباً في سيارتها ، فهل أصبحنا في وطن غير الوطن ؟ هل آوينا إلى فراشنا ليلة الخميس في مصر لنستيقظ الجمعة في أفريقيا الوسطى أو باكستان أو صربيا التسعينيات ؟ ، هل أمسينا نقتل على الهوية ؟ هل صار الدم الذي حرمه الله رخيصاً لهذا الحد ؟ وإلا أخبروني .. بأي ذنب قتلت ؟ هل لأنها قبطية .. ولأن منهم ( كثير أو قليل ) شارك في 30 يونيو ؟ إذن اقتلونا جميعا .. لأن معظمعنا شارك .. فكونوا عدولاً واقتلونا ، فكلنا اقترفنا الجرم نفسه ، كلنا رفضنا الفشل وانعدام الكفاءة والإقصاء والتدني : بدءا من الملبس ولغة الجسد ، مروراً بلغة الخطاب ، وانتهاءً بالفكر والسياسة ! . فلتقتلونا : لعلها تكون الحسنة الوحيدة التي تصنعونها .