يوكوهاما يقلب خسارته أمام العين إلى فوز في ذهاب نهائي "آسيا"    برباعية نظيفة.. مانشستر سيتي يستعيد صدارة الدوري الإنكليزي مؤقتًا    ريال مدريد ينهي خلافه مع مبابي    هل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي؟.. بحث يكشف قدرات مقلقة في الخداع    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    سألت كل الكان معاك…قالو من ديك ما ظهر!!!    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أنشيلوتي: فينيسيوس قريب من الكرة الذهبية    حمّور زيادة يكتب: ما يتبقّى للسودانيين بعد الحرب    هجوم مليشيا التمرد الجمعة علي مدينة الفاشر يحمل الرقم 50 .. نعم 50 هجوماً فاشلاً منذ بداية تمردهم في دارفور    عاصفة شمسية "شديدة" تضرب الأرض    مخرجو السينما المصرية    تدني مستوى الحوار العام    «زيارة غالية وخطوة عزيزة».. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان عُمان وترحب بها على أرض مصر – صور    د. ياسر يوسف إبراهيم يكتب: امنحوا الحرب فرصة في السودان    هل ينقل "الميثاق الوطني" قوى السودان من الخصومة إلى الاتفاق؟    كلام مريم ما مفاجئ لناس متابعين الحاصل داخل حزب الأمة وفي قحت وتقدم وغيرهم    الأمن، وقانون جهاز المخابرات العامة    مرة اخري لأبناء البطانة بالمليشيا: أرفعوا ايديكم    الكابتن الهادي آدم في تصريحات مثيرة...هذه أبرز الصعوبات التي ستواجه الأحمر في تمهيدي الأبطال    شاهد بالصورة.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بأزياء قصيرة ومثيرة من إحدى شوارع القاهرة والجمهور يطلق عليها لقب (كيم كارداشيان) السودان    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    بالصور.. معتز برشم يتوج بلقب تحدي الجاذبية للوثب العالي    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    محمد سامي ومي عمر وأمير كرارة وميرفت أمين في عزاء والدة كريم عبد العزيز    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    مصر تكشف أعداد مصابي غزة الذين استقبلتهم منذ 7 أكتوبر    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    مقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر.. معلومات جديدة وتعليق كندي    النفط يتراجع مع ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات العرض الحذرة    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يقف الجيش مع الرئيس البشير ضد الشعب السوداني ؟ا
نشر في حريات يوم 22 - 02 - 2011


امر القبض وتفتيت بلاد السودان !
في عددها الصادر يوم الخميس 17 فبراير 2011, تناولت مجلة الايكونمست المحترمة مشكلة عدم المصداقية التي تجابهها محكمة الجنايات الدولية ! لدرجة ان تحرن المانيا واليابان من الاستمرار في تحمل معظم ميزانية المحكمة السنوية البالغة حوالي مائة مليون دولار ! وذكرت المجلة ان اوكامبو سوف يغادر موقعه السنة القادمة , بعد ان انتهي عقده ( 9 سنوات ) غير القابل للتجديد !
وربما حل مكانه , اذا ابتسم الحظ للرئيس البشير , وبقي في منصبه حتي ذلك التاريخ , مدعي عام من افريقيا !
ولكن القنبلة التي فجرتها مجلة الايكونمست كانت بخصوص رسائل سرية مسربة كشفتها ويكيليكس , تؤكد ابرام صفقة بين بريطانيا ( وطبعأ ادارة اوباما ) , من جانب , ونظام الانقاذ في الجانب المقابل !
حسب هذه الصفقة الشيطانية يلتزم نظام الانقاذ باستيلاد سلس وهادئ لدولة جنوب السودان , في يوم السبت 9يوليو 2011 , مقابل تجميد ( وليس شطب ) امر قبض الرئيس البشير !
باع الرئيس البشير جنوب السودان , وفتت بلاد السودان ( والجايات اكثر من الرايحات … جنوب كردفان , جنوب النيل الازرق , ودارفور ؟ ) , مقابل تجميد ( وليس شطب ) امر قبضه !
راجع مجلة الايكونمست المحترمة ( عدد يوم الخميس 17 فبراير 2011 ) لمزيد من التفاصيل المأساوية !
هذا السبب وحده ( الصفقة الشيطانية ) , يكفي وزيادة , لتغيير نظام الانقاذ اليوم وليس غدأ , حتي لا تتوالي التنازلات المهينة المؤدية لتفتيت اكثر ومتواتر , لبلاد السودان , امام بعبع امر القبض !
عيون الرئيس البشير الخلفية :
ذبابة المنزل لها عيون مركبة تحتوي علي حوالي 4 الف عدسة ! وما يهمنا هنا في عيون ذبابة المنزل ان لها عيون امامية , وعيون خلفية ! والعيون الخلفية أشد حدة من العيون الامامية ! الاقتراب من ذبابة من خلفها , اصعب بكثير من الاقتراب منها من امامها !
اقول هذا الكلام متمنيأ علي الرئيس البشير ان يعتبر السيد الامام عيونه الخلفية ! وليس الزعيم الذي يسعي لقيادة انتفاضة شعبية ضد الرئيس البشير ؟
عيون الرئيس البشير الخلفية سوف تظهر له الصورة اكثر شمولية , واكثر وضوحأ , وتمثلان قرون استشعار للاخطار القادمة , خصوصأ القادمة من حيث لا يتوقع !
عيون الرئيس البشير الامامية بها ضبابية , بفعل المعلومات المغلوطة والمشوشة , التي تصله من مستشاريه ومعاونيه ! تماما كما أشتكي المرحوم بن علي , والمرحوم مبارك , عندما كانا علي كرسي السلطة !
يحذر السيد الامام ويدق ناقوس الخطر الان , وقبل الوصول الي النقطة الحرجة ! النقطة التي تظهر فيها القشة الاسطورية التي تقصم ظهر البعير ! النقطة التي يصل السيل فيها الزبي ! النقطة التي تنتفض فيها جماهير الشعب السوداني ضد نظام الانقاذ , كما حدث في تونس ومصر ! وكما يحدث حاليأ في البحرين وليبيا واليمن !
الفرق الجوهري بين السودان من جانب , وهذ الدول من الجانب الاخر , ان الانتفاضة السودانية سوف تكون محمية بالسلاح , وهو ( السلاح ) علي قفا من يشيل في بلاد السودان !
النظر بالعيون الخلفية للرئيس البشير , الاكثر حدة من عيونه الامامية , سوف يمنع استيلاد سيناريو السودنة ! وهو سيناريو كارثي … حاصل جمع سيناريوهات الصوملة , والافغنة , واللبننة , والعرقنة , والبكستنة , كما حذر بذلك السيد الامام الان , وقبل وصول الطوفان !
ولا ازيد !
غير التذكير بالاية 51 في سورة القصص :
( ولقد وصلنا لهم القول , لعلهم يتذكرون ! )
( 51 – القصص )
ميليشيات الدفاع الشعبي :
ذكرنا في مقالة سابقة , أن نظام الانقاذ قد بدأ في اعادة تكوين فرق البلطجية الحاملة السلاح , والتي يمكن ان ترتدي البسة مدنية أو عسكرية ( جيش أو شرطة ) , حسب الحاجة ! ومهمة فرق البلطجية الحاملة للسلاح , حاليأ وبعد ثورة الياسمين وثورة 25 يناير , تنحصر في القمع الاستباقي , والذئبي للمظاهرات الشبابية الاحتجاجية !
وقد أتضح , بالبراهين الدامغة , ان فرقة مكافحة الشغب التي اعترضت بعض عناصر حزب الامة المتوجهين لصلاة الجمعة , بعد سماعهم الاذان ,( امدرمان – الجمعة 24 ديسمبر 2010 ) كانت من فرق الدفاع الشعبي الجهادية المسيسة , ولكن في لباس شرطة مكافحة الشغب !
وهذا يفسر الاعتداء الذئبي من المهوسيين دينيأ , في لباس شرطة نظامية عادية , علي الكنداكة , بتكسير يدها , ومحاولة شج رأسها , وأغتيالها !
هذه الحادثة تؤكد تقنين مليشيات الانقاذ الخاصة , والمهوسة دينيأ , واعتبارها جزء لا يتجزا من قوات الشرطة , وقوات الجيش النظامية !
ولكنها في الحقيقة مليشيات موازية ومنافسة ومتدابرة مع قوات الجيش وقوات الشرطة النظامية ! هذه القوات البلطجية لا تعدو ان تكون مليشيات متصلبطة في القوات النظامية القانونية !
الجيش :
أستعرضنا في مقالة سابقة , بعض اوجه الخلاف , وكذلك القواسم الدنيا المشتركة , بين ثورة الياسمين في تونس , وثورة 25 يناير في مصر من جانب , وثورة النيم المتوقعة في بلاد السودان من الجانب المقابل !
ونواصل , في هذه الحلقة , والتي تليها , استعراض مؤسسة الجيش , وتداعياتها علي ثورة الياسمين , وثورة 25 يناير , وعلي ثورة النيم القادمة , في بلاد السودان !
دور الجيش في ثورتي تونس ومصر !
الجيش عامل جوهري ساعد في سقوط نظام بن علي , وفي سقوط نظام مبارك , وربما ساعد في بقاء نظام البشير ؟
كيف ؟
رفض الجنرال رشيد عمار ، رئيس هيئة أركان الجيش في تونس ، تنفيذ تعليمات بن علي , بإصدار الأوامر للجيش بإطلاق الرصاص على المتظاهرين ! فأقاله الدكتاتور، وسمّى الجنرال أحمد شبير، مدير المخابرات العسكرية، بدلاً عنه ! ولكن , ومن منطلق وطني , تعاطف جنرالات الجيش مع الجنرال رشيد , واصروا علي عودته للجيش !
والا … ؟
وبعدها ( نصح ؟ ) جنرالات الجيش بن علي بمغادرة تونس , حالا ولفترة مؤقتة , حتي تستقر الاوضاع !
مما اضطر بن علي للهروب السريع , خوفأ من أن يقبضه الجيش , حسب نصيحة مستشاريه !
كانت هذه القشة الاسطورية التي قصمت ظهر بعير بن علي في تونس !
في مصر , أنحاز الجيش للشعب , بدلأ من الوقوف خلف مبارك ! ورفض قمع المظاهرات بالعنف ! وطرد قوات البلطجية ! كما رفض أخلاء ميدان التحرير بالقوة !
وافق مبارك علي طلب قادة الجيش بالاستقالة , وتحويل سلطاته الرئاسية الي مجلس عسكري اعلي , حقنأ للدماء , وأيقافأ للمظاهرات والاعتصامات !
قال قادة الجيش لمبارك :
زيتكم في بيتكم !
واعطوه الامان في شرم الشيخ !
وحدث ما يمكن اعتباره انقلابا عسكريا ضد نظام مبارك في مصر !
هذا ما كان من امر الجيش في تونس وفي مصر !
الجيش في تونس وفي مصر مؤسسة وطنية , تحتوي علي عناصر من جميع قطاعات الشعب , دون تمييز , ودون فرز ! المواطنة والمؤهلات هما المعياران الحصريان للتعيين والتصعيد في مؤسسة الجيش !
مؤسسة الجيش تتبع للدولة ولا تتبع للنظام الحاكم !
ولكن في دولة شمال السودان الاسلاموية , فالامر مختلف جدأ !
المراحل الثلاثة التي مر بها الجيش في السودان ؟
حسب موضوعنا الذي نحن بصدده في هذه المقالة , يمكن أن نقول أن الجيش السوداني قد مر بثلاثة مراحل مفصلية منذ انقلاب الانقاذ في يوم 30 يونيو 1989 , وكما يلي :
+ المرحلة الاولي ( يونيو 1989 – رمضان 1999 ) – مرحلة التطهير الاولي !
+ المرحلة الثانية ( رمضان 1999 – 9 يناير 2011 ) – مرحلة التطهير الثانية !
+ المرحلة الثالثة ( 9يناير 2011 – مستمرة ) – مرحلة الانترنيت
المرحلة الاولي _ مرحلة التطهير الاولي !
في الفترة من يونيو 1989 وحتي المفاصلة في رمضان 1999 , طرد نظام الانقاذ من صفوف الجيش ( وكل القوات النظامية , من شرطة وحرس حدود وشرطة سجون ) كل الضباط غير الموالين ( وغير المتتوريكين ) للانقاذ ! طرد نظام الانقاذ من الجيش اي ضابط يشتبه , مجرد اشتباه , في انتمائه لعائلة انصارية , او ختمية , أو شيوعية , او بعثية !
اصبح الانتماء للاخونجية المعيار الحصري للاستمرارية , وللتعيين وللتصعيد , في الجيش , خصوصأ للترقي لرتبة لواء !
خلال هذه الفترة , أصبح معظم جنرالات الجيش من الاخونجية ! وكذلك معظم العمداء !
المرحلة الثانية – مرحلة التطهير الثانية !
بعد المفاصلة , تم طرد الضباط الاخونجية العظام الموالين للشيخ حسن الترابي , من الجيش ! من امثال الفريق بشير محمد بشير , الفريق محمد عبدالقادر , الفريق يس عربي , الفريق محمد احمد , وغيرهم كثيرين ! وتم ترقية الضباط الاخونجية الموالين للانقاذ ( موديل نافع علي نافع ) في اماكنهم ! وتم أستقطاب ضباط اخونجية تابعين لجماعة الاخوان المسلمين ( الحبر نورالدائم ) , وترفيعهم ! مثلأ :
المقدم الصوارمي , المتحدث باسم الجيش , من الاخونجية التابعين لجماعة الحبر نور الدائم , وليس من الانقاذيين الاقحاح ( موديل نافع علي نافع ) !
في هذا السياق , هل سمعت بمقدم ( ليس ضابط عظيم ! ) يصير متحدثأ رسميأ باسم الجيش , بدلأ من تعيين لواء لهذا المنصب الحساس ؟
السبب استئناس جماعة الاخوان المسلمين انقاذيأ ؟
بعد هبوب عجاجة دارفور , وخصوصأ بعد غزوة امدرمان , طرد نظام الانقاذ من الجيش كل الضباط , وصف الضباط من قبائل الزرقة في دارفور , وخصوصأ قبيلة الزغاوة , قبيلة دكتور خليل ابراهيم ؟
خلال هذه المرحلة الثانية , استمر التعيين والتصعيد , في صفوف الضباط , وحصريأ , للعناصر الاسلاموية الانقاذية , والعناصر الاسلامية المؤتلفة مع نظام الانقاذ ( بخلاف جماعة الشيخ الترابي ) , والعناصر المتتوركة , بشرط ان لا تكون مرتبطة بطائفة الانصار , او طائفة الختمية , او قبائل الشيوعييين والبعثيين , او قبائل الزرقة في دارفور !
بانتهاء المرحلة الاولي والمرحلة الثانية ( 21 سنة من يونيو 1989 وحتي يناير 2011 ) , اصبح معظم الضباط في الجيش ( وخصوصأ الضباط العظام ) من اصحاب الولاء لنظام الانقاذ … اما لاسباب اسلاموية ايديولوجية ( في الغالب الاعم ) , أو لاسباب منفعية وشخصية ( دعني اعيش ؟ ) !
ولكن المهم ملاحظته , انك لن تجد ضمن الفئة الثانية … فئة المتتوركيين , لاسباب منفعية وشخصية ( فئة دعني اعيش ) اي ضابط له انتماء اسري او قبلي لطائفة الانصار , او طائفة الختمية , او قبائل الشيوعيين أو البعثيين , او قبائل الزرقة في دارفور !
خلال ال 21 سنة المنصرمة , حدثت تصفية منهجية , وغربلة مستدامة , وابعاد قاطع , وتغييب كامل , خصوصا في مرحلة التعيين , وكذلك في مرحلة التصعيد , لكل ضابط يشتبه , مجرد اشتباه , بانه ينتمي , ولو من بعيد , الي عائلة انصارية , او ختمية , او شيوعية , او بعثية , او الي قبيلة زرقة في دارفور !
كان ولا يزال ذلك خط احمر قاني , لا يمكن تجاوزه , حتي يلج الجمل من سم الخياط !
خلال ال 21 عاما المنصرمة , نجح نظام الانقاذ في استبعاد اي تنوع وطني , او عقائدي , أو مذهبي , او طائفي أو مناطقي أو ديني داخل الجيش !
صار ضباط الجيش بلون واحد … لون الاسلاموية الاخضر !
بحلول يوم الاحد 9 يناير 2011 , اصبح كل الضباط في الجيش السوداني من الاخونجية الانقاذيين , او الاسلامويين الملتزمين عقائديأ , وبدرجة اقل , من المتتوريكين , لاسباب منفعية , ومصالح شخصية ! واهم شرط في المتتورك ان لا يكون له رائحة علاقة , حتي بعيدة , بالانصار او الختمية أو الشيوعيين أو البعثيين , او قبائل الزرقة في دارفور !
التكرار في هذه الفقرة مقصود لكي يذكر ( الحمار ؟ ) !
المرحلة الثالثة – مرحلة الانترنيت !
بعد نهاية عملية الاستفتاء ( يوم الاحد 9 يناير 2011 ) , وخصوصأ بعد نجاح ثورتي تونس ومصر , عندما أنضم الجيش في تونس وفي مصر الي الشعب وضد النظام الحاكم , بدأ يظهر توتر وبلبلة في صفوف الجيش السوداني ( ضباط وجنود ) !
يمكن اختزال اسباب هذه البلبلة , ضمن اسباب اخري , في الاتي :
+ اصبح انفصال الجنوب امرأ واقعأ وماثلا ومحسوسا , يمشي بين الناس , بعد ان كان مجرد خيال وكلام ساكت ! وشعر افراد الشعب السوداني , ومنهم ضباط الجيش وجنده , بتقصير , بل تفريط , نظام الانقاذ في وحدة بلاد السودان !
أصاب انفصال الجنوب ضباط وجند الجيش بالاحباط , والغضب , بل التذمر !
+ شعر ضباط وجند الجيش بان انفصال الجنوب ربما اصبح المشهد الاول من مسلسل تفتيت بلاد السودان! وربما لحقت جنوب كردفان , وجنوب النيل الازرق , بل دارفور … بجنوب السودان , وانفصلوا عن الوطن الام , بفضل سياسات نظام الانقاذ التفتيتية !
وزادت درجة احباطهم , وغضبهم !
+ بدأت روائح الفساد والافساد من متنفذي نظام الانقاذ السياسيين تملأ الافاق , وتزكم الانوف ! وشعر ضباط وجند الجيش باحباط اكثر , خصوصأ وهم يرون متنفذي الانقاذ ( نافع كمثال ؟ ) يبنون العمارات لبناتهم , من مال الشعب , وباقي المواطنيين في فقر مدقع ؟
+ ازدياد الضائقة المعيشية , وغلو اسعار المواد التموينية الضرورية, التي بدا يشعر بها حتي ضباط وجند الجيش !
+ شعر ضباط وجند الجيش باحباط اشد , عندما رأوا نظام الانقاذ يبني في المليشيات الانقاذية الخاصة الحاملة للسلاح , والموازية , والمنافسة ( خصوصأ في التمويل ) , بل المدابرة ( خصوصأ في الاهداف ) , للجيش , مثل مليشيات الدفاع الشعبي , مليشيات شباب المؤتمر الوطني , مليشيات اتحاد الطلاب , وميليشيات الشرطة المجتمعية !
+ شعر ضباط وجند الجيش بالاهانة كون قائدهم الاعلي لا يستطيع السفر خارج السودان , بسبب امر القبض الصادر ضده من الانتربول والعدالة الدولية !
+ نجاح ثورة تونس , وبالاخص نجاح ثورة مصر , ووقوف الجيش في تونس وفي مصر , بجانب الشعب وضد النظام الحاكم , اعطي ضباط وجند الجيش السوداني قدوة ومثل اعلي , لوقوف الجيش الوطني مع ارادة شعبه ورغبات جماهيره !
+ شعر ضباط الجيش بالاحباط وهم يرون خريجي الجامعات بدون عمل , والمحظوظين منهم سائقي رقشات ؟ ونسبة العزوبية والفساد الاخلاقي تصل معدلات مرضية بين الشباب ؟
شعر الرئيس البشير بارهصات التذمر والبلبلة في اوساط الجيش ! وبدا سلسلة زيارات لوحدات الجيش المختلفة , للتعبئة السياسية , وضمان ولاء الجيش !
وفي خطوة موازية , قام الرئيس البشير بعزل 12 ضابطا برتبة لواء من الجيش ، من بينهم اللواء الطيب المصباح ، واللواء احمد عابدون ، واللواء النعيم خضر ، واللواء عباس تاج الدين !
وسوف تتري قوائم العزل من الجيش , ليس فقط للجنرالات , وانما للعمداء والعقداء , وما دون ذلك ؟
لماذا ؟
يخطط الرئيس البشير , خلال المرحلة الثالثة ( مرحلة الانترنيت ) التي بدات يوم الاحد 9يناير 2011 , وبالاخص بعد يوم 25 يناير 2011 , يوم ثورة مصر الناجحة , يخطط لكي ينظف الجيش , من اي عناصر غير موالية لنظام الانقاذ , مية في المية !
حتي لو استدعي الامر طرد نصف ضباط الجيش ؟
خلال هذه المرحلة الثالثة ( مرحلة الانترنيت ) , يسعي الرئيس البشير لكي يقف الجيش , وقفة رجل واحد , مع نظام الانقاذ , وضد جيل الانترنيت من الشباب والشابات !
خلال هذه المرحلة الثالثة ( مرحلة الانترنيت ) , يسعي الرئيس البشير لكي يقمع الجيش ( بعد تنظيفه من العناصر الوطنية ) المظاهرات والاعتصامات الشبابية السلمية , التي يقودها جيل الانترنيت ! تماما كما قمع الجيش البحريني والجيش الليبي مظاهرات الشباب البحريني والليبي السلمية !
خلال هذه المرحلة الثالثة ( مرحلة الانترنيت ) , يسعي الرئيس البشير لكي يكون الجيش , جيش مكافحة جيل الانترنيت من الشباب والشابات !
سوف تكون هذه مهمة الجيش الاساسية … قمع الشباب والشابات !
فهل سوف ينجح الرئيس البشير في مساعيه ؟
الجواب في الحلقة القادمة !
ثروت قاسم
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.