قال مسؤول في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان إن الرئيس السوداني عمر حسن البشير تعهد بتشكيل لجنة لمكافحة الفساد وإنه لمح إلى أنه قد يتقاعد ولن يترشح إلى الرئاسة مرة أخرى. واقترح البشير أمام أعضاء شبان في الحزب تقاعد السياسيين عند سن 60 عاما وقال إن ذلك سيشمله شخصيا إذا تبنت قيادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم الفكرة. وقال حامد ممتاز الأمين السياسي للشباب في حزب المؤتمر الذي حضر الاجتماع إن الرئيس تحدث عن وضع سن لتقاعد السياسيين وهو 60 عاما. وقال ممتاز ل(رويترز) إن الرئيس قال إن هذه الفكرة في حال تطبيقها سوف تتضمنه شخصيا. والبشير، 67 عاما، الذي جاء في انقلاب عسكري عام 1989 هو رئيس الدولة الوحيد المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية لارتكاب جرائم إبادة جماعية في إقليم دارفور الذي مزقته الحرب. وينفي البشير هذه التهم. وقال شهود عيان على الاجتماع الذي عقد في وقت سابق من هذا الأسبوع طلبوا عدم الكشف عن هويتهم إن الشبان في الحزب وبخوا الرئيس على تفشي الفساد الذي يعرقل الاقتصاد وإن المحادثات استمرت حتى وقت متأخر من الليل. وقال ممتاز إن البشير وعد بتشكيل لجنة لمكافحة الفساد وهيئة لمساعدة الشبان حديثي التخرج في العثور على عمل وزيادة مشاركة الشبان في الحزب والحكومة. وأضاف أن هذه السياسات ستكون خطوة إيجابية على الطريق الصحيح وسوف تساعد على تطوير حلول للمشكلات الحالية. وفرقت قوات الأمن السودانية مستخدمة العنف عشرات الاحتجاجات في شمال السودان في يناير وفبراير بعد احتدام الأزمة الاقتصادية . وسبق ونشرت (حريات) بان البشير يواجه انتقادات متزايدة في اوساط الاسلاميين والمؤتمر الوطني ، كما عبرت عنها دعوة الاسلامي المخضرم الدكتور الطيب زين العابدين الى تنحي البشير ، ورسائل ومقالات الاسلامي المعروف ومدير جامعة الخرطوم المقال الدكتور مصطفى ادريس ، وكذلك عبرت عنها دعوة امين حسن عمر للتغيير ، فرغم محدودية التغييرات التي يطرحها الا انها تعكس تبرما وسط دوائر نافذة في المؤتمر الوطني . وقد حاول البشير اسكات الانتقادات وسط المؤتمر الوطني والاسلاميين بالتوجه نحو القوات النظامية ، خصوصا القوات المسلحة ، ولكنه سمع هناك انتقادات اكثر جذرية ورسوخا ، مما دفعه الى عزل اهم قيادات القوات المسلحة . وتجدر الاشارة الى ان البشير اعلن حربه على الفساد في مسجد النور المبني على الفساد ، فقد شيد بقرض حكومي وضمانة حكومية لجهة غير حكومية ، يرأسها اخ البشير .