أعلنت هيئة تحرير صحيفة "المصير" العربية التي تصدر في جوبا، عاصمة جنوب السودان، توقفها عن الصدور، وذلك بعد 4 أعوام من صدورها في فبراير 2011. وفي بيان نشرته على صفحتها الأولى في عددها الأخير الصادر أول أمس الثلاثاء، أوضحت أسرة تحرير الصحيفة الخاصة، أنها توقفت عن الصدور بسبب "فض الشراكة بين المساهمين". وقالت "طالما تقوم الأعمال على أفكار تنتج عنها شراكات وأعمال، فإن الأخيرة متغيرة الأحوال، وتظل الأفكار وليدة الإبداع مستمرة أبدا، هكذا كانت المصير فكرة قامت على رؤية لا تحدها مساحات وآفاق زائلة". من جهته، لفت مثيانق شريلو، رئيس تحرير الصحيفة في البيان نفسه، إلى أنهم توصلوا إلى هذا القرار بعد فض الشراكة بين مجموعة المساهمين في الصحيفة، دون التطرق إلى أي تفاصيل أخرى. غير أن مصادر صحفية محلية رجحت أن يكون سبب توقف الصحيفة مرتبطا بتمرد رئيس مجلس إدارتها السابق صاحب الأسهم الأعلى في الصحيفة، ضيو مطوك، الذي أعلن انضمامه إلى ريك مشار، النائب السابق لرئيس البلاد، سلفاكير ميارديت. وتعتبر "المصير" أول صحيفة عربية تصدر في جنوب السودان منذ استقلاله عام 2011، حيث استمرت في الصدور خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مما جعلها تستحوذ على أعلى معدل للتوزيع في الدولة الوليدة، التي تعتمد الإنكليزية كلغة رئيسية للتخاطب، وارتبطت الصحيفة بجيل من سكان البلاد ممن تلقوا تعليمهم باللغة العربية في المدارس السودانية. وكانت الصحيفة تصدر عن شركة "نيفاشا" للإنتاج الإعلامي كمؤسسة صحفية مملوكة لمجموعة مساهمين من بينهم صحفيون ومساهمون آخرون . يذكر أن السلطات الأمنية في جنوب السودان أوقفت في وقت سابق، صحيفة المجهر السياسي عن الصدور، بدعوى دعمها "المتمردين". وقال رئيس تحرير الصحيفة "إن السلطات الأمنية أخطرت المسؤولين عن الصحيفة، أنه تم إيقاف صدورها بدعوى نشر أخبار ومعلومات تدعم المعارضة". وكان وزير الإعلام بحكومة جنوب السودان مايكل مكوي، حذر الصحفيين في تصريحات سابقة، من تغطية أنشطة "المتمردين"، باعتبار أن ذلك "يصب في خانة الفعل العدائي ضد الحكومة"، ولا يوجد في جنوب السودان حتى الآن أي قانون ينظم مهنة الصحافة.